جمعت 3 وزارات.. جلسة عمل للوقاية من حرائق الغابات والمزارع لصائفة 2024    المنصف باي.. الكشف عن عملية سرقة باستعمال النطر والإحتفاظ بشخصين    كرة اليد.. الترجي يحقق فوزه الاول في بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس    استكمال تركيبة لجنة إعداد النظام الداخلي بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم    المنستير للجاز" في دورته الثانية"    جندوبة: حجز أطنان من القمح والشعير العلفي ومواد أخرى غذائية في مخزن عشوائي    عبد الكريم قطاطة يفرّك رُمانة السي آس آس المريضة    منوبة: حجز طُنّيْن من الفواكه الجافة غير صالحة للاستهلاك    بنزرت: القبض على تكفيري مفتش عنه ومحكوم ب8 سنوات سجنا    «لارتيستو»...الفنانة خديجة العفريت ل«الشروق».... المشهد الموسيقي التونسي حزين    ابداع في الامتحانات مقابل حوادث مروعة في الطرقات.. «الباك سبور» يثير الجدل    فضيحة في مجلس الأمن بسبب عضوية فلسطين ..الجزائر تفجّر لغما تحت أقدام أمريكا    بعد القبض على 3 قيادات في 24 ساعة وحجز أحزمة ناسفة ..«الدواعش» خطّطوا لتفجيرات في تونس    أخبار الترجي الرياضي .. أفضلية ترجية وخطة متوازنة    وزير الشباب والرياضة: نحو منح الشباب المُتطوع 'بطاقة المتطوع'    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    القصرين..سيتخصّص في أدوية «السرطان» والأمراض المستعصية.. نحو إحداث مركز لتوزيع الأدوية الخصوصيّة    توقيع مذكرة تفاهم بين تونس و 'الكيبيك' في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية    هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    تعاون تونسي أمريكي في قطاع النسيج والملابس    عاجل/ محاولة تلميذ الاعتداء على أستاذه: مندوب التربية بالقيروان يكشف تفاصيلا جديدة    معرض تونس الدولي للكتاب يعلن عن المتوجين    ماذا في اجتماع وزيرة الصناعة بوفد عن الشركة الصينية الناشطة في مجال إنتاج الفسفاط؟    عاجل/ هذا ما تقرّر بخصوص زيارة الغريبة لهذا العام    المعهد الثانوي بدوز: الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي يطلق صيحة فزع    عاجل/ تعيين مديرتين عامتين على رأس معهد باستور وديوان المياه    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    حالة الطقس خلال نهاية الأسبوع    الوضع الصحي للفنان ''الهادي بن عمر'' محل متابعة من القنصلية العامة لتونس بمرسليا    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    سيدي بوزيد: وفاة شخص وإصابة 5 آخرين في اصطدام بين سيارتين    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    عاجل/ كشف هوية الرجل الذي هدّد بتفجير القنصلية الايرانية في باريس    عاجل/ انتخاب عماد الدربالي رئيسا لمجلس الجهات والأقاليم    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    برنامج الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    نقابة الثانوي: وزيرة التربية تعهدت بإنتداب الأساتذة النواب.    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    عاجل: زلزال يضرب تركيا    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل هي فعلا حرب بالوكالة، وكالة حزب الله عن سوريا وإيران، ووكالة إسرائيل عن أمريكا والغرب؟
قراءة في الحرب الصهيونية العربية الأخيرة (2/3)
نشر في الشعب يوم 23 - 09 - 2006

أحاط الكاتب الأخ سالم الحداد في الحلقة الأولى من هذه القراءة بالظروف التي احاطت بإندلاع الحرب لذلك يعود ليبين في حلقة هذا العدد كيف اندلعت الحرب وبماذا تميزت عن بقية الحروب وكيف أدارتها الاطراف المعنية؟
III سيرورة المعركة
1 الحيز الزمني
ا ستمرت هذه المعركة بداية من 12 جويلية إلى الإثنين14 أوت على الساعة الثامنة صباحا أي بعد ثلاثة أيام من صدور القرار الدولي، وبعد يوم من موافقة الحكومتين اللبنانية والصهيونية. ويعدّ هذا الحيز بالقياس للحروب السابقة طويلا، حيث قامت استراتيجية الآلة العسكرية الصهيونية على أربع آليات:
أ المبادرة بالهجوم
ب الحرب السريعة الخاطفة
ج تحويل المعركة إلى الأرض العربية
د الضرب بقوة وفي المركز الحساس
وقد سبق لعلي بن أبي طالب أن أشار إلى بعض ملامح هذه الاستراتيجية في خطاب ألقاه في أنصاره بعد أن غزاهم أعداؤه واستباحوا أرضهم فقال « وقلت لكم أغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا كُتبت عليهم المذلة»
فالكيان الصهيوني لا يتحمل حربا ميدانية طويلة تستنزف فيها طاقته البشرية التي يعتبرها أثمن ما يملك، ولذا كان يسعى إلى أن يربح المعركة في أسرع وقت وبأقل جهد، غير أنه لم ينجح المرّة في إحداث المفاجأة، فلم يجد مركزا حساسا يستهدفه، بل وجد مراكز موزعة لم تنجح وسائله الاستخباراتية في اكتشافها، لذا كان يخشى أن يطالبه مجلس الأمن بإيقاف القتال قبل أن يحقق نصرا ميدانيا، وهذا ما حاولت أن توفره له الدول العظمى وفي مقدمتها الدبلوماسية الأمريكية، لكن دون جدوى.

