انتظمت يوم السبت الماضي بدار الاتحاد الجهوي للشغل بباجة الندوة الاعلامية الاقليمية حول المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص بمشاركة جهات باجة، جندوبة، الكاف، سليانة، بنزرت وزغوان، وتحت اشراف الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني ومن القطاعات والجهات. وكانت الندوة الاعلامية ثرية على مستوى الاعلام والنقاش وكانت فرصة مهمة للتعريف بما حققته اللجنة المركزية للتفاوض من نتائج على المستوى التشريعي وما تمّ التوصّل إليه من نتائج في جانب الزيادات في الأجور. فكان اللقاء في اطار المصارحة والمكاشفة بعيدا عن خطاب جلد الذات أو «شاكر نفسه يقرئكم السلام» فقد عبّرت الاطارات النقابية التي غصّت بها قاعة الاتحاد الجهوي، بكل حرية عن آرائها أمام الأخوين بلقاسم العياري ومحمد السحيمي عضوي اللجنة المركزية للتفاوض. الأخ محمّد بن يحيى: جهة باجة متمسّكة بخيارات التصحيح النقابي قبل ذلك، كان لابدّ من الاستماع إلى كلمة الاتحاد الجهوي للشغل بباجة لدى الافتتاح وقد رحّب الأخ محمد بن يحيى بضيوف الجهة مؤكدا تمسّك أبناء الجهة بمبادئ الاتحاد وبنهج التصحيح النقابي للمنظمة الشغيلة التي تقوم بدور ريادي في الإحاطة بالعمّال والدفاع عن حقوقهم بكل الوسائل المشروعة. وبيّن الأخ الكاتب العام للجهة أهمية مثل هذه اللقاءات لتمكين الاطارات النقابية من المعلومة ولمعرفة آخر المستجدات في المفاوضات الاجتماعية التي تمثّل محطة نضالية مهمة لتأكيد دور الاتحاد في الدفاع عن الحقوق المادية للعمّال مثمّنا ما تثمره المفاوضات الاجتماعية من نتائج كل ثلاث سنوات. وتحدّث الأخ محمد بن يحيى عن المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية محييا وقفة الرئيس بن علي مع العمّال ودوره في تحقيق النسبة المهمّة في الزيادة في الأجور وذلك اثر اللقاء الذي جمعه بالأخ عبد السلام جراد. وجدّد الأخ الكاتب العام تمسّك النقابيين بمبادئ المنظمة بعيدا عن الانتهازية ومحاولات البعض زعزعة المناخ الديمقراطي الداخلي والذي يبرز في التعبير الحرّ للآراء بعيدا عن الضغوطات وهي ممارسات كان يفتقدها الاتحاد في فترة سابقة، لكن قيادة الاتحاد بكافة مستوياتها أبدت عزما على تجذير الممارسة الديمقراطية الحقيقية بعيدا عن الفوضى وحبّ الذات. وكان الأخ عبد الحميد الشريف عضو المكتب التنفيذي الجهوي والمسؤول عن القطاع الخاص قد رحّب بدوره بالضيوف، مؤكدا أنّ اللقاء الاعلامي ينعقد في ظلّ ظرف اقتصادي عصيب قد ينعكس على القطاع الخاص بالبلاد ممّا يتطلّب التفكير في آليات التصدّي والإلمام الجيّد بالواقع ويتطلّب تضامنا نقابيا بين جميع الهياكل حتى تتمّ المحافظة على مواطن الشغل ولتحقيق المكاسب. ولدى تقديمه للإعلام الشامل حول المفاوضات الاجتماعية بالقطاع الخاص حيّى الأخ بلقاسم العياري الأمين العام المساعد المسؤول عن القطاع الخاص النقابيين كافة الذين قدموا من الجهات ودعمهم