هل حقّا مرّ ربع قرن منذ انتبهنّ الى رمزية الذكرى...! انهن بعض النساء التونسيات وانها ذكرى 8 مارس او ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة... بحثن عن الاطر المثلى لاحتضان الاحلام فحلقت الفكرة من نادي الطاهر الحداد ومرت بنقابة التعليم العالي حتّى حطّت في اللجنة النقابية لدراسة قضايا المرأة بالاتحاد العام التونسي للشغل رحلة افكار وطموحات... سفر في ربى الاحلام والذكرى... منذ فترة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات... وحتى اليوم كن نساء ديدنهن الفعل والحراك الهادف كن سليلات عليسة وبنات الكاهنة.. وحفيدات عزيزة عثمانة... كن تونسيات متشبعات بفلسفة الانوار وقضايا الانعتاق العالمي وجوهر الحرية الفردية والجماعية... كان يربطهن الاختلاف الاديولوجي وتجمعهن الانوثة، كن نساء فسعين إلى بلورة ملامح حركة نسوية... حركة رقيقة ولكن عاتية... حركة كالجليد شفافة وصلبة وقاطعة، قطعت مع قيم الجهل والذكورة، حركة تشبعت بفكر المعلم الطاهر الحداد قبل ان تتشبع بفكر كلارا زتكين... كانت أفكار ترفرف وآداب عظمى تتسرّب... كانت الموسيقى والأشعار كانت النقاشات وكان السهر... انها بعض علامات الطريق التي قادت هؤلاء النسوة الى الايمان... الايمان بالمرأة سيدة نفسها ونصف لمجتمعها.. هادية جراد، نورة البورصالي، زبيدة القبائلي، نزهة سكيك دلندة الارقش، آمال بن عمار، حليمة الجويني، حميدة بن صالح، سهام بن سدرين، رندة العليبي، نادية الحكيمي، ليلى حمروني، عزّة غانمي، ليلى الزعيدي، عائشة الطرابلسي... ومعذرة لمن لم نذكر... فهن كثيرات.. بحثنا عنهن وتحدثنا مع من قبلت منهن ذلك... درّة محفوظ، حفيظة شقير، ليلى حيازم، نجاة الغربي، راضية بلحاج زكري... تحدثن عن الاحلام الكبرى والزمن المناضل... تحدثن عن ربع قرن وكأنه الامس.. تحدثن عن نقاط ضوء كثيرة، عن 8 مارس عن مجلة «نساء» عن لجنة المرأة، عمن ساند ومن عاند... وكان الحديث طويلا ستكون له منابر أخرى...أسماء أخرى.... ولان الأمس هو أبو اليوم اردناها لمسة تقدير لهذا الفعل النقابي الجادّ لهذه التضحيات ولكل هذا العطاء أردناها يدًا ممدودة ويدا ممدودة من بعض مؤسسات اللجنة النقابية لدراسة قضايا المرأة ولعضوات اللجنة الوطنية الحالية للمرأة العاملة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل أردناها احتفالا باليوم العالمي للمرأة على طريقتنا طريقة هذا الجيل الجديد الذي يعرف كيف يحترم روّاد ورائدات الحركات المضيئة في تاريخه.