إن الملصق المعروف... مأخوذ عن صورة فوتوغرافية، رسم الملصق أشخاص عدة لكن الرسم الاصلي قام به رسام ومصمم ملصقات مشهور وهو رومان سيلفيتش. Roman Cieslevicz. وسيلفيتش رسام قدم الى فرنسا من بولونيا عام ,1963 مع رومان بولنسكي والمعروف عن بولونيا انها كانت تمتلك اهم مدرسة فنون تصميم في العالم وكانت ملصقات السينما البولونية أعمالا فنية. قام «سيلفيتش» بتصميم العديد من الملصقات وخاصة احدها اهداها الى منظمة العفو الدولية... وقد رسم عام 1968 مجموعة من اللوحات كلها مستوحاة من صورة واحدة ل «تشي يفارا» اصدرها في البوم من 48 صفحة... فأخذت صورة الغلاف وتحولت الى رمز... بالأحمر والأسود، لكن الصورة الأصل لها حكاية. التقطت تلك الصورة يوم 5 مارس ,1960 يومها كانت العاصمة الكوبية «هافانا» تهتز لأكبر تجمع في تاريخها يضم حوالي مليوني شخص. المصور اسمه «البرتودياز غوتياريز» وهو مصور محترف غير معروف يلقب «كوردا» Korda لكنه يعمل مع جريدة «الثورة» Révolution لا يفارق حدثا يمكن ان يلتقط فيه صورة... لأحدى الصحف ولأن الحدث كان حدثا جللا وهو تجمع دعا اليه «فيدال كسترو» لتكريم وتأبين ضحايا حادثة شهيرة. يوم 4 مارس 1960 حدث انفجار كبير بميناء «هافانا» استهدف الباخرة «لا كوبر» وهي باخرة فرنسية مملوءة بالسلاح اشترته الحكومة الثورية من بلجيكا، غطت الميناء سحب من الدخان والحصيلة: 100 ضحية... وفي الغد نظم كاسترو تجمعا شعبيا اتهم فيه «الولاياتالمتحدة» والمخابرات الامريكية... وكان في المنصة جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار. وتقدم المصور ليلتقط صورة للمفكر الفرنسي ورفيقته لحساب الجريدة وفجأة برز «ارنستو شي غيفارا»... ويقول المصور: «كنتُ قد رسمت على وجه تشي ملامح ثورة او غضب... وكان يرتدي جاكيتة ضيقة خضراء من الجلد وشحت بخيوط زرقاء من الصوف وعلى رأسه قبعته المعروفة وعليها النجمة...». حملت جهاز التصوير... وهي جهاز «لايكا» قديم والتقطت صورة أفقية، وأردفتها بأخرى تحسبا ثم اخرى عمودية... لكن عندما حدّقت في المنظار من خلال العدسة أصابني الرعب اذ كانت ملامحه حادة... وعند سحب الصورة في المجبذ فضلت العمودية لكن كان على اليمين وجه عجوز وعلى اليسار نخلة فرجعت للأفقية... ثم بقيت الصورة في الدرج ولما أتى الناشر «جان جياكومو فلترنلي» الى كوبا أهديت له نسخة منها مقاس 40 x .30 وعند وفاة «شي غيفارا» تذكّر الناشر الايطالي الصورة وسحب منها مليون نسخة بيعت في أسبوع وباع حقوقها ولم أتحصل على مليم واحد كحقوق... وبقي «كوردا» دون حقوق حتى اصبح معروفا بداية التسعينيات عندما نظمت له فرنسا معرضا كبيرا... ولما اعتمد الرسام البولوني (الذي اصبح فرنسيا عام 1971) تلك الصور لرسم ملصقة انتشرت الصورة واصبحت رمزا... بل أشهر صورة في القرن العشرين بعد صورة المسيح.