اصدرت الادارة العامة البرامج والتكوين المستمر وثيقة المراقبة المستمرة في التاريخ والجغرافيا بالنسبة للسنة الرابعة من التعليم الثانوي وقد تضمنت العديد من الاجراءات الجديدة خاصة بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف. وردت اهداف المراقبة المستمرة بالصفحة عدد 20 وتمثلت في توظيف المعارف الاساسية لفهم التاريخ المعاصر ومعالجة المعلومة التاريخية وتنظيمها وممارسة الفكر النقدي واعتماد منهج واضح ومنظم ومنطقي عند التأليف. ان هذه الاهداف واضحة ومعقولة ومنطقية تستجيب لأهداف المادتين اللتين تساهمان في تكوين شخصية التلميذ فهما لا ترتكزان على استحضار المعلومات (الحفظ) بل تتطلبان التفكير والتأليف وتنظيم المعلومات وترابطها وتسلسلها حسب منهج عقلاني فهل احترمت الوثيقة المذكورة هذه الاهداف ام ان مشاكل المادتين أعمق ولا يمكن اصلاحها باجراءات تقنية؟ الآداب: جاءت الوثيقة بصنف جديد من المواضيع في مادة التاريخ المتمثل في «انجاز خريطة والتعليق عليها» لكن لم تتعرض الوثيقة الى مواصفات انجاز هذا النوع من الفروض كما ان البرنامج لم يحدد الخرائط التي يجب التركيز عليها وانجازها مع التلاميذ في حين يصل عددها في الكتاب الى اكثر من 50 خريطة. اشارت الوثيقة ايضا الى امكانية وصول عدد الوثائق الى خمسة بالنسبة لموضوع «دراسة مجموعة وثائق» فهل ان التلاميذ قادرون على دراسة هذا العدد من الوثائق في ظرف 90 دقيقة. دعت وثيقة النظام الثلاثي للمراقبة المستمرة الى فرضي التاريخ والجغرافيا منفصلين وهذا ايجابي بالنسبة للتلاميذ لكن هل سيعتمد هذا النظام اثناء الامتحان النهائي لآخر السنة؟ شعبة الاقتصاد والتصرف: تم حذف المقال من مادة التاريخ وبذلك حرم التلميذ من الاختيار بين موضوعين وهذا ما كان يتمتع به تلاميذ الشعب العلمية عندما كانت المادة اختيارية. لماذا لا يجري تلاميذ الاقتصاد والتصرف فرضي المادتين منفصلين لماذا لا يمنح التلميذ ساعتين لمادة الجغرافيا وساعة ونصفا لمادة التاريخ مثلما كان معمول به مع الشعب العلمية؟ طريقة اصلاح الفروض جديدة في المادتين: اصلاح موضوع «دراسة وثيقة او مجموعة وثائق» التاريخ: الاستنتاجات: لماذا لا تصلح المواضيع كالعادة على 20 ثم يضرب عدد الجغرافيا في 2 وعدد التاريخ في 1 لانه اذا اعتمدنا طريقة الاصلاح الجديدة فالضوارب ستتغير فيصبح ضارب الجغرافيا 1.75 وضارب التاريخ 1.25 لان 1/3 20 يساوي 6.66 وليس 8 ؟ ان طريقة الاصلاح الجديدة ستجعل التلميذ يعطي الاولوية لسرد المعلومات وهذا يتناقض مع الاهداف المعلنة للمراقبة المستمرة فهو لن يهتم بالمنهجية ما دام العدد المخصص لها منخفضا ولا يساعده على الحصول على المعدل على خلاف الطريقة السابقة، فالتلميذ سيجيب عن الاسئلة دون تقديم الوثائق، لن ينظم معطياته حسب تخطيط واضح، ولن يعالجها وفق المبادئ الاساسية للتفكير التاريخي والجغرافي، كما انه لن يهتم بالنقد حسب منهج منطقي وعقلاني وسيهمل ايضا اللغة وهكذا تصبح اجابة التلميذ عن الاشكالية المطروحة ميكانيكية وليس وفق تحليل مسترسل ومترابط ومتماسك. ان تخصيص نقطة واحدة للمقدمة والخاتمة وطريقة تناول الموضوع عند دراسة الوثائق في مادة التاريخ لا تساعد الاستاذ على الاصلاح فهو مجبر على اسناد 0.25 او 0 للمقدمة والخاتمة و 0.5 او 0 لطريقة الشرح. كيف سيوزع الاستاذ 5 نقاط اذا احتوى الموضوع على ثلاثة عناصر، هل من المعقول ان يسند 1 او 2 لعنصر ربما تتطلب الاجابة عنه اكثر من 10 اسطر؟ اعتاد الاساتذة المباشرون للتدريس المشاركة في اختيار مواضيع الامتحانات النهائية لكنهم فوجئوا هذه السنة بإسناد هذه المهمة الى اللجان المشرفة على تأليف الكتب المدرسية ومع احترامنا وتقديرنا لها فان الاستاذ المباشر ادرى من غيره بقدرات التلاميذ المعرفية والمنهجية. اذا كانت «ادارة المراقبة المستمرة» تريد من خلال هذه الوثيقة الرفع من اعداد التلاميذ التي عادة ما تكون متوسطة او دون ذلك فانها تساهم بصفة غير مباشرة في ضرب الاهداف التي اعلنت عنها في الديباجة من خلال اهمال التلميذ التحليل والاكتفاء بسرد عشوائي للمعلومات وهكذا نبتعد عن طرح المشاكل الرئيسية التي تعترض التلاميذ والاساتذة. طول البرامج: لا يستطيع الاستاذ مهما كانت تجربته اتمام البرامج في الآجال وفي ظروف عادية لذلك يلجأ الى التدريس اثناء العطل وبامكان الوزارة ملاحظة ذلك بزيارة المعاهد اثناء العطل. عدم استشارة الاساتذة عند اعداد هذه البرامج وحتى المقترحات التي قدمتها اللجان التي شكلتها النقابة العامة للتعليم الثانوي لم تؤخذ بعين الاعتبار كما انه لم تقع استشارة الاساتذة عند اعداد وثيقة المراقبة المستمرة رغم ان العديد منهم دأب على اصلاح امتحانات الباكالوريا سنوات عديدة. عدم مساهمة الاساتذة المباشرين للتدريس في تأليف الكتب المدرسية مما اظهر الدروس وكأنها موجهة الى طلبة مختصين لا الى تلاميذ يدرسون العديد من المواد ولا يجدون وقتا للمطالعة. في الاخير الى متى سيبقى الاساتذة اعوان تنفيذ لمناشير مسقطة لم يساهموا في اعدادها لان الاصلاح الحقيقي ينطلق من القاعدة ليعود لها لتستفيد منه؟