المجموعات الشعرية التّالية: تحدّيات في الزمن المأزوم: 1999 فاطمة الخضراء: 2001 حكاية عبد السميع: 2002 المتفرّجون: 2003 يا عرب!: 2004 مطر على قرطبة: 2005 عذابات في المنفى: 2006 المجد للعرب: 2007 عبد السّلام لصيلع هو أحد رموز الحركة الشعرية في البلاد التونسية، أثرى المكتبة العربية بعدد من المجموعات الشعريّة، لكنّ اللاّفت للنظر في كلّ ما نشر لصيلع هو اللّون الخاص للشعر، وبصمات الشاعر في القصيد، فهو مختلف، وغير ما تعودنا على قراءته قد نتّفق معه، وقد نعترض عليه، لكنّّه يمثّل تجربة تتفرّد ولها خصوصية، شكّلها لصيلع بوعي عميق ومعاشرة طويلة للقصيد، وتعامل مستمرّ مع الإبداع... فأنشأ القصيد الذي جذّر خصوصية في المشهد الثقافي في تونس.. تقرؤه فتتحسّس مذاقا، وتشعر بتلوين مغاير عن المعتاد، وتقف أمام الملامح التالية لقصيد عبد السلام لصيلع: انغراز في الواقعية بواسطة معجم لغوي لا يشترط العسر في التعامل معه. تسجيل نبضات الناس في الشارع والبيت، وكلّ مكان في الوطن.. فكان مضمون القصيد صورة وفيّة لواقع اجتماعي وسياسي يحياه الشاعر والقارئ على السّواء... الصّرخة القوميّة التي ترفض الواقع المهين، والكرامة المهدورة والوطن المحتل... النّبرة الاجتماعية التي تنقل المشاهد المألوفة من واقع الحياة إلى المكتوب والمقروء. الدعم والتأييد للثورة في مجملها.. فالثورة يمكن ان تكون اجتماعية أو سياسية أو اطارية للبلد، فالتغيير هو الهدف، والطموح الى الأسمى والأفضل غاية فضلى. فالواقيعة الثورية هي ثورة على السائد في الواقع الاجتماعي والسياسي وغيره.. لذلك حين نقرأ قصيدا للصيلع بعنوان «لبنان يرفع رؤوسنا» نجد الشاعر يخاطب المقاومة فيقول: سجّلي لنا ملاحم النّصر أيقظي الجيوش وحطّمي العروش عيني عليك يا لبنان أيّ مجلس ل «الأمن»؟ أيّة «أمم متحدة»؟ أيّة «جامعة عربية»؟ أيّة «قرارات دولية»؟ أي «سلام»؟ أي «كلام»؟ ثمّ يواصل في نفس القصيد: المجد لك المجد للعربْ المجد للغضبْ المجد للكفاحْ المجد للسلاح... فهذا الشعر يثير موقفين متناقضين: الأوّل: هو موقف المعترضين يعتبر هؤلاء أنّ هذا الشعر يفتقر إلى «الشعريّة».. والقصيد، كان جامعا لهموم الناس بلغة بسيطة، بعيدة عن التكلّف.. كما أنّ المحسّنات البلاغية غائبة عن هذا الشعر... الثاني: هناك المتحمّسون لهذا الاتجاه الشعري، فيعتبرونه حاملا لرسالة وطنية خالدة.. فهو يسجّل نبضات الشارع وهموم الشعب وتطلّعات الوطن. يقول عبد السلام لصيلع في قصيد له، بعنوان «هدى الفلسطينية»: سأظلّ أكتب قصيدتي المباشرة المقاتلة سأبقى رافعَ الرّأس، مع الفاضل والفاضلة... سأبقى.. سنبقى.. سنبقى أمّتنا العظيمة المناضلة... إنّ عبد السلام لصيلع أعاد للأذهان قضيّة الشعر، والشّعار، ولا نقول «الإيديولوجيا» باعتبار أنّ كلّ ما يكتب من شعر يعبّر عن إيدلوجية.. فالغموض والضّبابية والطلاسم التي يجنح إليها بعض الشعراء تمثّل إيديولوجيا». إنّ الذين انحازوا إلى الرسالة الوطنية من الشعراء هم قلائل، حملتهم ظروف محدّدة... نذكر منهم، مثالا لا حصرا. أثناء القرن التّاسع عشر، كان الشعراء يدعون الشعب لإمتلاك ناصية العلم، ويحثّون على التّعلّم، ومجاراة الغرب، لمواكبة قافلة العالم.. كان رفاعة الطهطاوي يدعو الى «تعليم البنين والبنات، ومحمود سامي البارودي، ومحمود قبادو وأحمد فارس الشدياق وغيرهم. وكان القرن العشرون، قد شهد حركة المصلحين من الشعراء سواء في تونس أو في غيرها من البلاد العربية حافظ ابراهيم والجواهري والرصافي والشابي وغيرهم... وأثناء النصف الثاني من القرن العشرين، كان بدر شاكر السيّاب وعبد الوهاب البيّاتي ثمّ كان نزار قبّاني الذي أبهر الجميع بما نشره من أشعار بعد نكسة جوان 1967 وقبلها حين نشر قصيد «خبز وحشيش وقمر». إنّ المضمون يخلّد الشاعر ويؤسّس لمستقبل الوطن، لذلك كان عبد السلام لصيلع واعيا بما يكتبه ولمَنْ يكتبُ؟ وكيف يكتُبُ؟