بالتعاون مع الجامعة العامة للمهن والخدمات وبدعم من منظمة »فريدريش إيبرت الألمانية« نظّم الإتحاد الدولي للشبكات / قسم الطباعة والورق والتغليف أيّام 2 ، 3 و4 جوان الجاري ندوة خصّصها لدعم شبكة نقابات العاملين في مؤسسة »ام ام بي« متعدّدة الجنسيات وتقوية العلاقات بينها. شارك في الندوة التي إلتأمت تحت شعار »مزيدا من المنتسبين لتحقيق مزيد من القوّة« نقابيون من مصانع ومطابع تابعة للشركة المذكورة قدموا من انڤلترا والنّمسا وألمانيا واسبانيا وتركيا. كما شارك فيها نقابيون تونسيون من مؤسسة »ام. إم. بي / تاك« الموجودة في صفاقس إضافة إلى عدد من أعضاء الجامعة وعدد من الخبراء المتعاونين مع الإتحاد. كما حضر الندوة كضيوف، الأخ ياسين عبد الله الفارسي رئيس نقابة العاملين في وزارة الاعلام الكويتية الذي كان مرفوقا باثنين من رفاقه والأخ محمد عبد الرحمان الزعبي رئيس نقابة المطابع والورق في الأردن والأخ محمد الطرابلسي كبير المستشارين العمّاليين في منظمة العمل الدولية. افتتح الندوة الأخ المنجي عبد الرحيم كاتب عام الجامعة وعضو المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للشبكات فرحّب بالمشاركين مبرزا أهميّة الإتحاد الدولي كمنظمة تضمّ 20 مليون منخرط من 140 دولة وتسعى لدعم التجربة النقابية المستقلّة في عدّة بلدان عربية. كما أبرز دور هذه المنظمة في التحركات التضامنية التي تنظّمها وتتبناها. من جهته، رحّب ممثّل منظمة »فريدريش ايبرت« في تونس بالحاضرين وذكّر بالعلاقات القائمة بين المنظمتين والتي تمثّلت في التنظيم المشترك لعدد كبير من الندوات والتظاهرات، كما تحدّث عن العلاقات المتينة القائمة بين منظمته والإتحاد العام التونسي للشغل مبرزا التعاون المثمر الحاصل بين الطرفين منذ عدّة سنوات والذي غطّى عدّة أنشطة انتفع منها المئات من النقابيين. الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد الذي دُعي للإشراف على حفل افتتاح الندوة، ألقى في الحاضرين كلمة قيمة استهلها بالدعوة إلى بذل أقصى الجهود من أجل حماية العمل النقابي في كلّ المؤسسات وخاصّة منها متعدّدة الجنسيات، كالدعوة إلى رص الصفوف والتوحد في كل المجالات وذكر في هذا الصدد بالعمل التوحيدي الذي قام به النقابيون في العالم عندما اتحدوا في صلب الإتحاد النقابي العالمي دوليا وفي صلب منظمات موحّدة عربيا وافريقيا. وقال انّ الغاية من الوحدة هي تيسير التنسيق في المواقف وتبادل الخبرات والتضامن بين النقابيين في كل الحالات. وحيّا الأخ عبد السلام جراد بادرة تنظيم هذه الندوة باعتبارها تؤسس لعمل تضامني، توحيدي لنقابات العمّال الذي يشتغلون في مصانع نفس المؤسسة على اختلاف بلدانهم وجنسياتهم. وتحدّث الأخ عبد السلام جراد مطوّلا عن المعايير الدولية للعمل وواجب تطبيقها واحترامها داعيا النقابات إلى وجوب الدفاع عنها وفرض تطبيقها. كما دعا إلى تنمية العلاقات بين النقابيين والعمل على الرفع من مستوى العامل في كلّ مكان والدفاع عن حقوقه، لا فقط المادية منها بل ومنها حقوقه كإنسان. وبهذا الصدد، تطرّق الأخ عبد السلام جراد إلى الجريمة النكراء التي ارتكبتها اسرائيل في حق »أسطول الحرية« الذي كان ينقل مساعدات تضامنية إلى سكان غزّة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليهم منذ عدّة سنوات، وقال انّ من واجب النقابيين أن يدافعوا عن حقوق الشعوب وان يقفوا سدّا منيعا ضدّ كلّ من ينتهك هذه الحقوق، وان