بعد الاجتماع العام الحاشد الذي احتظنته دار احمد التليلي بساحة محمد علي يوم السبت 26 افريل 2008 والذي حضره كل من الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص والاخ راضي بن حسين عن الاتحاد الجهوي بتونس والاخ محمد بالحاج عن الجامعة العامة للاتصالات وكامل اعضاء النقابة الاساسية لشركة صوتيتال، دخل عمال وعاملات المؤسسة في اضراب بيوم واحد وافق 28 افريل 2008 بتأطير من الهياكل النقابية. الاضراب الذي انطلق منذ الساعة الثامنة صباحا بمقر ادارة المؤسسة بالشرقية كان ناجحا من حيث عدد المضربين ومن حيث الخطاب النقابي الذي أطر هذا التحرك وقد بلغت نسبة نجاح اول اضراب في تاريخ المؤسسة 95 في كامل تراب الجمهورية. ويأتي هذا الاضراب كخيار لا مفر منه بعد ان استنفذ الطرف النقابي كل اشكال الحوار والمصالحة والذي توج بجلسة صلحية يوم 24 افريل بالتفقدية العامة للشغل بتونس والتي لم تثمر اية نتيجة ايجابية من الطرف الاداري بل بالعكس أبدى تعنتا وتجاهلا لكل المطالب المشروعة والقانونية التي طرحها الطرف النقابي في لوائحه المهنية... حتى ان المتفقد العام طلب من الطرف الاداري بالحرف الواحد «رشة ملح» تفاديا للتصعيد وبحثا عن امكانية ايجاد قاسم مشترك للحوار. وتتمثل مطالب اعوان الصوتيتال خاصة في ضرورة تنظير اجور المتعاقدين بزملائهم القارين وترسيمهم والاستغناء عن الخدمات الملحقين والمتقاعدين لسنتي 2007 و 2008 وضرورة انهاء التفاوض في النظام الداخلي للصندوق الاجتماعي والكشف عن ميزانيته لسنوات 2005 / 2007 ووضع برنامج وجدول زمني للتكوين وضرورة تشريك الطرف النقابي في لجنة الامتحانات وتمثيليته في مجلس الادارة واعادة النظر في النقل التعسفية وتسوية وضعية الملحقين القدامى... وخاصة تشريك الطرف النقابي في جميع الخيارات والقرارات الآنية والمستقبلية للشركة والرفض المطلق والقطعي لأي مشروع اصلاحي يمس من حقوق ومكتسبات اعوان الصوتيتال وكذلك ضرورة اعادة النظر في الهيكل التنظيمي للشركة الذي بات يثقل كاهلها المالي، وكل هذه المطالب وردت ضمن اللائحة المهنية الصادرة يوم 8 افريل 2008 على اثر اجتماع عام يوم 5 افريل بدار الاتحاد العام التونسي للشغل. وقد وافانا الاخ الحبيب العبيدي المسؤول عن الاعلام بالنقابة الاساسية للصوتيتال ان الشركة تتجاهل الوضعية المأساوية للأعوان المتعاقدين خصوصا من قضّى منهم ربع قرن كامل (26 سنة) من العمل بعقود شغل خارجة عن القانون ولا تستجيب لأدنى شروط التشاريع وقوانين الشغل المعمول بها في البلاد. وصوتيتال تعاني من سوء تصرف وتسيير مالي واداري الذي أدى بها الى الوصول الى وضعية حرجة في بورصة الاوراق المالية رغم توفرها على موارد بشرية نوعية في ميدان الاتصالات وهي التي توجت في القمة العالمية للمعلومات المنعقدة بتونس منذ سنتين، وقد اكد الاخ الحبيب العبيدي ان الصوتيتال تبذل قصارى جهدها من اجل تهميش كفاءاتها التونسية بخبرتها ذلك انها قامت بجلب طاقم من الاطارات من جهات خارجية بميزانية فاقت المائة مليون في حين ان الشركة تزخر بالاطارات الكفأة والجيدة. وامام تردي هذا الوضع الذي قد ينعكس سلبا على 1500 عائلة فان النقابة الاساسية وكل الهياكل النقابية الوطنية مستميتة في نضالها من اجل المحافظة على مكاسب اعوان شركتهم وديمومتها ولن تتوانى عن اتخاذ كل الاشكال النضالية المشروعة والقانونية في ذلك ما لم تفتح الادارة بابا جديا للحوار والتفاهم.