من الظواهر السلبية التي ألحقت بفرقنا الرياضية أضرارا جسيمة في السنوات الاخيرة، وقد تسبب لها مخلفات سلبية في قادم السنوات، ظاهرة التكتلات والمجموعات فبقدر ما يزداد عدد المجموعات وتشكلاتها تزداد مشاكل هذه الفرق «المسكينة». والغريب في الامر ان هذه المجموعات تتحرك بإيعاز من بعض مسؤولينا الذين ذهب في اعتقادهم أن هذه الاساليب غير الحضارية ستمكنهم إما من المحافظة على كراسيهم وإما من القيام «بانقلاب» للاستيلاء على مقاليد الحكم «الرياضي» داخل هذه الفرق. وهذا مطمح مشروع لكل من يرى في نفسه القدرة على دخول هذه المعمعة التي تتطلب الكثير من الدهاء والذكاء. وهذا ما جعل الكثير من الكفاءات تبتعد حفظا لماء الوجه. الا ان الكيفية التي تعمل بها هذه المجموعات هي التي تختلف بإختلاف الاشخاص الذين تلعب البيئة والحياة الاجتماعية التي عاشوا فيها دورا بارزا في تكوينهم!!! فمثلا في الترجي الرياضي هناك عدة مجموعات سعت بكل ما أوتيت من جهد للمحافظة على مراكزها في ما صرفت احداها أموالا طائلة لبلوغ أهدافها، هنا سنكتفي بذكر 4 مجموعات، لأن المجال لا يسمح لنا بالافصاح عن بقية المجموعات بما انها كثيرة، لتبقى ابرز هذه المجموعات، مجموعة سليم شيبوب ونجد فيها نور الدين السهيلي والحاج جعيط وشكيب بوسلامة وحافظ ومجموعة عزيز زهير (يدفع المال لمجموعة حراس) ومجموعة حمدي المؤدب ومجموعة زياد التلمساني التي كلفته الخروج من الباب الصغير رغم الحملة الانتخابية العصرية التي قام بها والمصاريف الباهضة التي تكفل بها لضمان مكان على رأس الترجي الرياضي، الا ان بعض الجزئيات حالت دون بلوغه اهدافه المرسومة. واذا كان الافريقي ينفرد بطليعة الترتيب بامتلاكه لأكثر عدد من المجموعات، (جماعة العتروس جماعة المناعي جماعة باللامين جماعة بن عمار جماعة بوصبيع وجماعة كمال ايدير)، فان النادي الصفاقسي لا يتعدى عدد مجموعاته 3 (جماعة عبد العزيز بن عبد الله وجماعة جمال العارم وجماعة لطفي عبد الناظر)، أما مجموعة صلاح الزحاف فهي ماسكة الان بزمام الامور. أما عن النجم الساحلي فهو الفريق الوحيد الذي لا يتجاوز عدد مجموعاته الواحدة بعد خروج عثمان جنيج من «اللعبة» وهذا ما جعل فريق جوهرة الساحل ينعم بشيء من الاستقرار، رغم بعض المشاكل العابرة التي كان بطلاها معز دريس وفوزي البنزرتي. لذلك لا غرابة في ان نرى النجم يسيطر على البطولة الوطنية، وقد تتواصل فترة هيمنته على الكرة التونسية اذا ما تعذر على الفرق السالفة الذكر، تجاوز مشاكلها الداخلية والتي مزّقتها التكتلات والانتماءات التي عادت عليها بالوبال. هذا هو مكمن الداء حيث لا تنفع لا انتدابات ولا فنيات ولا مدربين «كبار» ولا حتى «فلوس برشة» كل هذا، كلام فارغ ولا يمكنه بأي حال من الاحوال ان يأتي بنتائج ايجابية في ظل الحروب الخفية التي يؤجج نيرانها ابناء هذه الفرق التي أعمت بصائرهم، أنانيتهم وتمسكهم بغايات ومصالح شخصية لا يستطيعون تحقيقها بعيدا عن الحقل الرياضي وخاصة في الفرق الكبرى. اما القاسم المشترك للفرق الكبرى التي ضاقت ذرعا من تصرفات مجموعاتها التي تتحرك بتعليمات من قيادييها هو ان هؤلاء المأمورين «المرتزقة» هم من عامة الجماهير الرياضية يقومون بمهمتهم «التخريبية» ب مقابل . وهو القاسم المشترك بين الرباعي الكبير، أشخاص ينفقون أموالا لتحقيق مآربهم دون الوصول اليها بعد ان ذهب في اعتقادهم أن كل شيء يباع ويشترى بالفلوس، صحيح ان المال قوام الاعمال، لكن ليس بالمال يمكن تحقيق كل الغايات، لأن محبة الناس لا تقاس بمال ولا تشترى بكل كنوز الدنيا، ولان اصحاب الكفاءات لا يتحدثون كثيرا ولا يلهثون وراء المناصب الشيء الذي يجعل فرقهم هي التي تسعى لانتدابهم وليس العكس، وهو ما حدث مع حمدي المؤدب الذي أمتنع في اكثر من مرة على قبول رئاسة الترجي ولكن بالنهاية «قَبِلَ» المهمة تلبية لنداء الواجب ولكن ايضا تحت ضغط السلط التي يهمها استقرار الامور داخل الترجي وكذلك الجماهير التي عبّرت عن استعدادها للوقوف الى جانبه. تقريبا نفس الشيء مع رئيسي النادي الافريقي والنادي الصفاقسي اللذين أمكن لهما مواصلة عملهما بفريقهما رغم الكلام الكثير والضجة الكبيرة التي سبقت جلستي الافريقي والصفاقسي والاتهامات الكثيرة التي كادت تعصف بالسيدين كمال ايدير وصلاح الزحاف، ولكن بالنهاية قررت سلط الاشراف دعمهما ضاربة عرض الحائط بكل الاقاويل والادعاءات التي سعت الى ترويجها جماهير الفريقين والتي تشتغل ايضا ب «مقابل» (؟). بعد كل هذا الذي يحصل بفرقنا، وبعد هذا الذي يعيق كرتنا، متى يفهم بعض مسؤولينا بأن احسن الحيل في ترك كل هذه الحيل جانبا؟ ومن يريد خدمة فريقه عليه ان يتسلح بالصبر والنزاهة ويعمل بصدق بعيدا عن الميولات والتكتلات ولو ان نغمة التكتلات وصلت النادي البنزرتي بما ان الحديث كثر عن مجموعة احمد القروي ومجموعة سعيد لسود ومجموعة حمادي البكوش وهذه مجموعة عز الدين القروي (؟). في الملعب التونسي مثلا لا توجد الا مجموعة عشاب. على كل نحن اشرنا للحاصل ولو ان الحاصل في كرتنا حاليا كله مصالح، اما عن اتيان دور فاعل لمشهد كرتنا فيبقى من اخر الاهتمامات الظاهرة طبعا غائبة في الفرق الاخرى.