نظمت الجامعة العامة للمهن والخدمات بالتعاون مع كل من منظمة فريدريش ايبرت والاتحاد العالمي للشبكات، ندوة حول استراتيجية الاتحاد الدولي للشبكات ازاء الشركات المتعددة الجنسيات وواقعها بالمنطقة العربية. وشهدت الندوة حضورا نقابيا عربيا متميزا أكد اهتمام النقابات العربية بعمل الاتحاد الدولي للشبكات. وحضر الافتتاح الصديق «لوتار ويت» ممثل فريدريش ابيرت الذي بين الشراكة الفعالة القائمة الموجودة بين المنظمة الالمانية والاتحاد العام التونسي للشغل، مؤكدا استعداد الجانب الالماني الى مزيد تفعيل هذه العلاقات. كما حضر السيدان محمد بن خليفة وسامي السليمي كممثلين للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وقد بيّن السيد سامي السليمي الواقع الذي فرضه الاقتصاد المعولم مع انفتاح السوق نحو الاستثمارات الأجنبية. وأوضح ان الهدف المرسوم في هذا الاتجاه هو دعم التشغيل وايجاد أسواق جديدة واكتساب التكنولوجيا مع احترام القوانين الشغلية الوطنية والدولية. وأكد ممثل الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة ان المنافسة الدولية المعتمدة على جلب الاستثمار نتيجة الأجر الزهيد لا يمكن لها النجاح والصمود باعتبار التوازن الضروري بين الرقي الاقتصادي والنمو الاجتماعي دعما للسلم الاجتماعية. وشدد على انه لا يمكن رفض هذه الاستثمارات الخارجية ما دامت تمكّن من توفير مواطن شغل. اشكالية أساسية وقد انطلقت الندوة بطرح اشكالية اساسية ومحددة وهي كيف نواجه الشركات المتعددة الجنسيات التي لا تحترم حقوق العمال وتأتي الى المنطقة العربية لاستغلال اليد العاملة؟! هذا السؤال كان محل نقاش واسع بين ممثلي النقابات. في هذا الاتجاه قدّم الصديق «دانيال لوجرو» ممثل نقابة السجتي رؤيته لهذه المسألة ليبين ان المنطقة العربية أضحت فضاء مهما للغاية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنقابي. وتعزز المشهد النقابي باتحادات الكويت والبحرين وأخيرا سلطنة عمان وهو ما يؤكد النماء النقابي المطرد بالمنطقة، سياسيا، برزت دعوة الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» لانشاء اتحاد متوسطي وهو اختيار سياسي سيكون له وقعه النقابي، كما اشار له صديقنا الفرنسي. امام هذا الاهتمام المتزايد بالمنطقة العربية، فان الشركات المتعددة الجنسيات اتخذت هذه المنطقة نقطة أساسية في عملها لتسيّر العالم في قوتها وبوزنها يمكن لها توجيه القرارات الدولية كافة مع الحصول على الاجور الزهيدة وتوسيع هامش الربح. وأوضح الصديق الفرنسي ان الواقع الجديد يتطلب انشاء حركة نقابية قوية، نشيطة حيّة تؤثر في استراتيجيات الشركات المتعددة الجنسيات، وهذا رهان تعمل عليه النقابات الدولية. اما في المنطقة العربية فان الرهان يجب ان يكون كبيرا بتطوير اللقاءات النقابية وتبادل المعلومات. معايير العمل هنا تدخل الاخ المنجي عبد الرحيم الكاتب العام للجامعة العامة للمهن والخدمات وعضو مكتب تنفيذي للاتحاد الدولي للشبكات (الطباعة) مؤكدا ان النقابات لا تعادي هذه الشركات اذا التزمت بمعايير العمل الدولية متسائلا هل هي تقبل بالعمل بهذه المعايير ودون تهديد للشركات الوطنية؟ وطرح كذلك مسألة المواجهة النقابية هل هي وطنية أم دولية وهنا أكد ان الصراع لا يمكن ان يكون الا دوليا. تطور ملحوظ من جهتها بيّنت الصديقة «أدريانا روزنسفايق» المسؤولة بالاتحاد الدولي للشبكات (قسم الطباعة والتغليف)، التطور الملحوظ للعمل النقابي بالمنطقة العربية. وأكدت الصديقة أدريانا أهمية الالتقاء الجماعي لتطوير العمل النقابي المشترك. ومن الاسئلة التي طرحتها الصديقة أدريانا هي كيفية تطوير قوتنا كنقابات لمواجهة الشركات المتعددة الجنسيات باستقطاب العمال واجراء تفاوض جيد والتحدي المطروح حسب الصديقة أدريانا يتمثل في الاعداد الجيد للنقابات من اجل مواجهة حقيقية ضد شركات عالمية عملاقة لها القوة للسيطرة على الدول القطرية اقتصاديا وسياسيا، هذه الدول التي تبحث عن التشغيل والاستثمار مما يجعلها تبحث عن عالم دون نقابات. ودعت «أدريانا» الى اقامة قوة نقابية مضادة توازي قوة تلك المؤسسات لضمان مستقبل الشعوب بكافة فئاتها الاجتماعية. وأكدت ضرورة بناء شبكات وانشاء اتفاقات دولية بين النقابات والشركات متعددة الجنسيات لضمان حقوق التنظم وقوانين العمل. ودعت الى مواجهة الشركات التي تريد الانتصاب بالمناطق الأضعف نقابيا ومقاومة كل من لا يحترم حقوق العمال وحقوق الانسان، مؤكدة ان استغلال العمال عنصريا ومهنيا قائم داخل هذه الشركات لذلك يستوجب العمل على بناء استراتيجية موحدة للتحدث بصوت واحد وبقوة موحّدة والتفكير النقابي الجماعي من اجل تضامن عمالي دولي وتكوين هوية نقابية كونية تمكننا من التحرّك محليا ووطنيا. في هذا المنحى بيّن الاخ المنجي عبد الرحيم منسق المنطقة العربية وشمال افريقيا وجود تأخر نقابي عربي شاسع في مجال انشاء شبكة نقابية قوية لمواجهة شركات متعددة الجنسيات، مؤكدا وجود تقصير نقابي يهدد العمل النقابي وحقوق العمال. واستمعنا خلال النقاشات الى آراء الاخوة النقابيين العرب من عديد البلدان الذين أبرزوا المشاكل الموجودة داخل بلدانهم لهيكلة الشركات متعددة الجنسيات. وأكدت هذه التدخلات العمل الكبير الذي على النقابات العربية القيام به بالتعاون مع نقابات دولية لبناء شراكة او شبكة نقابية دولية متينة قادرة على مواجهة هذه الشركات العابرات للقرارات.