على الرغم من أن المدارس والمعاهد تستعد لاغلاق أبوابها والدخول في العطلة الصيفية الا ان النقابة العامة لعملة التربية وحرصا منها على التنسيق والتشاور مع هياكلها النقابية عقدت هيئة ادارية قطاعية يوم السبت 31 ماي 2008 لمتابعة مسار التفاوض مع سلطة الاشراف ولمزيد رصّ صفوف القطاع لمواصلة استراتيجيا العمل وقد أشرف على هذه الهيئة الاخ منصف الزاهي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية لاكثر من سبع ساعات. افتتح اشغال الهيئة الأخ المنصف الحسناوي الكاتب العام للنقابة العامة لعملة التربية حيث ابرز ان توقيت عقد هذه الهيئة ليس اعتباطيا بقدر ماهو عملي وجدي لحرص النقابة العامة على التنسيق والتشاور مع هياكلها النقابية ولاطلاعها على كل كبيرة وصغيرة تهم واقع القطاع ومستقبله وخاصة على مسار التفاوض مع سلطة الاشراف على قاعدة المطالب القطاعية الواردة باللائحة المهنية الصادرة عن الهيئة الادارية المنعقدة بتاريخ 15 مارس 2007 والمتضمنة لقرار الاضراب في صورة سد باب التفاوض او المماطلة في تحقيقها، مشيرا الى ان سمة العمل الجماعي المبني على التشاور والتنسيق كان له الاثر المشرف من حيث تسوية جانب من المطالب التي ظلت تراوح مكانها لسنوات خلت وتحديدا منذ سنة 1991. ملح تونس وسكّرها الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية الاخ المنصف الزاهي الذي اشرف على هذه الهيئة قدّم في مستهل كلمته الافتتاحية نبذة عن آخر تطورات المفاوضات في القطاع العمومي حيث أبرز أنها متميزة مقارنة بالقطاع الخاص الذي قال ان مساره وشعاره الذي يرفعه أرباب العمل هو «أمطري حيث شئت فخراجك لي»، مبينا تفهم عدة وزارات وتعاونها في التفاوض الذي استغرق الى حد الان سبع جلسات اهتمت بالحق النقابي في الوظيفة العمومية والذي اعتبره واجبا وطنيّا، مشيرا الى ان التفاوض في الجانب المادي سينطلق يوم الخميس 5 جوان 2008 وفيما يخص قطاع عملة التربية نوّه الاخ المنصف الزاهي بتعاون وجدية النقابة العامة وعلى رأسها الاخ منصف الحسناوي مشيرا الى المام لجنة التفاوض بالمطالب القطاعية لعملة التربية كالحق في الاعلام النقابي والتفرّغ والرخص النقابية والتكوين والرسكلة والاجتماعات داخل المؤسسة، معتبرا ان نجاح المدرسة او المعهد لن يتحقق الا في ظلّ احترام عاملاتها وعمّالها الذين هم ملح تونس وسكّرها وان تكامل حلقات المؤسسة التربوية من اداريين وأساتذة ومعلمين وقيمين وعملة وحده الكفيل بنجاح التلميذ التونسي. مطالب جهوية تميّزت تدخلات ممثلي القطاع الجهويين بالاجماع على ديناميكية النقابة العامة وحركيتها الدؤوبة في الحرص على تحقيق مطالبها والاستماع لمشاغلهم مكبرين تحملهم للمسؤولية في الذّود عن كرامة عمال وعاملات القطاع، وقد طرحوا جملة من النقاط والمطالب التي مازالت عالقة في معاهد ومدارس جهاتهم التي يمثلونها حيث تمثلت أهم هذه المطالب في وجوب التمتع بالمساعدات المدرسية في آجالها وتكثيف الدورات التكوينية للجان المتناصفة (زغوان) والمطالبة بزيادة اجور محترمة (باجة) والغاء الامتحانات المهنية من القطاع وتعويض العمال المتقاعدين بابنائهم (المنستير) وضرورة تطبيق اتفاقيات الترقيات المهنية وحماية المسؤول النقابي وتوزيع المنح الجامعية واحترام الاختصاص (توزر) والمطالبة ببرقيات احتجاج على سلوكيات بعض