لوفد الاتحاد في اللجنة المركزية للتفاوض مؤكدا أنّ الاتحاد الذي بني على النضال والثوابت، سيبقى عتيدا بأبنائه وبشبّانه ونسائه ورجاله ضدّ المتربصين والسماسرة أينما كان موقعهم. وجدّد تأكيده أنّ الاتحاد سيبقى قلعة للدفاع عن الحريات العامة والفردية وعن مفاوضات اجتماعية تغطّي تدهور المقدرة الشرائية للمواطن. وفي هذا الاطار، بيّن الأخ الأمين العام المساعد أنّ الاتحاد حرص عند الاعداد للدورة السابعة للمفاوضات على الجانب الترتيبي، لذلك تعطّلت المفاوضات وتمسّك وفد الاتحاد بضمان بنود تشريعية جديدة تحمي المسؤول النقابي وتوفّر ضمانة للعامل. وفي هذا المنحى حيّا الأخ العياري العمّال والنقابات الذين هبوا بأعداد وافرة إلى التجمع العمّالي الذي انتظم في الصائفة الماضية بنهج محمد علي وعبّروا عن مساندتهم لتمشّي اللجنة المركزية ممّا ساهم في امضاء اتفاق مشرّف يوم 7 جوان 2008 تضمّن عدّة نقاط ايجابية من ضمنها توفير حماية للمسؤول النقابي وزيادة مهمة في عدد الساعات الاضافية الخاصة بالتكوين النقابي، كما تمّ تعديل العمل 4 6 بطريقة تقلّص من مرونة هذا الفصل. وشدّد الأخ بلقاسم العياري أنّ الاتحاد سيكون حريصا على تعديل الجانب التشريعي لفائدة العمّال من أجل تحسين ظروف عمل الشغالين بالقطاع الخاص، الذين يواجهون أبشع الاستغلال والصعوبات في الهيكلة والدفاع عن حقوقهم. وجدّد دعم القسم وكل قيادة الاتحاد إلى القطاعات المتفاوضة في القطاع الخاص مبيّنا أنّه يوجد 150 متفاوضا والوفود التفاوضية حرّة في منهجها النضالي بل انّ اللجنة المركزية للتفاوض كانت متابعة بدقة لكل تفاصيل المفاوضات وأكدت في كم من مناسبة أنّها لن تتوانى على امضاء قرارات اضراب في صورة تعطّل التفاوض في أي قطاع كان. وقيّم الأخ العياري ما تمّ التوصّل إليه من زيادات واتفاقات في أكثر من 28 قطاعا مثمنا ما تمّ التوصّل إليه رغم الصعوبات التي واجهتها الوفود التفاوضية ورغم ذلك فقد حققت عدّة قطاعات زيادات محترمة. واعتبر الأخ بلقاسم العياري أنّ ملف القطاع الخاص وتعزيز الانتساب النقابي يحتاج إلى عمل متكامل وجماعي في ظلّ صعوبة العمل النقابي والضغط الممارس على النقابات. ودعا إلى توحيد الجهود مشيرا إلى ما يقوم به القسم في هذا الاتجاه عبر الاحاطة بكافة النقابات ومتابعة نشاطها ودعمها مجدّدا تأكيده أنّ القسم مستعدّ إلى تكثيف اللقاءات بالنقابات والاستماع إلى مشاغلها والبحث عن سبل تعزيز الانتساب. وقد حيّا الأخ الأمين العام المساعد مجهود قسمي التشريع والنزاعات والدراسات في انجاح المفاوضات وتقاسم الأدوار بين الأقسام ممّا خلق فريق عمل متناسق ومتعاون. من جهته، ثمّن الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد للدراسات والتوثيق الحضور المكثّف للمسؤولين النقابيين ممّا يبرز تعطشهم للمعلومة، محييا في نفس الوقت كل من ساهم في انجاح هذه الدورة السابعة من المفاوضات. وأكد الأخ السحيمي أهمية أن يعي