مازالت الاوضاع داخل مؤسسة «الصوتيتال» غامضة جدا وغموضها يكمن في تعنت الادارة وعدم سعيها إلى حلّ الاشكاليات العالقة بالحوار وبما أنّ الحوار غائب فانّ الوضعية تزداد صعوبة من يوم لاخر خاصة امام اعتماد الادارة على نهج التصعيد، من ذلك انّها سارعت في الساعات الاخيرة بارسال مكاتيب تطلب من خلالها من بعضهم الالتحاق بمقر العمل ضمن تراكيب تهديدية مع تجديد عقود الشغل التي لا ندري حقيقة ضمن اي صيغ تمّ اعدادها (اي العقود)، وتزداد غرابة الامور في الصوتيتال حين نجد المدير العام الهادي الفريوي يمضي على مراسلات الشركة بتاريخ 8 اوت 2008 في حين يرفض استلام برقية صادرة عن الجامعة العامة للبريد (ننشر نسخة منها) بما انه غير موجود (هذا ما تضمنته ملاحظة عدم تسلمها). وفي ظل ماهو حاصل اتصلنا بالاخ محمود الشطي الكاتب العام بالنيابة للجامعة العامة للبريد والاتصالات الذي قال: «نظرا لاستمرار الادارة العامة لشركة صوتيتال في صد الاعوان والعمال عن العمل منذ 24 جويلية 2008 واشتراطها امضاء عقد الشغل قبل الالتحاق بالعمل في حين ان اقدميتهم تتراوح ما بين 5 و25 سنة وهم الذين يُعتبرون قارين ومرسمين حسب قوانين الشغل وتشاريع العمل في بلادنا، فإننا نجدد مطالبتنا بتمكين هؤلاء العمال والاعوان المتعاقدين الذين يشغلون في نفس خطط الاعوان القارين بأجور ادنى من استئناف العمل مع مواصلة الحوار والتفاوض من اجل تسوية هذا الملف وبقية المسائل العالقة بما يضمن حق وكرامة جميع الاطراف. ومن أجل معالجة هذا الملف طبقا للقانون وتشاريع العمل فان الجامعة العامة للبريد والاتصالات والهياكل النقابية للشركة ومن خلالهم جميع الاعوان المعنيين تجدد تمسكها بترسيم الاعوان وتسوية وضعيتهم الشغلية مع استمرارنا في الدفاع عن مصالحنا بكل الطرق الشرعية والقانونية ونحمل الادارة العامة للشركة مسؤولية ما قد ينجر عن هذه الممارسات. ثمن الاخطاء ويواصل الاخ محمود الشطي تقديمه للتفاصيل: صحيح انّ الصوتيتال اصبحت تعاني منافسة شرسة بما انّ سوق الاتصالات اصبحت مفتوحة لكنّ وهذا لا يمنع نجاحها بما انها تشغل 1400 عامل، كما انّ المشاريع الكبيرة في تناقص لكنّ ازمتها تكمن في مسؤوليها فانّ كانت هذه المؤسسة خاسرة فلماذا فتح باب الامتيازات الحالية امام بعض المديرين من خارج المؤسسة؟ الحقيقة ان الصوتيتال دخلت منعرج تصفيتها بما ان الضبابية والفوضى هي السائدة.(!) الانقاذ ممكن ويرى الاخ محمود الشطي انّه يمكن انقاذ الصوتيتال من اوضاعها الحالية بشيء من التروي في اتخاذ القرارات مع ضمان حوار واضح بين الادارة والنقابة، لكنه لم يخف استغرابه للحاصل في الصوتيتال بما انها كانت ستبدأ في تنفيذ مشروع كبير في الشقيقة ليبيا لكن وفي تسارع للاحداث كسبت مؤسسة اخرى الصفقة بالرغم من كون الادارة اقتنت تجهيزات ضخمة تتجاوز المليارات وبما انّها خسرت المشروع فانها ستضطر لكراء التجهيزات، هنا سألته وهل المؤسسة التي ارست عليها الصفقة تونسية رد بسرعة: يقال انّ بعض الوجوه الفاعلة في صلبها تونسية. وفي خاتمة حديثه الينا اكد الاخ محمود انّ الصوتيتال تأسست ونجحت بسواعد تونس فلماذا اذن ادخالها في دوامة المشاكل ولحظة الشك والريبة التي تعيشها خاصة وانّ مديرها مازال الى الان غير واضح في خياراته.(؟)