نجح التجمّع العمّالي الذي أقرّه مجمع القطاع الخاص يوم السبت الفارط كردّ على تعطل المفاوضات الاجتماعية وتلكؤ اللجنة التفاوضية لمنظمة الأعراف، حيث توافدت على بطحاء محمد علي بداية من الساعة الثانية بعد ظهر يوم السبت 24 ماي 2008 جموع العمال والعاملات بالقطاع الخاص رافعين اعلام الاتحاد وشعارات لا تعبر الا عن وحدتهم وتمسكهم بمطالبهم حيث رفعت لافتات نصّت على «علاقة شغل قارة في مواقع عمل قارة» و»لا تنازل عن حق العمال في تشريعات عادلة وأجور مجزية» و»لا سبيل لدخول المفاوضات القطاعية الخاصة الا بعد حسم العراقيل» و»نجاح المفاوضات الاجتماعية تساوي استقرار المناخ الاجتماعي» و»مجنّدون من أجل الترفيع في الاجور على ضوء التهاب الاسعار وحق العمال في ثمار النمو»، «لا لانسحاب الدولة من دورها الاجتماعي» و»حسم معلوم الانخراط بالاتحاد هو التجسيد الفعلي للاعتراف بالحق النقابي» وغيرها من الشعارات التي أيّدها المتدخلون ضمن هذا التجمّع العمّالي وهم الإخوة توفيق التواتي وحسين العباسي وبلقاسم العياري حيث أكّد ثلاثتهم نهجهم النضالي من اجل حقوق عمّال القطاع وثباتهم على مطالبهم رغم ما يلاقونه من تعنّت وتلكؤ من طرف اللجنة التفاوضية للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. تجمع نوعي افتتح سلسلة التدخلات الاخ توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتونس بترديده مع العمال والعاملات للشعارات المرفوعة ومؤكدا خطورة المرحلة التي بلغتها المفاوضات بعد اكثر من 26 جلسة بسبب سياسة المماطلة من قبل مفاوضي اتحاد الصناعة والتجارة، مشيرا الى ان تجمع العمال اليوم بهذا الشكل يأتي أولا كتتويج لسلسلة الندوات الاطارية بالعديد من الاتحادات الجهوية وهو ذو بعد نوعي، وثانيا يجسّد وحدة النقابيين في مثل هذا الظرف منوها بتضافر الجهود بين الاتحادات الجهوية لتونس الكبرى في انجاح هذا التجمع، مشيدا كذلك بمساندة الاتحادات الجهوية الاخرى... المدخل الحقيقي من جهة أخرى اعطى الاخ حسين العباسي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التشريع بالاتحاد بسطة للحضور عن النسق المرهق للجلسات التفاوضية وعن صبر مفاوضي الاتحاد العام التونسي للشغل وتمسكهم بالانضباط لمواعيد الجلسات والتحرّي في كل تفاصيل التراتيب والقوانين والمقترحات المقدمة من الطرف المقابل وشدّد على ضرورة فهم واستيعاب أن الحصول على مطلب ساعات التكوين النقابي واقرار القوانين والتراتيب والتشريعات التي تحمي المسؤول النقابي هو المدخل الحقيقي للمطالب الاخرى كالزيادة في الاجور بالاساس. مطلب مصيري الأخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص أيدّ كلّ ما جاء على لسان الاخوين التواتي والعباسي ضمن تدخله وأضاف ان الحق النقابي لا يزال مهضوما بل معدوما في القطاع الخاص ولذلك تستميت اللجنة التفاوضية في اقرار هذا المطلب متمسكة بالحوار الى آخر المطاف وان لزم الامر واستوجب الدخول في اشكال اخرى فلن يتخلف الاتحاد العام التونسي للشغل بقياداته وقواعده للنضال من اجل هذا المطلب المصيري. وقد أشار الاخ بلقاسم العياري الى ان ارتفاع اسعار المحروقات في العالم لا دخل للعمال والعاملات فيه ولا يتحملون وزره وان ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة لن يزيد الطبقة الشغيلة الا الاحتقان والتذمّر خاصة في القطاع الخاص الذي يعتبر منبتا مصطنعا من ارباب العمل للاستغلال والعبودية في ظلّ غياب منظومة تشريعية وقانونية تحمي حقّ العامل والعاملة وخاصة من يتحمل المسؤولية النقابية. وفي تدخله ايضا اعلم الاخ بلقاسم العياري النقابيين والنقابيات بتدخل وزارة الشؤون الاجتماعية في محاولة منها لايجاد مخرج لتعطل المفاوضات واقتراح جلسة جديدة يوم الاثنين. الساعات التكوينية وللاشارة فإن مطلب الاتحاد العام التونسي للشغل حول مضاعفة ساعات التكوين النقابي يتمثل في : 60 ساعة بدلا من 30 للمؤسسات التي تشغل من 50 الى 99 عاملا وب 120 ساعة بدلا من 60 للمؤسسات التي تشغل من 100 الى 199 عاملا و220 ساعة بدلا من 110 للمؤسسات التي تشغل أكثر من 199 عاملا وعاملة، وهذا مطلب مشروع ومنطقي باعتباره يواكب التطورات الحاصلة في مجال العمل وقوانينه. تواصل التعطّل وبعد تجمع يوم السبت التأم مجدّدا يوم الاثنين 26 ماي 2008 لقاء ثنائي بين لجنة التفاوض للاتحاد العام التونسي للشغل ولجنة التفاوض للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية لم يسفر عن أية نتيجة تذكر من شأنها ان تدفع بنسق التفاوض الى الامام رغم اتصالات الامين العام الاخ عبد السلام جراد بالناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية السيد عبد العزيز بن ضياء ورغم تدخل وزارة الشؤون الاجتماعية.