في الوقت الذي يبذل فيه شكري الواعر قصارى جهده لإعادة التوازن لفريقه الترجي الرياضي التونسي، من خلال إدخال روح جديدة سواء كان ذلك على الإطارين الفني والطبي مع القيام ببعض الإنتدابات القيّمة التي بإمكانها تقديم الإضافة الحقيقية لفريق باب سويقة، أطلّ علينا المدرب «العلاّمة» خالد بن يحيى ليذكرنا بأنّ ما جاء على لسان شكري الواعر يدخل في باب اللاّأخلاقيات وقلّة التربية، لا لشيء إلاّ لأنّ شكري الواعر تكلّم بصريح العبارة وقال أنّ هناك بعض اللاعبين ليسوا في حجم الترجي الذي لا يمكنه المراهنة على الألقاب المحلية والقارية بمثل ماهو متوفّر بالفريق وهو كلام يندرج في سياق أن يلعب للترجي الاّ من هو جدير بتقمص زيه وهو ما أكده عن الثنائي النيجيري والغاني وهو كلام منطقي فيه من الجرأة ما يدلّ على أنّ شكري الواعر وضع إصبعه على مكمن الدّاء، ألا وهو أنّ ماهو متوفّر بالفريق في بداية الموسم لا يفي بالحاجة!. ولكن ما الذي حرق شعير بن يحيى حتى يتكلّم بتلك الوقاحة؟ أكيد أنّه أحسّ بالذنب من خلال «توريط» الترجي في أكثر من انتداب فاشل كلّف الفريق أموالا طائلة بما أنّ الرصيد البشري في فترته تجاوز ال 45 لاعبا بمساكنهم وجراياتهم ولوازمهم الرياضية ومصاريف تنقلهم و»أكلهم وشرابهم» علاوة على الظروف المعنوية المتدهورة التي عاشها الترجي في تلك الفترة بما أنّنا كنّا نشاهد اللاعبين وهم ينزلون للتمارين وكأننا في «رحبة غنم». تصوروا أكثر من خمسين نفرا داخل الميدان بمن فيهم الإطارين الفني والطبي!!! إنها الفوضى بما للكلمة من معنى. الحقيقة هي الحقيقة انّ ما قاله شكري الواعر كان لفائدة فريقه وليس العكس ويمكن اعتباره شيئا جميلا جدّا بما أنه جنّب الترجي عديد المواقف الحرجة، كما خلّصه من مصاريف اضافية كانت كلّفت خزينته في وقت بن يحيى أكثر من مليارين من مليماتنا دون اعتبار بعض الانتدابات الفاشلة ك بن ونّاس والوسواس والخناس وغيرهم من اللاّعبين الذين أمكن لهم «التمعش» من الترجي بسبب من؟ بسبب بن يحيى هذا من ناحية سوء التصرّف والتقدير في الرصيد البشري للترجي. من ناحية أخرى وحسب رأيي الخاص، لا يجوز إطلاقا لمدرب ان كان له ما يُثبت ذلك طرد رئيس ناديه من حجرات الملابس في أكثر من مناسبة، أن يتكلّم عن اللاّأخلاقيات وعن قلّة التربية. ثمّ من مِنْ مسؤولي الترجي وأحباءه المقربين وحتى جماهيره العامة بإمكانه نسيان الكلام «المعسول» الذي كان يوجهه خالد بن يحيى للاعبيه ولمنافسيه بمناسبة وبدونها حتى وان كان ذلك في شهر رمضان المعظم أو على عتبة مكّة المكرمة؟! لذا يبقى حديث مدرب الترجي السابق عن الاخلاقيات وقلّة التربية، في غير مكانه لأنّ المقارنة في هذا الشأن بينه وبين شكري الواعر لا تجوز إطلاقا بل هي منعدمة من الأساس. هنا أسأل: هل أنّ من كان يُطالب مسؤولي الترجي قصد تعجيزهم بما قدره ثلاثين ألف دينارا قبل انطلاق كل موسم رياضي يمكنه اليوم الكلام عن حب الترجي الذي يسري في عروقه حسب ماجاء على لسان «أفلاطون» الكرة التونسية وحتى العالمية؟؟؟ من تنكّر للذين كانوا سببا في وجوده بالترجي وعانوا مشاكله الصحية خاصة في بداية طريقه، هل يحق له الكلام عن الأخلاقيات والتربية والإعتراف بالجميل؟ لا أعتقد ذلك!! من قسّم الترجي الى فصائل متناحرة بين بعضها البعض، وحكم على الفريق أن لا يتحصّل على أيّ لقب عربي أو افريقي في فترته، وحتى دوليّا مع المنتخب الوطني بما أنّه لم يتسن لأفلاطون الكرة التونسية المشاركة في أدوار نهائية لا افريقيّة (كأس افريقيا) ولا دوليّة (نهائيات كأس العالم). صحيح أنّ أفلاطون كان لاعبا كبيرا ولكن مشاكله كانت أكبر من مستواه الفني بكثير، كان بودّي أن لا أخوض في مثل هذه المسائل ولكن تعمّده هو توجيه أصابع الإتهام للآخرين ومبادرته بالعيب تجاه أصدقائه مثلما حصل مع شكري الواعر هي من الأسباب التي تجعل أيّ شخص يعرف من يحيى عن قريب لا يمتنع على الكلام. هذا الكلام الذي يُعتبر الميزة رقم 1 لمدرب القوافل، هذا الفريق الذي ظهر بوجه مشرف في بداية هذا الموسم ويعود هذا حسب رأيي الخاص لسببين: أولهما أنّ فريق القوافل لم يقم بتحضيرات بدنية خاصة قبل انطلاق الموسم نظرا لإنطلاقته المتأخرة نسبيّا في التحضيرات وهذا عامل ساعد اللاعبين على المحافظة على حيويتهم مقارنة بالفرق التي قامت بتحضيراتها العادية والتي سيكون نسقها تصاعديّا. في المقابل قد لا يستطيع لاعبو القوافل مواصلة نتائجهم الإيجابية على امتداد بقيّة الموسم التي تبقى الفترة الإعدادية لما قبل انطلاق الموسم من أهم الذّخائر التي تمكّن الفريق من الإستمرارية على نفس النسق والمستوى تقريبا. لذا أقول لأهلنا في قفصة: لا تفرحوا كثيرا، فالموسم لايزال في بدايته ولعلّ هزيمة الفريق أمام النادي البنزرتي بثلاثية كاملة والتي كادت ترتفع الى ماهو أكثر فيها دلالة على أنّ الأمور البدنية بدأت تتدهور تدريجيّا. بيت القصيد أمّا السبب الثاني الذي كان له الأثر الإيجابي على فريق القوافل وخاصة على مسؤوليه وعلى خزينتهم هو وفرة المال نسبيا مقارنة بالمواسم السابقة، بما أنّنا نعرف من تكفّل بدفع رواتب المدرّب مسبّقا اضافة الى بعض الحوافز المادية الأخرى التي قدّمها نفس الشخص (؟)، والتي انتفع بها فريق القوافل أيضا. لأجل كل هذا أقول لمدرّب القوافل «كُول خبزتك مسارقة» و»سيّب عليك من شريان الشبوك» اذا كنت تنوي حقّا مواصلة عملك التدريبي. وإذا رأيت عكس ذلك، فأعلم بأنّ هناك من هو قادر على اجابتك في كل زمان ومكان. وقبل أن أترك بعض الإشارات الأخرى للقادم من الأيّام أقول كيف تستعمل في حكاية الاجازة الفنية والتي ستفرضها الجامعة في وقت لاحق.