2 الحيز المكاني
تنهض استراتيجية الكيان الصهيوني على نقل المعركة إلى أرض عدوّه، حتى يكون مواطنوه ومؤسساته وبنيته التحتية بمنأى عن كل أذى، لأنه يدرك هشاشة الهيكلة الصهيوني من حيث التركيبة الديمغرافية التي لا تتحمل وضعا أمنيا مهتزا بصفة متواصلة، كما أن محدودية المساحة الجغرافية للكيان الصهيوني والتي لا تتجاوز في بعض الأحيان 19كم بين الضفة الغربية والبحر تجعل استهدافه أمرا سهلا إذا لم يكن زمام المبادرة بيديه. وفي أرض الخصم يتولى سلاح الطيران تدمير أية نقطة تشكل خطرا عليه. ولأول مرّة تستطيع صواريخ المقاومة رغم محدودية فاعليتها أن تضرب في عمق الكيان الصهيوني وأن تنال من مؤسساته وأن تدخل الفزع بين سكانه وأن تضطرهم إلى الهجرة أو النزوح. فقد أثبتت المقاومة بإمكانياتها المتواضعة أن فلسطين المحتلة ليست حصنا منيعا، بل هي هدف سهل يمكن النيل من مستوطنيه وخلخلة استقراره النفسي قبل استقراره المادي
3 أطراف الصراع الميداني
دار الصراع في هذه الفترة بين قوتين ميدانيتين هما: الكيان الصهيوني وحزب الله اللبناني. غير أن كلا من الطرفين كانت تسنده قوى من خارج حدوده، وهذا ما جعل العديد من المتابعين للأحداث يصفون الحرب السادسة بأنها حرب بالوكالة. فأين يتجلى هذا الترابط؟
الكيان الصهيوني والإمبراطورية الأمريكية
إن العلاقة العضوية بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ليست محل نقاش في أمريكا ولم تعد خافية على أحد في العالم، فهو يعلن دوما أنه الحارس الأمين للمصالح الغربية في المنطقة، وهو الذي حمل ومازال يحمل قيم الغرب ومبادئه في وجه الإيديولوجية السوفيتية أولا وفي وجه الإيديولوجية الإسلامية ثانيا.
وفي العقود الأخيرة نهضت شراكة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني للقضاء على الخط المناضل الذي سُوّق تحت غطاء الإرهاب، وجاءت المقاومة في لبنان، كتجسيد لهذا الخطر فهي بالنسبة للكيان الصهيوني خطر مباشر يهدد مستوطناته الشمالية، وهو بالنسبة لأمريكا عدو لدود سبق أن فجر مقر المارينز في مطار بيروت سنة1982 وهو من ناحية أخرى ذراع إيران التي تتشبث بحقها في امتلاك السلاح النووي. وبالإضافة إلى الشراكة السياسية فهناك شراكة أخرى لا تقل عنها خطورة، إنها الشراكة التوراتية لدى الكنيسة الإنجيلية المتصهينة التي تروج لمسؤولية الولايات المتحدة في حماية الكيان الصهيوني من الخطر العربي والإسلامي الذي يتهددها وقد جاء في صحيفة الاهرام بتاريخ أوت قول إيمان عمر الفاروق ما يلي:
شهدت واشنطن منذ أيام تجمع أكثر من شخصية سياسية رفيعة المستوي كالسفير الإسرائيلي دانيل عالون ورئيس اللجنة القومية الجمهورية كين ميهلمان وعدد من نواب الكونجرس الأمريكي وقام بتنظيم هذا التجمع جون هاجي أحد أبرز الدعاة الإنجيليين بتكساس بهدف حشد الدعم لإسرائيل خاصة في الولايات المتحدة ذات الوجود اليهودي المحدود والأهم من مستوى وحجم الحضور مضمون ما جاء علي لسان السيد هاجي من أن الهجوم الإسرائيلي ضد لبنان يعد معجزة من الرب وبأن وقف إطلاق النار خطيئة لأنه يمثل انتهاكا لرسالة السماء ذلك أن الصراع الدائر الآن ما هو إلا تحقيق لنبوءة معركة أرمجدون .. والأكثر أهمية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يترك تلك المناسبة تفلت كالماء من بين أصابعه، فكان أن بعث برسالة إلي التجمع يدعو فيها الرب أن يبارك إسرائيل.