النقابيون أنّ ما يقوم به الاتحاد في الدفاع عن العمّال يحتاج إلى تعريف أوسع وأشمل بعيدا عن خطاب جلد الذات. وأشار أنّ مجهود الاتحاد في الدفاع عن العمّال وعن الحريات العامة والفردية متواصل ولا يتوقف لحظة ولكن بخطى ثابتة في اطار نموذج نقابي اصلاحي تقدّمي متوازن ومعتدل يرمي إلى توفير ظروف عمل محترمة مع تحسين في الأجور بهدف تغطية ارتفاع الأسعار وما يتسبّب فيه من تدهور المقدرة الشرائية وما يسببه ذلك من سلبيات على الدورة الاقتصادية الوطنية. وتحدّث الأخ السحيمي عن المفاوضات ليؤكد أنّها فرصة للتعريف بالمكاسب ولاستثمارها في اتجاه تعزيز الانتساب في القطاع الخاص وتحسيس العمّال بالدور الذي تقوم به المنظمة. الأخ المولدي الجندوبي: كلّنا في خندق واحد دفاعا عن العمّال وكان الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والشركات العمومية قد أبدى حرصا على الحضور والمشاركة في هذه الندوة وقد أكّد أنّ الجميع في خندق واحد ممّا يستدعي توحيد الجهود بين مختلف القطاعات، مقترحا عقد اجتماع احتفالي بعد الانتهاء من المفاوضات في القطاعات كافة لتأكيد دور المنظمة في تحقيق كلّ تلك المكاسب، واستثمارها على أرض الواقع وتعزيز الانخراط. وطرح الأخ الجندوبي مسألة كيفية جعل العامل أكثر قربا إلى منظمته ومنتميا انتماء راسخا إلى الوطن. ونبّه الأخ الأمين العام المساعد بخطورة المحطات القادمة نتيجة التطورات الاقتصادية العالمية التي تستدعي اليقظة والوحدة النقابية للمحافظة على مؤسساتنا الاقتصادية ضدّ كل من يحاول استغلالها لأغراضه الشخصية. ولدى حديثه عن الحوض المنجمي أوضح أنّ ما وقع من أحداث كان نتيجة غياب التنمية بالجهة مشيرا إلى أنّ الاتحاد ضدّ التوترات وعلى الحكومة الاسراع بإنهاء الملف. حوار صريح شهدت الندوة حوارا صريحا بين القاعدة النقابية لجهات الشمال مع القيادة النقابية في ترسيخ حقيقي للديمقراطية النقابية وتمّ طرح حلّ الاشكاليات والأفكار التي تساور خلد النقابيين بالجهات وكان الجواب واضحا وصادقا من الأخوين العياري والسحيمي تأكيدا على أنّ عهد الممنوعات قد ولّى داخل الاتحاد ولكن في ظلّ احترام قوانين المنظمة وحرية التعبير والرأي. وقد أكدت قيادة الاتحاد أنّ المنظمة قدرها أن تكون مناضلة، تقدمية لا مكان فيها للإنتهازيين، تدافع عن أبناء الشعب وعن الحريات في البلاد. وأكد الأخوان العياري والسحيمي أنّ ما انجز محترم وهو نتاج لحراك نقابي ولتمسّك النقابات بحق الشغالين في تحسين المقدرة الشرائية، وجدّدا تأكيدهما أنّ المنظمة ستبقى مشعّة ومدافعة عن كرامة النقابي والعامل. وقد صدر بيان ختامي تمّ خلاله تأكيد ضرورة ربط ارتفاع الأسعار بالزيادات في الأجور وانشاء صندوق للتضامن النقابي واستثمار الانجازات والمكاسب التي يحققها الاتحاد يوميا. وتمّت الدعوة إلى اعداد خطّة وطنية علمية للانتساب وأكد الحاضرون ضرورة اطلاق سراح المساجين بالحوض المنجمي وغلق الملف نهائيا.