لأوّل مرّة في تاريخ القطاع ينفذ عملة التعليم العالي والبحث العلمي اضرابا عن العمل بيوم واحد دفاعا عن مطالبهم المهنية التي كنّا نشرناها في عدد سابق. الإضراب وقع تنفيذه يوم الخميس 24 جانفي 2008 وشمل جميع مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بكامل تراب الجمهورية. واعتبارا لوقع هذا الاضراب على المناخ الاجتماعي بالمؤسسات الجامعية خاصة على أبنائنا الطلبة، حاولت النقابة العامة للقطاع من خلال كاتبها العام الأخ خالد الصيد وعبر أعمدة هذه الجريدة وقبل الاضراب بأسبوع نشر مطالبها واطلاع الرأي العام عليها تأكيدا للصبغة الاضطرارية للإضراب. وبالرغم من ذلك فإنّ وزارة الاشراف بدت غير مبالية ولم تحرك ساكنا في اتجاه تليين الوضع وتجنب ما يمكن تجنبه من توتّر واضطراب بالمؤسسات الجامعية وخاصة منها المطاعم فراهنت على افشال الاضراب بعدّة أساليب عقيمة مثل تعمدها احضار وجبات للطلبة من خارج مطاعم الكليات والمعاهد وأرفقت ذلك باستدعاء عدول منفذين لمحاولة الصاق تهم ببعض العملة بتعلّة تصديهم لدخول وجبات الأكل للمطاعم وقد تمّ هذا ببعض الجهات منها نابل ومنوبة وتونس. من ذلك حسب ما ورد علينا في مراسلة نقابية من جهة نابل أنّ مدير لأحد المطاعم الجامعية حاول مع دائرته الادارية بث البلبلة والفتنة بين الطلبة والعملة فيما ذهب مدير معهد آخر إلى حدّ اعلام العملة المضربين باتخاذ عقوبات فورية ضدّهم. النيّة واضحة من هذه التصرفات والقصد منها ارباك الأداء النقابي وتشويه الارادة النضالية للعمّال ونقاباتهم والتعتيم على نجاح أول اضراب في هذا القطاع والذي حقّق نسبة نجاح فاقت 81،91 وأكد الصبغة النضالية لنقابات القطاع ومنخرطيهم وأكد حسن تأطير القيادات من نقابة عامة وهياكل جهوية ومحلية. نشير في خاتمة هذا أنّ النقابة العامة لعملة التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا ستدعو هيئتها الادارية القطاعية للانعقاد في وقت قريب لتقييم المرحلة وربّما لاتخاذ قرارات نضالية أخرى.