وفي ذات السياق أشارت جريدة التايمز البريطانية إلي أن التنظيمات المسيحية الصهيونية قد بدأت تؤتي ثمارها الأمر الذي تجلي في أحدث استطلاع للرأي العام الأمريكي أجرته جريدة لوس أنجلوس تايمز حيث بلغت نسبة التأييد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان على خلاف موقف الرأي العام في الدول الأوروبية.
وفي عنفوان هذه المعركة أعلنت كونداليزا رايس أن شرق أوسط جديد سيولد، ومعنى ذلك أن معركة الكيان الصهيوني مع حزب الله تتنزل ضمن إستراتيجية أشمل تتجاوز مصالح هذا الكيان لتلامس المشروع الذي تروج له أمريكا ألا وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد والذي يقتضي إعادة صياغة المنطقة انطلاقا من لبنان بعد أن تمحى منه المقاومة، تمهيدا لبسط النفوذ المالي والسياسي والثقافي على هذا البلد وإدخاله بيت الطاعة الأمريكية طوعا أو كرها.
وهذا الدور الذي ينهض به الكيان الصهيوني يحتم على الغرب، وفي مقدمته أمريكا، أن يحفظ وجوده وأن يمده بكل الإمكانيات المادية والمعنوية التي تضمن تفوقه. وهذا ما فعله طوال وجوده منذ1948 فالمساعدات المالية والعسكرية ما لبثت تتدفق عليه وخاصة في المحطات المفصلية. وفي هذه المعركة قدمت ثلاثة أنواع من المساعدات
أ تغطية إعلامية على الجرائم الصهيونية، فالرئيس بوش لم يتردد في اعتبار العمليات التدميرية التي تقوم بها الآلة العسكرية الصهيونية على الشعب الفلسطيني واللبناني دفاعا عن النفس، فهو يشرّع أمام العالم المجازر الرهيبة التي تقوم بها دولة الكيان الصهيوني
ب الضغوطات السياسية
ما لبثت الإدارة الأمريكية تشكل المظلة السياسية الواقية، فهي التي تحول دوما دون صدور قرارات الإدانة مما جعلها تتصرف باستخفاف دون اعتبار للمنظمة الدولية ولقراراتها. وقد استطاعت في هذه المعركة أن تعطل المشروع الذي يطالب بإيقاف القتال، فالإدارة الأمريكية تريد أن توفر أكثر ما يمكن من الوقت للقوات الصهيونية حتى تحقق نصرا على الأرض تستطيع به أن تملي شروطها على الحكومة اللبنانية وعلى حزب الله
ج إن آخر ما قدمته الإدارة الأمريكية لحليفها في هذه المعركة هو القنابل الذكية المدمرة لعله بهذا السلاح يستطيع أن يطيل أمد الحرب وأن يغير موازين القوى على الميدان
ولم تكن القوى الاستعمارية الأخرى كبريطانيا وفرنسا أقل تعاطفا مع الكيان الصهيوني لكن تشابك مصالح هذه الدول مع الوطن العربي يجعلها تكيّف مواقفها الظرفية مع أطراف الصراع
() حزب الله والدول الإقليمية
يُعتبر حزب الله، في نظر قسم كبير من اللبنانيين والعديد من الدول العربية الإقليمية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، قاعدة عسكرية متقدمة لإيران ولسوريا، فالأولى هي التي تموّل وتسلح والثانية هي التي تحمي وتسهل عملية تمرير الأسلحة.
ولم ينكر حزب الله هذه العلاقة بل اعتبر ذلك من باب الوفاء والالتزام بالدفاع عن الوطن والأمة.