يتصدّوا لمن يدوسون على المبادئ ولمن يعتدون على الحرية والسلام. ودعا إلى التنديد بالجريمة الاسرائيلية باعتبارها اعتداء على الحرية والسلام وعلى جملة من حقوق الانسان وحقوق الشعب. اثر ذلك تكلّم الرفيق »ستيفن والش« مسؤول قسم الطباعة في الاتحاد الدولي للشبكات فشكر الأخ عبد السلام جراد على ما خصّصه من وقت للندوة وعلى ما ضمّنه في كلمته من معان ومبادئ ودعوات صريحة للتضامن والوحدة كما شكر الإتحاد والجامعة على احتضانهما لهذه الندوة وتوفير ممهدات نجاحها. كما أثنى على مجهودات منظمة »فريدريش ايبرت« في دعمها اللامحدود لعمل الاتحاد الدولي للشبكات ومساعدتها له على تنظيم الندوات في مختلف أنحاء العالم. وقال المسؤول النقابي الدولي انّ أهمّ رسالة يجب استخلاصها من الندوة هي بناء استراتيجية نقابية متكاملة تفضي إلى الدفاع عن مصالح العمّال وإلى اقتراح الحلول للمشاكل. وتعرّض الرفيق و»الش« إلى الجريمة الاسرائيلية في حق اسطول الحريّة فأعلن إدانته لها، مؤكدا تضامنه مع أعضاء القافلة وحزنه على المتوفين منهم. أمّا الجلسة الثانية من الندوة فقد انطلقت بحصّة تعارف بين المشاركين حيث قدم كل منهم فكرة عن نقابته وعن الصعوبات التي اعترضتها وعن المكاسب التي تحقّقت لها. ثمّ تولّى الرفيق »ستيفن والش« تقديم جدول أعمال الندوة فأبرز أنّ المهم هو الوصول إلى بناء استراتيجية تساعد على تمتين الشبكة وتحسين أدائها من خلال الاطلاع على تجارب مختلفة وعلى البحث الخاص الذي في مصانع »ام. ام.بي«. كما استمع الحاضرون إلى عروض مفصّلة عن نشاط كل نقابة من النقابات التي يعمل منخرطوها بشركة »ام. ام.بي« في كلّ من النمسا وألمانيا وانڤلترا واسبانيا وتركيا وتونس. ولئن تعذّر على ممثّل النقابة الروسية الحضور للمشاركة في ندوة تونس بسبب المفاوضات الجارية والتي انطلقت يوم 1 جوان، فقد تولّى »ستيفن والش« تقديم عرض عن الأوضاع في روسيا. فقد انخرطت النقابة الروسية في الاتحاد الدولي عام 2009 ، ولاقى منخرطوها عديد الصعوبات واجتمعت النقابة مع الادارة لكن دون التوصّل إلى نتيجة تذكر، ولذلك فإنّها ستخوض سلسلة من النضالات لفرض حقوقها في أجور لائقة ومحترمة ومعاملة حسنة لكافة العاملين في المؤسسة. في مسار مخالف، أطلق الأخ ياسين عبد الله الفارسي رئيس نقابة العاملين في وزارة الاعلام الكويتية باسم النقابيين والعمّال الكويتيين صيحة فزع ممّا أسماه غول الخصخصة الذي أصبح داهما على مؤسسات الكويت في مختلف القطاعات والنشاطات، وقال انّ النقابيين والعمّال الكويتيين متخوفون من الخصخصة بالنظر إلى ما يرافقها أو ما تخفيه من فساد، خاصّة أنّ دعاتها هم في الغالب الأعمّ من التجار. ونظرا للصعوبات المتوقع حصولها للعمّال، دعا الأخ ياسين الفارسي الاتحاد الدولي للشبكات إلى مد يد المساعدة إلى النقابات الكويتية والتعاون معها بشكل أكبر وأوسع يمكنها من مجابهة غول الخصخصة بأقل ما يمكن من الأضرار. وواصلت الندوة أعمالها وفقا لجدول الأعمال حيث استمعت صباح الخميس إلى مداخلة قدّمها الأستاذ عبد الجليل البدوي حول الشركات متعدّدة الجنسيات ودورها في الاقتصاد العالمي. أمّا برنامج يوم الجمعة فقد تمثّل في زيارة إلى مؤسسة »تاك«ز للطباعة والتغليف التابعة للمؤسسة متعدّدة الجنسيات المذكورة والواقعة بمدينة صفاقس وكذلك في زيارة إلى مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ونصب شهداء معركة 5 أوت 1947 وقبر المرحوم الزعيم الحبيب عاشور.