التأم يوم الجمعة 2 ماي 2008 بنزل املكار اجتماع الهيئة الادارية الوطنية برئاسة الاخ عبد السلام جراد الامين العام وخصصت للمفاوضات الاجتماعية والتأمين على المرض فضلا عن الاحداث التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي نتيجة لتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بالجهة وبخاصة البطالة المرتفعة لدى الشباب. عدد مهم من اعضاء الهيئة الادارية تناول الكلمة في النقاط المطروحة للنقاش بكل حرية ومسؤولية وكانت نقطة البداية مع الاحداث التي شهدها الرديف خلال الفترة الاخيرة، وقد قدم اعضاء المكتب التنفيذي الذين تحولوا الى قفصة ضمن وفد نقابي اشرف على الهيئة الادارية الجهوية اعلاما حول الوضع في الجهة من خلال المناقشات التي تضمنتها اللائحة الصادرة عقب الاشغال، كما قدم الاخ عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة اعلاما حول الوضعية منذ 5 جانفي 2008 الى الآن وحول مناظرة شركة الفسفاط وكذلك شركة الحراسة التي كثر حولها الحديث... كما قدم اعضاء المكتب التنفيذي اعلاما حول وضعية المفاوضات في القطاعات الثلاثة: الخاص والعام والوظيفة العمومية تلاها بعد ذلك نقاش معمق وثري برز من خلال تعثر المفاوضات في القطاع الخاص بسبب تصلب الاعراف تجاه المطالب الموضوعية والمعقولة التي تقدم بها الطرف النقابي وهو ما ولد انشغالا كبيرا لدى النقابيين والشغالين على حد السواء لهذه الوضعية التي حالت دون انطلاق المفاوضات في قطاع يشغل اكثر من مليون ونصف المليون عامل وعاملة، في وقت التهبت فيه الاسعار مما انجر عنه تدهور لمقدرة الشغالين. الانشغال طال ايضا ارتفاع الاسعار المتواصل في حين لم تنطلق المفاوضات بعد في الجوانب الترتيبية والمالية وطال الانتظار مع تعطل المفاوضات مما جعل اعضاء الهيئة الادارية يحملون الاعراف هذه المسؤولية ويدعون الى ضرورة التدارك ووضع حد لهذا التصلب غير المبرر. أما بخصوص التأمين على المرض فقد جدد اعضاء الهيئة الادارية تأكيد التمسك بالاتفاق وبضرورة تأهيل القطاع العمومي للصحة وإعلان السقف. مسألة اخرى شغلت بال اعضاء الهيئة الادارية تمثلت في الاستياء من تعامل الاعلام الرسمي تجاه الاتحاد وتغييبه في الملفات التلفزية والاذاعية وغيرها وصنصرة العديد من انشطته ومواقفه مقابل تقدير المجهود الذي يقوم الصحافيون من اجل مواكبة نشاطات الاتحاد ونضالاته بكل حرية وموضوعية رغم محاولات التعتيم على مواقفه. المواضيع الحساسة والمهمة التي تطرق اليها اعضاء الهيئة الادارية لم تمنع من تجديد مناصرة الشعب الفلسطيني وتقديم التحية للمقاومة في العراق والوقوف الى جانب سوريا ولبنان ضد محاولات العدو الصهيوني فرض سيطرته واحتلال بعض أراضيهما... وبعد ان هنأ الشغالين والنقابيين بالعيد العالمي للشغل تطرق الاخ عبد السلام جراد الى النشاط النقابي وما شهده من ديناميكية وحركية في مستوى الاتحادات الجهوية للشغل والجامعات والنقابات العامة الى جانب علاقات الاتحاد الخارجية وما تميزت به من دعم لمواقع المنظمة الشغيلة وتحملها لمسؤوليات مرموقة صلب المنظمات النقابية الدولية والاقليمية وكذلك دعم العلاقات مع المنظمات النقابية القطرية الشقيقة والصديقة... ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية اكد الاخ عبد السلام جراد تمسك الاتحاد بالجولة السابعة لهذه المفاوضات والعمل على انجاحها بما يجعل نتائجها في مستوى انتظارات الشغالين بالفكر والساعد ودعم مقدرتهم الشرائية وتحسين اوضاعهم المادية والمعنوية. وبيّن الاخ عبد السلام جراد ان المفاوضات ستشمل الجوانب الترتيبية والمالية مؤكدا ان الاتحاد على دراية واطلاع بالاوضاع الاقتصادية الداخلية والعالمية ومدى انعكاساتها على الاوضاع الداخلية داعيا الى ضرورة تقاسم الاعباء والتضحيات وتكاتف جهود كل الاطراف من اجل ايجاد الحلول الملائمة للمشاكل القائمة مما يجنبنا التوترات الاجتماعية التي نحن في غنى عنها، كما دعا الى ضرورة وضع حد للتشغيل الهش والمناولة وغلق المؤسسات وتسريح العمال مبيّنا انه كلما توفر الحوار الجدي والبنّاء والمسؤول والنية الحسنة الا ووجدت الحلول وتوفر الاستقرار الاجتماعي الذي يعتبر نتيجة شراكة حقيقية بين اطراف الانتاج. وبيّن الاخ عبد السلام جراد ان المطالب العمالية ليست مطالب تعجيزية مؤكدا ضرورة ان تأخذ المفاوضات الاجتماعية بعين الاعتبار ارتفاع الاسعار وتدهور المقدرة الشرائية للشغالين بالفكر والساعد كافة. هذا وقد ثمّن الاخ عبد السلام جراد قرار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي القاضي بالزيادة في الاجر الادنى الصناعي المضمون والاجر الادنى الفلاحي المضمون وهو قرار من شأنه ان يرفّع من المستوى المادي والمعنوي لهذه الفئة العمالية المهمة... من جهة اخرى تطرق الاخ عبد السلام جراد في كلمته الى نظام التأمين على المرض في مرحلة تطبيقه الثانية مبرزا أهمية وايجابية هذا النظام داعيا الى ضرورة تطبيق بنود الاتفاق الممضى في الغرض بين سلطة الاشراف والاتحاد العام التونسي للشغل وخاصة التمسك بالحقوق المكتسبة والتأهيل الكامل للقطاع العمومي للصحة وايجاد خارطة صحية متوازنة بين جهات البلاد كافة بما يوفر احسن وافضل الخدمات الصحية لفائدة المضمونين الاجتماعيين ولمن اختار المنظومة الصحية العمومية... الاخ الامين العام في خاتمة الاشغال اكد ان الاتحاد بخير وهو منظمة واحدة وموحدة لكنها متنوعة الافكار والحساسيات ويبقى الغطاء الوحيد هو الغطاء النقابي وهي ميزة تتميز بها المنظمة الشغيلة عن باقي المنظمات النقابية القطرية. وقد صدرت عقب الاشغال التي تواصلت على مدى يوم كامل لائحة تضمنت انشغالات النقابيين حول المسائل المطروحة (انظر نصها الكامل في غير هذا المكان).