بلا شك أن هذا الدعم له خلفية سياسية كانت محل اتفاق الدولتين، فقد سبق لهما أن ناهضا النظام العراقي بقيادة صدام حسين في الثمانينات ودعما الهجوم الثلاثيني على العراق لإخراجه من الكويت، لكنهما رفضا غزوه سنة 2003، ثم تباينت نظرتهما إلى المقاومة العراقية، فسوريا شجعت المقاومة السنية وخاصة التابعة منها لحزب البعث، وإيران ساندت المقاومة السلبية التي توختها الفصائل الشيعية وخاصة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية. لكن كانت لهما نفس الأهداف تقريبا في لبنان، فالفريق الحاكم في إيران يرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني ويعتبره صنيعة للقوى الاستعمارية وهو إلى زوال طال الزمن أو قصر، أما النظام السوري، فهمّه الأول هو استرجاع هضبة الجولان التي مازالت تحت السيطرة الصهيونية. وليس من مصلحة الدولتين أن يخرجا من الساحة الدولية وأن تحصرهما الدعاية الأمريكية والصهيونية ضمن خانة الإرهاب، لذا كان عليهما أن يثبتا فاعليتهما في الساحة الإقليمية، فأعاد لهما حزب الله هذا الدور وعادت الأضواء الإعلامية الكاشفة لتسلط عليهما، وصارت هناك قناعة لدى القوى الفاعلة في المجتمع الدولي بأنه لا حل لقضية الشرق الأوسط دون مساهمتهما. وهذا ما سيتيح الفرصة للدولتين لوضع ملفاتهما على طاولة المفاوضات، فالهم الأول للثورة الإسلامية هو امتلاك السلاح النووي الرادع والهم الأول لسوريا هو استرجاع أرضها المغتصبة. لكن النتائج تكون دوما مرتبطة بمدى قدرة كل طرف على توظيف ما يملك من آليات وما يتوخى من أساليب ناجعة توصله إلى الهدف. ففيم تتمثل هذه الآليات وكيف وقع استغلالها وهل نجحت في تحقيق الهدف؟
IV آليات الحرب : ما هي وكيف وُظفت؟
من العبث أن نقارن بين الآليات التي يملكها الكيان الصهيوني وآليات حزب الله نوعيا وكميا، فالترسانة الصهيونية هي حصيلة لتراكم كيفي وكمي لما أنتجه الكيان الصهيوني منذ تأسيسه سنة 1948 مضاف إليها آخر الإبداعات الحربية الأمريكية وأخطر سلاح في هذه الترسانة هو سلاح الطيران الذي به كسب معاركه السابقة مع الجيوش العربية، وقد اعتاد أن يوظفه في توجيه الضربة الأولى القوية في المركز الحساس حتى يحدث الصدمة والترويع، وليس هناك أكثر حساسية من سلاح الطيران، حصن البلاد ودرع قواتها المسلحة. وقد حرص الكيان الصهيوني منذ تأسيسه على أن يضمن لنفسه السيطرة الجوية من خلال امتلاك أكبر أسطول جوي من حيث العدد والنوعية والتقنيات المتطورة. وقد حاول استغلاله في عمليات الإنزال وفي شن الغارات، ومنها 20غارة شنها في دقيقتين قذفت فيها عشرين طنا من القنابل في مربع سكني صغير كانت يستهدف بها قيادة حزب الله.
وفي هذه الحرب استطاع أن يطوق لبنان برا وبحرا وجوا وأن يسدد أقسى الضربات لمرافقه الحيوية، فقطع أوصاله وشل حركته وسد كل المنافذ التي يمكن أن تزوده بالسلاح، لكنه فشل إلى حد بعيد في النيل من الأهداف العسكرية فوجد ضالته في الأهداف المدنية السهلة، فهدم البنية التحتية لكامل البلاد، ودمر المباني السكنية على رؤوس أصحابها ولم تنج لا قوافل السيارات الفارة من جحيم المعارك، ولا قوافل الصليب الأحمر الحاملة للغذاء والدواء،
واستعصت عليه التحصينات السرية التي تنطلق منها الصواريخ والتي يتخندق فيها المقاتلون. وهذا ما اضطر الكيان الصهيوني إلى الزج بجيش البر في الجنوب اللبناني وهو الميدان المفضل لمقاومي حزب الله فمني بخسائر عسكرية بشرية لم يكن يتوقعها
وكان هدف الكيان الصهيوني من وراء هذه الحملة الجنونية إحداث الصدمة والترويع لدى الشعب اللبناني، وهو يدرك جيدا بنيته الطائفية الهشة، لذا كان يسعى لدفعه نحو الاقتتال وتحميل المسؤولية للمقاومة التي جلبت لهم الدمار، وهو نفس الأسلوب الذي توخاه مع الشعب الفلسطيني حتى يخلق الفراغ حول المقاومة.
