يبدو ان باب التفاوض بين الهياكل النقابية في قطاع الصحة بصورة عامة ووزارة الصحة العمومية، بات مفتوحا على مصراعيه، حيث التقى السيد منذر الزنايدي مباشرة بعد توليه المهمة على رأس الوزارة الالتقاء بجميع المكونات النقابية للمنظومة الصحية. وقد جاء لقاؤه الاخير بمكتب النقابة العامة للاطباء واطباء الاسنان والصيادلة الذي قاده الاخ سامي السويحلي الكاتب العام عنوانا بارزا في مدى حرص سلط الاشراف على الحوار الاجتماعي والتقدم به في سياق ما يشهده قطاع الصحة العمومية من تحولات واصلاحات. لقاء الشهر الجاري لقاء شهر اكتوبر الجاري تعرض فيه الطرفان الى القضايا التي تهم النُقل والمطالب المادية وتأهيل القطاع الصحي. وفي باب النقل يذكر انه تم سابقا تشكيل لجنة مشتركة تتولى النظر في حركة النقل، غير انها حسب الاخ سامي السويحلي لم تفض الى نتائج مهمة، غير ان اللقاء الاخير قد تولى تقنين عمل اللجنة المشتركة وفق مقاييس متفق عليها اذ تستأثر النقل العادية بنسبة 80 والاستثنائية ب 20 والطارئة عادة ما تكون خارج نظام «الكوتا». وفي هذا السياق يلاحظ الدكتور سامي السويحلي ان النقل العادية في نسبة عالية منها تمت بالمناطق الساحلية التي تعتبر ليست مناطق ذات اولوية والتي يحددها السيد وزير الصحة قبل الحركة. وفي انتظار تفعيل دور اللجنة المشتركة تتابع النقابة العامة للاطباء واطباء الاسنان والصيادلة عن كثب حركة النقل. المطالب المادية وفيما يتعلق بالمطالب المادية يرى الدكتور سامي السويحلي ان تأهيل القطاع الصحي يشترط بالضرورة تحسين ظروف العمل والاجر على حد السواء وذلك بالنظر الى القدرة الشرائية لاطباء وصيادلة الصحة العمومية من ناحية والى مدى ارتباط هذين العنصرين بمقوّم حقوق الانسان المرتبط عضويا بالحياة الكريمة وبالعمل اللائق. وطالب الوفد النقابي بالترفيع في قيمة منحتي الاستمرار التي لا تزيد ساعة منها عن قيمة ساعة الاجر الادنى وكذلك منحة الانتاج التي لا تصل الى مستوى الشهر الثالث عشر اضافة الى ان سلك الاطباء لم يتحصل خلال الزيادات الاخيرة على نفس النسبة التي تحصلت عليها بقية القطاعات والاسلاك. وفي هذا السياق طالب السيد وزير الصحة تدقيق المطالب مؤكدا ان الشغل اللائق والعلاج المتطور من اولويات السياسة الوطنية. القانون الاساسي وفيما يتعلق بالقانون الاساسي للاطباء طالبت النقابة العامة بمراجعة بعض فصوله وتحيينها وذلك بعد ان تم الانتهاء من التفاوض بشأنه. السيد منذر الزنايدي لم ير مانعا في طلب النقابة العامة رغم ان المشروع قد تمت احالته على المصالح المختصة للامضاء والنشر. تأهيل القطاع ولئن تعتبر النقابة العامة للاطباء واطباء والاسنان والصيادلة ان الشرط الاساسي من تأهيل القطاع يستوجب الاقرار بالمساواة امام المرضى، فإنها طالبت بالاخذ بعين الاعتبار في السعي الهادف الى تحقيق العدالة بين الجهات والاعتماد على الخارطة الصحية وجملة المقاييس المساعدة على جعل الصحة العمومية رائدة في خدماتها على المستوى الدولي. وفي هذا السياق شدد السيد منذر الزنايدي على هذا التوجه مضيفا ان الصحة تقدم جليل الخدمات الى المواطن وتسهم في تنمية البلاد. وبيّن الدكتور سامي السويحلي ان الاسراع في تأهيل القطاع الصحي يفترض نظرة استشرافية تقوم على ان القطاع الخاص الذي استأثر بالجانب الاهم من التمويل غير قادر على استيعاب المدّ الكبير من المواطنين الذين هم في حاجة الى خدمات صحية اضافة الى ما يمكن ان يشكل هذا العنصر من تحديات على صندوق التأمين على المرض مثلما جرى في العديد من دول العالم حيث بلغت مثل هذه الصناديق مرحلة العجز وبالتالي فان النقابة العامة تتوقع ارتدادا مذهلا في عدد طالبي الخدمة الصحية الى القطاع العام بحكم ارتفاع تكلفة العلاج في القطاع الخاص، ومن هنا فان القطاع العمومي يبدو في أوكد الحاجة الى التأهيل على نطاق واسع حتى يقدر على استيعاب الاعداد الهائلة من طالبي الخدمات الصحية ويقدم ما هو منتظرا منه ولا سيما على صعيدي الخدمات الاستعجالية والامراض المزمنة. ارتياح ويذكر ان هناك العديد من اللجان التي شارفت على انهاء تقاريرها المتعلقة بواقع الصحة العمومية في كل اجنحتها، حيث ستمثل هذه التقارير باعتبارها تشخيصا الارضية الصلبة بجملة من الاصلاحات. وتستعد النقابة العامة للاطباء واطباء الاسنان الى عقد ندوة نقابية يوم 15 نوفمبر القادم لحوصلة موقفها من جملة القضايا المتصلة بملف الصحة على ضوء ما توصلت اليه هذه اللجان من نتائج. وفي تعليقه عن نتائج اللقاء الاخير يقول الدكتور سامي السويحلي الكاتب العام للنقابة العامة للاطباء واطباء اسنان والصيادلة انها ايجابية وتنسجم مع الطرف النقابي للمشاكل والمشاغل القطاعية، حيث كانت للسيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية مواقف وقرارات ايجابية جدا.