على مدى عشر ساعات تواصلت اشغال المكتب التنفيذي الموسع يوم الثلاثاء 8 جويلية 2008 بنزل اميلكار بالضاحية الشمالية للعاصمة وقد ترأس الاشغال الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد. المفاوضات الاجتماعية والوضع في الحوض المنجمي نقطتان نظر فيهما اعضاء المكتب التنفيذي الموسع بعمق وشفافية وديمقراطية ومسؤولية وعلى غير العادة لم يقع تحديد الوقت ولم تقع مقاطعة متدخل بل كانت الكلمة حرة وواعية ودلت دلالة واضحة ان الاتحاد العام التونسي للشغل بخير بفضل حنكة رجالاته ومناضليه في مختلف الهياكل النقابية الوطنية والجهوية والقطاعية. الاجتماع افتتحه الاخ عبد السلام جراد بكلمة رحب فيها بالحضور كما تقدم بتهانيه الى ابناء النقابيين الناجحين في مختلف مراحل التعليم متمنيا للجميع النجاح والتوفيق. بعد ذلك قدم الاخ عبد السلام جراد بسطة عن المفاوضات الاجتماعية في القطاعات الثلاثة واستعداد الاتحاد لخوض الجولة السابعة منها مستعرضا الندوات التكوينية والمتخصصة التي نظمها الاتحاد والاقسام المعنية لتمكين الوفود التفاوضية التابعة له من الزاد المعرفي ومن الارقام التي ستسهل مشاركتها في هذه المفاوضات التي انطلقت في القطاع الخاص وفي الوظيفة العمومية ولم تنطلق بعد في القطاع العام. الاخ الامين العام اكد ان الاتحاد سيعمل على انجاح المفاوضات الاجتماعية ويأمل ان تكون نتائجها في مستوى انتظارات الشغالين خاصة بعد الارتفاع الذي شهدته الاسعار وتأثرت به المقدرة الشرائية للعمال. الاخ الامين العام بين ان الاتحاد على دراية واطلاع بالاوضاع الاقتصادية العالمية وبانعكاساتها على الاوضاع الاقتصادية الداخلية مشيرا الى انه بتضافر جهود كل الاطراف وبفتح حوار اجتماعي جدي ومسؤول يمكن تجاوز الصعوبات وكسب الرهانات هذا الى جانب تقاسم التضحيات والاعباء... من جهة اخرى اكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد فضاء رحب لكل ابنائه بالفكر والساعد بعيدا عن الاقصاء والتهميش وهو فضاء لممارسة الشفافية والديمقراطية واحترام الرأي المخالف وقبول النقد الذي يبني ويوحد كلمة النقابيين ويجنبها الانقسامات وشدد على ضرورة احترام قوانين الاتحاد ومبادئه واهدافه وثوابته والتصدي لكل محاولات التوظيف. ولدى حديثه عن الوضع في جهة قفصة وتحديدا الحوض المنجمي ذكّر الاخ عبد السلام جراد بما قام به الاتحاد ودعوته الى توفير تنمية جهوية متوازنة وعادلة توفر وتضمن حق الشغل لطالبيه الى جانب ضمان الحريات بعيدا عن التوترات التي لا تخدم مصلحة اي طرف واكد الاخ الامين العام للاتحاد ان المنظمة الشغيلة طالبت وستطالب باطلاق سراح الموقوفين في الحوض المنجمي وخلق مناخ من الاستقرار الاجتماعي الذي تحترم فيه مصالح كل الاطراف بعيدا عن التشنج كما اكد ان الاتحاد سيساهم بدراسات لدعم التنمية في بعض الجهات وايجاد الحلول لبعض المسائل القائمة من منطلق مسؤوليته الوطنية وحبه لتونس ولمناعتها وعزتها معبرا عن تقديره لتجاوب اعلى هرم السلطة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي مع بعض مطالب الاتحاد ومقترحاته. وبين الاخ الامين العام ان الاتحاد لن يتخلى عن ابنائه معبرا عن ارتياحه للالتفاف الشغالين حول منظتمتهم العتيدة واعتزازهم بالانتماء اليها ويقظتهم المستمرة للتصدي لكل محاولات توظيف او المس من استقلاليتها داعيا الى ضرورة احترام القانون الاساسي والنظام الداخلي للاتحاد وثوابت المنظمة الشغيلة التي ولدت وطنية حرة ومناضلة ومستقلة وستتواصل مسيرتها على نفس الدرب والنهج. بعد كلمة الاخ الامين العام تناول الكلمة الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي المعنيين بالمفاوضات الاجتماعية فقدموا اعلاما حول ما وصلت اليه المفاوضات مع الاشارة الى ان كل اعضاء المكتب التنفيذي شاركوا في النقاش وفي نقطتي جدول الاعمال. ثم اعطيت الكلمة للاخ عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة الذي قدم شرحا للاحداث التي شهدها الحوض المنجمي منذ 5 جانفي 2008 مستعرضا الوضع النقابي في الجهة وبخاصة ما شهده الاتحاد المحلي للشغل بالرديف من احداث وما شهدته الرديف عموما من احداث ايضا هذا الى جانب انقعاد المجلس الجهوي والهيئة الادارية الجهوية بقفصة وما صدر عنهما من بيانات. النقاش الذي تطرق الى المفاوضات الاجتماعية وكذلك الوضع في الحوض المنجمي كان شفافا وديمقراطيا ومسؤولا كما تطرق الى حق الشغل لطالبيه في الحوض المنجمي وبضرورة البحث عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء ما جد من احداث على مدى اكثر من خمسة اشهر ومعالجة الوضعية بحلول جذرية وموضوعية بعيدا عن الترقيعات وبحق المنطقة في التنمية المتوازنة والعادلة. اعضاء المكتب التنفيذي الموسع كانوا متفقين حول الجوهر وربما الاشكال كان حول بعث لجان جهوية لمساندة الحوض المنجمي، لجان لم ترى لها الاغلبية الساحقة اي دور في ظل وجود المكاتب التنفيذية الجهوية وفي ظل اهتمام الاتحاد بكل هياكله بالاوضاع في الحوض المنجمي. انشغالات المكتب التنفيذي الموسع سواء تعلق الامر بالزيادات في الاسعار او بالوضع في الحوض المنجمي او في المفاوضات الاجتماعية تضمنها بيان صدر عقب اشغال المكتب التنفيذي الموسع ومضمون البيان هو الذي يجب اعتماده لانه يمثل الموقف الرسمي لهذا الهيكل المهم في الاتحاد (انظر نصه في غير هذا المكان).