وفي هذه المعركة نجح حزب الله في إعادة الاعتبار لأهمية الإنسان في مواجهة الآلة. فبالرغم من أنه كان جاهزا عسكريا بما توفر من عدة ومعدات متواضعة فإن نقطة القوة ليست الأسلحة بقدر ما كانت الإنسان ذاته الذي كان مؤمنا بقضيته العادلة. ولم تستطع الخطط الميدانية المتجددة التي كانت تضعها القيادة الصهيونية طيلة الحرب أن تربك المقاومين اللبنانيين الذين احتفظوا بتماسكهم وانضباطهم ولم يفلت منهم زمام المبادرة العسكرية واستمر القصف الصاروخي في عمق الكيان الصهيوني رغم ما تعلنه القيادة الصهيونية من تقدم نحو نهر الليطاني .
تلك هي أهم الآليات التي وقع توظيفها، فما هي النتائج التي أفرزتها الحرب السادسة؟
V نتائج الحرب السادسة
إن معيار نجاح أو فشل أية حرب أو أي حراك سياسي يقاس بمدى تحقيقه للأهداف الاستراتيجية التي رسمها أصحابه، لذا علينا أن نتساءل ما هي الأهداف التي أعلنها كل من حزب الله والكيان الصهيوني عند بدء المواجهة وإلى أي مدى نجحا في تحقيقها؟
1 أهداف حزب الله من أسر الجنديين
إذا عدنا إلى بداية العملية فإننا لا نعثر إلا على هدف واحد ذي صبغة عسكرية هو إجبار الكيان الصهيوني على تبادل الأسرى من لبنانيين وفلسطينيين، فمازال يقبع بالسجون الصهيونية ما يناهز التسعة آلاف من الأسرى العرب وفي مقدمتهم الأسير اللبناني سمير قنطار الذي مر على اعتقاله ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن. وقٌد أثبتت الأحداث البعيدة والقريبة أن ليس هناك وسيلة أخرى يمكن أن تجبر قيادة الكيان الصهيوني على إطلاق سراحهم غير هذه الطريقة.
وقد حُملت هذه العملية أيضا على أنها تخفيف من الضغط السياسي والعسكري الذي تمارسه الحكومة الصهيونية على حكومة حماس الفلسطينية بعد أسر جندي صهيوني في عملية فدائية نوعية. وبالرغم من أن هذه العملية اكتست طابعا عسكريا ولم تلحق أي أذى بالمدنيين، فإن الحكومة الصهيونية اعتبرتها عملية إرهابية، ووجهت نقمتها إلى المدنيين وكانت وسيلة العقاب المفضلة هي شن الغارات الجوية عن طريق الطائرات والمدافع والصواريخ الموجهة لتهديم المنازل، فلا يمر أي يوم على الشعب الفلسطيني دون مجازر وجنازات. وقد اعتبرت الدول الغربية ما قامت به الصهيونية عملا شرعيا يتنزل ضمن الدفاع عن النفس، وأقسى ما وُجّه لها من نقد هي أنها أفرطت في استخدام القوة، فهي لا تعترض على العنف بل على درجته.
ذاك هو هدف حزب الله المعلن، لكن استمرار المواجهة لمدة33 يوما، وما أبداه الحزب من صمود وما توفر له من صواريخ متفاوتة الأبعاد وما يتمتع به مقاتلوه من خبرة قتالية واستعداد للتضحية، كلها تؤكد أن حزب الله كان يعمل منذ مدة ليست بالقصيرة، ضمن خطة وضع لها كل الاحتمالات بما في ذلك الهجوم الصهيوني.
