في السابع والعشرين من سنة 2001 تم اغتيال أبي علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انذاك، داخل مكتبه بغزة بواسطة السلاح الموجه بالليزر من قبل عصابات الكيان الصهيوني. وتتم هذه الصائفة منذ يوم السبت 28 والاحد 29 جويلية 2007 محاكمة احمد سعدات الامين العام الحالي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من قبل المحاكم العسكرية للكيان الصهيوني. إن كلا من أيي علي مصطفى وأحمد سعدات أبى التنازل عن خيار المقاومة باعتباره الحل الوحيد لتحرير فلسطين، فكان اغتيال الاول بطريقة جبانة وكان سجن الثاني من قبل «السلطة الفلسطينية» ثم اقتحام الكيان الصهيوني لسجن أريحا يوم الثلاثاء 14 مارس 2006 بعد ما انسحب منه مراقبون دوليون متواطئون من الولاياتالمتحدة ومن انلترا بتنسيق مع المخابرات الصهيونية. ولكن لا الاغتيال ولا السجن ولا المحاكمة تثني القادة والثوريين والمناضلين عن خياراتهم الوطنية المناهضة للاستعمار ولعملائه، وذلك حتى في زمن الاقتتال الفلسطيني الداخلي وفي زمن التراجعات بالجملة عن خيار الكفاح المسلح وحتى في زمن السعي الامبريالي الى فرض شرق أوسط كبير، «جديد» و «ديمقراطي» معترف فيه بمغتصبي الارض الفلسطينية: فقد تم إسقاط مفهوم «المقاومة المسلحة» من برنامج حكومة سلام فياض المعينة من قبل أبي مازن وذلك في اخر جويلية 2007 وتم اعلان ذلك يوم البدء في محاكمة احمد سعدات: السبت 28 جويلية 2007. لقد استشهد أبو علي مصطفى لا لأنه رفض الركون لإملاءات النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي الحالي الداعي الى التطبيع مع الاستعمار الاستيطاني فحسب، بل كذلك لانه كان يخطط من مكتبه إبان الانتفاضة الثانية للعمليات الفدائية المقاومة للوجود الصهيوني في فلسطين. لذا، يجب علينا اليوم: وفاءً لدم الشهداء ومضيا على طريق المقاومة الوطنية المسلحة ان نشجب كل اشكال الاقتتال والصراعات الداخلية التي تغذيها الدوائر المحلية الرجعية ويعمل على تواصلها الكيان الصهيوني والاطراف الامبريالية وذلك لصرف المقاومة عن نهج الكفاح المسلح وإلهائها بالخلافات الطائفية والمحاصصية، استغلالا للتناقض بين الجهات المتصارعة للحصول على المزيد من التنازلات ولإضعاف المقاومة وجرفها عن هدفها الطبيعي وجعلها تتخبط في حرب داخلية فلسطينية، يتم الاعتماد تارة على طرف لتمرير الحلول الاستسلامية وعلى الطرف الآخر تارة اخرى لإذكاء الصراع على السلطة، وعلى طرف ثالث، كعجلة احتياطية وكورقة مساومة إن تباطأ غيره في تمرير الخيار الامبريالي مرة اخرى. إن الارهاب الذي تمارسه الامبريالية وعملاؤها في العراق ويمارسه الكيان الصهيوني صنيعة الاستعمار في فلسطين وتمارسه الدوائر الرجعية في الشرق وفي باقي أقطار الوطن العربي والاغتيالات والاعتقالات ظاهرة من ظواهره هو خيار فاشل من قبل الرجعية العالمية، وهي لن تفلح في إسكات اصوات الحرية ولن تنجح في قمع نضال الشعوب من اجل انعتاقها من الاستعمار ومن كل اشكال الهيمنة الامبريالية، ومهما مورس من عنف رجعي ضد المناضلين، ومهما بذل النظام الرأسمالي العالمي «الجديد» من جهد، ومهما جنّد من جيوش وعملاء، ومهما سخّر من جواسيس ومخابرات ومهما جهّز من أسلحة فتاكة، ومهما قاد من حملات اعلامية ضد القضايا العادلة وضد المناضلين المدافعين عنها، وضد كل القوى التقدمية، ومهما حاول السيطرة على الشعوب وعلى الامم فسيطرته ظرفية، وهو لا ولن يتمكن من تطويعها لإرادته مهما اغتال وشرّد واعتقل. إن كل الوطنيين والتقدميين وأحرار العالم مازالوا يناضلون ضد الهيمنة الامبريالية وضد الكيان الصهيوني وهم سائرون على خُطى علي مصطفى، ساعون الى تحقيق الاهداف الوطنية: تحرير كل فلسطين، التي من أجلها أستشهد الامين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.