الاداريين (بنزرت) وتقديم آجال المساعدات المدرسية لاحكام توزيعها على مستحقيها (منوبة) وتمتيع العمال والعاملات بمنحتي الخطر والعدوى (زغوان) وتعزيز الحراسة الليلية (جندوبة) وتطوير منحة اللمجة ومراجعة المنحة الليلية (قبلي) وتكثيف الاعلام النقابي (المهدية) والوقوف ضد الانتداب بالعقود والمناولة (سليانة) وتطبيق ما جاء في محاضر الاتفاقيات بين النقابة والوزارة (صفاقس) وعدّة مطالب جهوية أخرى. توضيحات وتفهّم في معرض ردود الاخوة أعضاء النقابة العامة لعملة التربية وكاتبها العام وكذلك رئيس الهيئة الادارية أكبر الجميع نزاهة المتدخلين وتحملهم للمسؤولية المنوطة بعهدتهم ووردت الردود متراوحة بين تفهم النقابة العامة حول عدّة مطالب خصوصية بالجهات وكذلك التوضيحات القانونية والترتيبية التي قدّمها الاخ منصف الزاهي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية حيث دعا الجميع الى الايمان بأنه لابد من صنعاء وإن طال السفر في اشارة الى ضرورة التحلي بالصبر وبالنفس النضالي الرصين، موضحا أن المنح الجامعية مثلا أو زيادة الأجور لا تجوز مقارنتها مع قطاع الاساتذة او المعلمين او القيمين، وأن التفاوض في المنح الجامعية يكون مع وزير التعليم العالي وليس مع وزير التربية، أمّا الأخ محمد العجرودي عضو النقابة العامة للقطاع فقد أعطى جملة من الاحصائيات والنسب القطاعية مؤكدا ان التاريخ لا يرحم وأن الكتابة العامة أمانة لافتا الانتباه إلى أن المكتب التنفيذي للقطاع يقبل النقد البناء ولكنه يرفض الاتهامات المجانية وغير المدروسة التي من شأنها ان تضرب وحدة القطاع وتشدّه الى الخلف وهو ما أكدّه كذلك الاخ الشاذلي العياري ضمن تدخّله حيث نبّه الجميع الى ان القطاع مهدّد بالاندثار في ظلّ سياسة المناولة التي تنتهجها الدولة ومشيدا بمجهودات الاخ منصف الزاهي المبذولة في سبيل القطاع العمومي. اما الاخ المنصف الحسناوي الكاتب العام لنقابة عملة التربية فقد أكد تطوّر القطاع منذ مؤتمر المنستير لأنّه عرف كيف ومتى يطرح مطالبه مقدّما عدّة أدلة على هذا التطوّر كتعزيز المنخرطين وتشكيل نقابات جهوية ومحلية لاول مرّة في تاريخ القطاع وبتميّز هذا الاخير بأعلى نسبة في التمتع بالترقيات (27 بالمائة) وبالترفيع في عدد مراكز الترقية ب 600 مركز والحصول على الكتب المدرسية بما قيمته مليار من المليمات في مفتتح السنة الدراسية 2007/2008 وكذلك الجدية في التفاوض حول التصنيف المهني وإدماج العملة وكل هذه المطالب وغيرها عزّزت مكانة القطاع في الاتحاد العام التونسي للشغل وصار له وزن كبير ومحترم دائما ما نوّه به الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وهو ما يضاعف المسؤوليّة، مشيرا في اخر تدخله الى الحرص على وضع برنامج عمل مستقبلي يكون أساسه العمل الجماعي المبني على التشاور والتفاهم والانضباط للوائح مؤتمرهم.. وفي ختام الهيئة الادارية تمت تلاوة اللائحتين المهنية والداخلية وتم الاجماع عليهما. نقطة ضوء هي نقطة تنظيمية أشاد بها رئيس الهيئة والمتمثلة في تقديم تقرير مفصل عن نشاط القطاع مرقون وموثق الى جانب جملة من الوثائق منها محاضر اتفاقيات ومراسلات وبيانات ومناشير وزارية ومحاضر جلسات حيث اعتبرها الاخ منصف الزاهي دليلا على شفافية التعامل وعلى جديّة العمل الذي تقوم به النقابة العامة لعملة التربية.