وكانت عملية الأسر في لبنان أشد وقعا على الكيان الصهيوني من نظيرتها في فلسطين، لذا كانت ردود فعل الآلة الصهيونية انفعالية متشنجة فوجهت ضرباتها إلى أهداف سهلة لكنها مدمرة، غير أن الغارات التدميرية وعمليات الإبادة لم تكن مفاجأة لقيادة حزب الله، لذا بقي متماسكا يدير المعركة بكل تعقيداتها الوطنية والعالمية بثبات دون أن يفقد توازنه، وهو على وعي كامل بتداعيات الحدث واستعد له حسا ومعنى، إلى أن توقفت الحرب بموجب القرار الدولي رقم 1701 واستطاع بسرعة التأقلم معه بالرغم من أنه يتناقض مع استراتيجيته في العديد من فصوله لكنه حافظ على الثوابت، فسارع إلى احتواء آلام المتضررين من الحرب وقدم لهم التعويضات لإعادة التعمير وتضميد جراحهم قبل أن يتدخل أي طرف آخر، وهو تصرف ذكي وواع بكل التداعيات فقطع الطريق على كل سبْق، كما أنه لم يفرط في سلاحه ولم يسلم الأسيرين وتمكنت المقاومة لأول مرة من الوصول إلى العمق الصهيوني ونجحت في ضرب بناه العسكرية والتحتية والعمرانية وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فاتحة بذلك آفاقا جديدة أمام المقاومين من الأجيال الصاعدة للتحرر والنصر
2 أهداف الكيان الصهيوني المعلنة
تصور الكيان الصهيوني أن الفرصة مواتية للانتقام من هزيمة سنة 2000 عندما اضطرت الآلة الصهيونية للفرار من جنوب لبنان أمام المقاومة اللبنانية. وقد استغل حزب الله هذا النصر ليعزز حضوره السياسي والعسكري، وهو في نظر أمريكا وفي نظر الكيان الصهيوني امتداد للنظام الإيراني وللنظام السوري، لذا بادرت الإدارة الصهيونية بالإعلان عن أهدافها من الهجوم الذي شنته الآلة العسكرية كالتالي:
أ إطلاق سراح الجنديين الصهيونيين
ب تجريد المقاومة من أسلحتها
ج إبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية
د تطبيق القرار رقم 1559 المتعلق ببسط نفوذ الدولة اللبنانية على كامل أراضيها
لكن الحرب رفعت الغطاء عما كان مستورا، فقد كشفت الصحف الأمريكية أن الإدارة الأمريكية والإدارة الصهيونية قد أعدتا معا خطة عسكرية تستهدف ضرب حزب الله، وهي تنتظر الخريف القادم للشروع في إنجازه
فالكيان الصهيوني يرغب في العودة إلى لبنان لهدفين: إبعاد خطر المقاومة عن حدوده والوصول إلى مياه نهر الليطاني، أما أمريكا فهي مسكونة بهاجس امتلاك إيران للسلاح النووي وتعتبر حزب الله امتدادا لحرس الثورة الإسلامية، وضرب ذنب الأفعى لا يقتلها لكنها يضعفها، وهي تمهد بذلك لميلاد شرق أوسط جديد خال من المقاومة، مروّض لقبول كل مشاريعها، وهذا ما أعلنه سفير أمريكا في بيروت عندما سئل لماذا اختارت أمريكا أن تقيم سفارتها في الضاحية الجنوبية على مقربة من حزب الله فأجاب: « إن الضاحية ستتحول إلى حديقة خضراء».
وفي إطار هذا التعاون كتب الصحفي الامريكي : سيمور هيرش في مجلة نويوركر الصادرة في أوت
إن إسرائيل وضعت خطة لمهاجمة حزب الله وعرضتها على مسؤولين في الإدارة الأمريكية قبل الثاني عشر من جويلية حين قام عدد من مقاتلي حزب الله بأسر جنديين إسرائليين على الحدود ... وينقل هيريش عن « خبراء عسكريين واستخباريين إسرائليين « قولهم إن المسائل المتعلقة بأمن إسرائيل أعطت سببا لها لمواجهة حزب الله بغض النظر عن توجه الإدارة الأمريكية... لكن مسؤولين زاروا واشنطن لتأمين الدعم اللازم لتلك الخطط قبل اختطاف حزب الله للجنديين وهو ما أعطى مبرر شن حملة عسكرية ضد لبنان وينقل هيرش عن مستشار للحكومة الأمريكية لا يسمه، إن إسرائيل بدأت بنائب الرئيس « ديك تشيني «للحصول على تأييده وتأييد مجلس الأمن القومي وأضاف المصدر أن الإسرائيليين أمّنوا دعم تشيني ورأوا أن إقناع الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يمثل مشكلة وكذلك وزيرة الخارجية رايس وعكست الخطة الإسرائيلية بشن حرب جوية لتأليب اللبنانيين على حزب الله ما خططت له الولايات المتحدة بشأن إيران.
