على امتداد كامل يوم الاثنين الماضي دارت فعاليات المجلس الجهوي بالمنستير في دورته العادية باشراف الاخ محمد الطرابلسي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والذي تولى رئاسة المجلس بعد ما ان خلص الاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير من كلمة الترحيب بالحضور وشكرهم على هذا الاقبال الذي يؤكد حرص الجميع اطارات وهياكل وقواعد على الانخراط في منظومة العطاء والبذل من اجل الاحاطة بفئة لا يستهان بها من فئات مجتمع يعيش وضعا دقيقا يحتم اشراك كل الاطراف للقفز على الصعوبات التي تواجه كل الاطراف وبالتالي تواجه المجموعة الوطنية. الاخ سعيد اختصر تدخله الترحيبي ليحيل مصدح الرئاسة الى الاخ محمد الطرابلسي الذي اوجز هو الاخر تدخله الافتتاحي ليقتصر على شكر الجهة التي استقبلته للمرة الثانية في اقل من اسابيع قليلة... (كان اشرف على احتفالية ذكرى تأسيس الاتحاد بمقر الاتحاد الجهوي بالمنستير) وليعطي بعض التوصيات والنقاط النظامية خاصة لمن يرومون التدخل حتى يقع توظيف كامل الوقت لكل المشاغل دون الوقوع في التكرار ودون مقاطعات وتشنجات وهي توصيات أتت أكلها حيث سجلنا عددا كبيرا من التدخلات أحاطت في مجملها بهموم الشغيلة في الجهة في القطاعين العام والخاص والتي أتى عليها الاخ سعيد يوسف عندما أحال له الاخ محمد الطرابلسي الكلمة في اشارة الى الانطلاق الفعلي لأشغال المجلس حيث كانت الكلمة الاولى للتقرير الادبي الذي كان متكاملا في احدى عشرة صفحة (11) مؤثثة بأهم الانشطة التي قام بها المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير طيلة المدة الاخيرة اي من 9 مارس 2005 الى مارس 2008. هذا التقرير اشار بداية الى الصعوبات التي يعرفها الوضع من جراء التحولات الاقتصادية والاجتماعية العميقة والمتسارعة النسق وتداعياتها على العمال، حيث ان تأثيرات العولمة المتمثلة في النيوليبيرالية الاقتصادية البشعة المهمشة لكل الاقتصاديات الوطنية الناشئة وخاصة في بلدان الجنوب... وهي امور تتعارض وتتضارب مع القيم النضالية التي من اجلها ظهر الاتحاد للوجود وعلى هديها سوف يبقى وسيسير. اثر ذلك تناول التقرير مسألة الخضوع لقوانين المنظمة وتفعيل النظام الداخلي بالشفافية المطلوبة من خلال تطبيق بنوده التي تؤشر الى عقد الاجتماعات الدورية للمكتب التنفيذي والتي بلغت 72 اجتماعا مدونة في محاضر جلسات وممضاة من الاعضاء كافة دون استثناء وقد تناولت بالدرس كل الملفات والقضايا المطروحة محليا وجهويا ووطنيا. كما تم عقد 10 هيئات ادارية دورية في ابانها واخرى استثنائية دعت اليها الضرورة... كل ذلك كان بالتنسيق مع الهياكل المسيرة للمركزية النقابية التي لم يتخلف الاتحاد الجهوي يوما وتحت اي ظرف عن حضور أنشطتها العادية (مكتب تنفيذي موسع أو هيئة ادارية وطنية...) الامر الذي يسّر المباشرة اليومية لمشاغل العمال. مكاسب وآمال التقرير أتى على جملة من المكاسب ولم يغفل اهداف المرحلة القادمة من بينها البنى التحتية والفضاءات الملائمة لتفعيل وتطوير العمل النقابي من ذلك مثلا الامل في ان تنظر المركزية النقابية في امكانية استكمال بناء الجزء الثاني من الاتحاد الجهوي بالمنستير، كذلك الحرص على اتمام بناء دار الاتحاد بالمكنين، هذا على المستوى المادي، اما على المستوى النضالي فالامر كذلك واكثر حيث عرج الاخ سعيد يوسف على أحد أهم ثوابت المنظمة وهي النضالية بصورها واشكالها المختلفة كمساندة التشكيلات النقابية في نضالاتها في العمومي كما في القطاع الخاص وبزاد معرفي كأحد اهم الاسلحة التي تجعل من النقابي فاعلا في أداء مهامه ومن ثم وقع ايلاء اهمية كبرى للتكوين والتثقيف العمالي من خلال لقاءات ومنابر وندوات بدعم وهدي من المصالح المركزية للمنظمة. إلمام ... ورصانة ذاك أهم وصف للتدخلات التي عُدّت بالعشرات والتي صادفت هوى في نفوس الحاضرين باعتبار ملامستها في مجملها لأهم معايشات الشغيلة وطنيا وجهويا. فليس ابرز من ملفيّ التأمين على المرض والمفاوضات الاجتماعية التي تناولها المتدخلون بكثير من الجدية والمسؤولية والرصانة حيث تراوحت (اي التدخلات) بين الاستفسار والاستفهام، والنقد وابداء الرأي من اجل افادة قد تحصل او اصلاح قد يجيء... كما ابدى المتدخلون إلمامهم بمجمل القضايا والمسائل داخل المنظمة وخارجها وكذا الذهاب بعيدا في النقاش الى حد ملامسة القضايا الدولية وفعل الاتحاد تجاهها. هذه التدخلات التي اخذت شكل مداخلات عند البعض على غرار الاخ بشير القربي الذي استسيغ تدخله رغم الاطالة حيث لامس بعض «الخطوط الحمر» (بكل لطف حسب تعبيره) على غرار الدعوة الى التوحيد والتراضي في الصف النقابي والاشارة الى النقص في التكوين والاعلام على مستوى النقابات الاساسية، كما دعا الى نبذ الجهويات التي اذا ما استفحلت فان اثرها على مستقبل المنظمة بليغ. وشأنهم شأن الاخ القربي دعا عديد المتدخلين الى استغلال الاسبوعين القادمين لتدخل «كبار المنظمة» للاستئناس برأيهم بخصوص خيارات التأمين على المرض اي اية منظومة يختارون. كما ذهبت تدخلات اخرى الى ضرورة التصدي لتعنت الاعراف وإلزامهم بتطبيق القوانين بمختلف اشكال النضال وعدم الاقتصار على «رتابة ورطابة» تفقدية الشغل وقد اصبحت مؤسسة «تكستو» طبلبة مضربا للأمثال في هذا الباب. هذا وقد حاز ملف التعليم (اساسي وثانوي) على تدخلات عدة تناولت مشاكل القطاعين بشكل عام ومؤتمري قصر هلال وجمال بشكل خاص. الطرابلسي: قوة الخير الاخ محمد الطرابلسي في رده على بعض التدخلات اكد ان الاتحاد بما يثيره من قضايا وما يعالجه من ملفات وما يساهم به في المشاريع.. يعتبر وسيبقى قوة خير للشغيلة وللوطن.. ولكن طبيعة الاشياء تجعل الاتحاد في موقف دفاعي مستمر لأنه المؤتمن على عرق الشغالين ومكابداتهم وتضحياتهم وبالتالي قوتهم وأرزاقهم ومن ثم يقول الاخ الطرابلسي فان أضعف الايمان اليوم الدفاع عن الحقوق المكتسبة ومن لا يستطيع ذلك فلن يقدر على أي شيء اخر...