ويضيف هيرش أن عددا من وزراء الحكومة الأمريكية وجدوا أسبابا مختلفة لتأييد الهجوم الإسرائيلي على حزب الله ورأت الخارجية الأمريكية في هذا الهجوم وسيلة لتقوية الحكومة اللبنانية التي لم يكن لها سيطرة على جنوب لبنان. وأراد البيت الأبيض التخلص من صواريخ حزب الله حتى لا تستخدم للرد على إسرائيل إذا ما هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية «.
وبالرغم من أن القرار الأممي مازال محل نقاش وتقييم بين السياسيين ورجال الإعلام، ولم يقع الحسم بعدُ في من هو الخاسر ومن هو الرابح في هذه الحرب فإننا يمكن أن نسجل النقاط التالية التي لا تحتمل الشك والتشكيك
إن الكيان الصهيوني عجز عن تحقيق الأهداف التي أعلنها وعن انتزاع النصر الذي كان يتوق إليه والذي اعتاد أن يتوج به رأسه فيما سلف من الحروب بالرغم من الفرص التي منحته إياها القوى العظمى لكسب المعركة ميدانيا
إن الكيان الصهيوني يخرج من الحرب لأول مرة وهو على الأقل غير متأكد من النصر تتقاذف قيادته التهم حول سوء الأداء العسكري
إن هذه الحرب زادت في إسقاط القناع عن حقيقة الكيان الصهيوني الذي قام على العنف والتدمير من خلال استهداف المدنيين والعمران، فقد كانت الأغلبية الساحقة من ضحايا العدوان الصهيوني من المدنيين خلافا لضحايا المقاومة الذين كانوا قليلين .
3 تدويل الوضع في الجنوب اللبناني
لقد كانت النتيجة المباشرة للحرب السادسة هي تدويل الوضع في لبنان ولعل أبسط إجراء للتدويل هو وضع القضايا الشائكة تحت سلطة مجلس الأمن. ومن المعروف أن القاطرة في هذه المؤسسة هي الولايات المتحدة المظلة الواقية للكيان الصهيوني، وكل مسؤول في الأمم المتحدة وفي مقدمتهم الأمناء العامون لا بد أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا الواقع إذا أراد أن يستمروا في مهمتهم. وهذا ما لاحظناه لدى كوفي عنان عند زيارته للمنطقة، فقد كان مفتاح الحل للصراع هو إطلاق الجنود الصهاينة الثلاثة، أما تدمير لبنان وقتل المئات وتهجير الآلاف، واعتقال الآلاف بفلسطين في مقدمتهم أعضاء في الحكومة وفي البرلمان، والمجاعة المتواصلة، والجنازات اليومية فإنها لا تحتل إلا حيزا محدودا من خطابه السياسي.
والتدويل هو ما ترغب فيه الأغلبية البرلمانية التي كانت تسعى للتخلص من النفوذ السوري، ولا سبيل لذلك إلا بوضع لبنان تحت حماية دولية، إلا أنها اصطدمت باعتراض ما يسمى» بفريق الموالاة» الذي يصر على استقلالية لبنان، والاحتفاظ بعلاقة متميزة مع سوريا ودور المقاومة في تحرير ما تبقى منه تحت السيطرة الصهيونية (مزارع شبعا).
وقد جاء القرار الدولي ليضع المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية الفلسطينية تحت مراقبة30000جندي: 15000 من القوات الدولية و15000من القوات اللبنانية، كما أنه سيفتح الطريق لعودة النفوذ الأوروبي والأمريكي وخاصة الفرنسي الذي سبق أن تقلص منذ أن دخلت سوريا إلى لبنان
غير أن المطالب الدولية تتجاوز مراقبة هذا الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، فهي تصر على أن تمتد المراقبة إلى الحدود السورية اللبنانية حتى تمنع تمرير الأسلحة إلى حزب الله، وهي في الحقيقة تهدف إلى خلق قطيعة بين الشعبين وتحويل لبنان إلى كيان ثان معاد للأمة العربية. وقد لعب الرئيس اللبناني أميل لحود رغم سلطته المحدودة دورا حيويا في فضح أبعاد التدويل ماضيا وحاضرا مشككا في دور فرنسا التي ما لبثت تتباكى على مصير لبنان مع التواجد السوري.
وكل هذه الإجراءات لا تستهدف فقط شل حزب الله محاصرته وتجفيف منابع تسلحه بل إنها جاءت لاستئصاله باعتباره ذراعا لكل من إيران وسوريا. ومن هنا فإن هذا التدويل له أربعة أهداف رئيسية:
أ تقديم نوع من الحماية للأغلبية البرلمانية التي تخشى سطوة النظام السوري الحليف الموضوعي لحزب الله
ب حماية الكيان الصهيوني بشل حركة المقاومة وإبعادها عن خطوط التماس
ج إبعاد الخطر الإيراني عن المنطقة
د تجريد حزب الله من سلاحه، وهو هدف مؤجل في انتظار تطور الأحداث التي قد تسفر عن قرار حكومي يدعم القرارالأممي1559 يُشرّع عملية الانتزاع
ومع أن حزب الله لا يحبذ عملية التدويل، لكنه لا يرفض تواجد القوات الأممية على الشريط الحدودي لأن ذلك سيتيح له الاحتفاظ بالنصر الذي حققه، واسترجاع قواه وإعادة تنظيم صفوفه، وسيفك الطوق على الشعب اللبناني ويمكنه من إعادة البناء، وهو يدرك أن حكومة الكيان الصهيوني ستكون أول من سيخترق اتفاق إطلاق النار حتى تتجاوز حملة التشكيك التي تشنها حركة المعارضة التي تتهمها بسوء الأداء العسكري.
4 بداية التشكيك في العلاقة الأمريكية الصهيونية
من أهم التساؤلات التي كانت مطروحة حول العلاقة بين الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية هي : من الذي يتحكم في الآخر؟ وللرد عن هذا التساول هناك إجابتان:
أ إن وجود هذا الكيان هو وجود وظيفي أي أنه زرع في قلب الوطن العربي لخدمة المصالح الاستعمارية، فالإمبريالية العالمية هي التي توجه الكيان الصهيوني تماشيا مع استراتيجيتها في المنطقة ولا أدل على ذلك من إصرار أمريكا في هذه الحرب على استمرار المعارك لاستئصال حزب الله لأن ذلك سيمهد لميلاد شرق أوسط جديد ما لبثت أمريكا تروج له بعد أن فشلت في العراق.
ب إن اللوبي الصهيوني هو الذي يدير دفة الحكم في أمريكا، وأن حكام البيت الأبيض ليسوا إلا دمى متحركة في أيدي مراكز القوى اليهودية، وأن الولايات المتحدة ليست إلا أراضي محتلة للكيان الصهيوني كما هي الأراضي المحتلة في فلسطين؟ وهذا ما يبدو من الدعم الأمريكي اللامحدود المالي والعسكري، بمناسبة وغير مناسبة، في حالة الحرب وفي حالة السلم. كيف لا يتحكم اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية وهو الذي يسيطر على معظم وسائل الإعلام ويملك أهم المؤسسات المالية؟ أليس من عادة كل المترشحين للرئاسة أن يستهلوا حملاتهم الانتخابية بطمأنة الأوساط اليهودية على دعم دولتهم في فلسطين بل إنهم يتنافسون في درجة السخاء على حساب حقوق الشعب الفلسطيني؟ أليس التحكم في قمة هرم سلطة أكبر دولة في العالم تجسيدا لما جاء في بروتوكول حكماء صهيون من ضرورة العمل على إيجاد حكومة عالمية يحكمون السيطرة عليها وتوجيهها لخدمة مصالحهم؟
وبقطع النظر عمن هو الحاكم والمحكوم ، فإنهما بالنسبة للأمة العربية وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما يتوزعان الأدوار ويؤديان نفس المهمة. لكن هذه الحرب كشفت ما كان ضبابيا في أمريكا نفسها وهو وجود فريق من الأمريكيين يعترض أو بالأحرى يحترز على العلاقة الوطيدة بين أمريكا والكيان الصهيوني.غير أن هذه الحرب التي خابت فيها المساعي الأمريكية بخيبة الآلة العسكرية الصهيونية شجعت العديد من الأصوات الأمريكية الحرة وخاصة من رجال الفكر من الأكاديميين على المجاهرة بأصواتهم منادين بضرورة مراجعة هذه العلاقة التي كانت دوما على حساب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية و على حساب مصداقيتها في العالم غير عابئين بتهمة اللاسامية.
تلك هي أهداف الحرب السادسة ونتائجها والآليات التي وقع توظيفها، فما هي تداعياتها على حزب الله وعلى الكيان الصهيوني وعلى التحالفات على مستوى إقليمي ودولي؟ ما أثرها في مستقبل الصراع العربي الصهيوني؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.