مساء الاحد الماضي أحيا مناضلو الاتحاد واطاراته بجهة المنستير الذكرى61 للنكبة.. لاغتصاب فلسطين من قبل جحافل الصهاينة التي تمكنت بالارض ونكلت بالشعب واستهترت بالقيم والقانون. هذه الامسية افتتحها الاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وبحضور جموع غفيرة من الاطارات والمواطنين الذين جلبوا أبنائهم بشكل لافت مما أثر إيجابا خاصة على الضيوف الذين اكد لهم الصبية ان القضية حيّة ترزق وأبدا لن تموت... الأخ سعيد رحب بهؤلاء جميعا مؤكدا أن الحسّ القومي والوطني للمنظمة يبقى مستعرا في أفئدة كل أبناء المنظمة على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم... ولا أدلّ على ذلك هذا الحراك الذي عشناه أخيرا عند أحداث غزة الباسلة... وقبلها الجنوب اللبناني الصامد وقبلهما اطفال الحجارة في الضفة، وبواسل المقاومة في العراق وغيرها من المناطق التي تعاني الغطرسة والتسلط والظلم وهمجية الصهاينة وما لفّ لفهم من اتباع... ويضيف الاخ سعيد أن الاتحاد العام التونسي للشغل لم يترك سبيلا للدعم الا سلكه... ولا منفذا للمساندة الا وعبره.. ولا شكلا من التضامن الا عبّر به ضاربا على ذلك مثلا بتلك القافلة بل القوافل التي هبت لنصرة ومساعدة الاشقاء ضحايا أولمرت وزبانيته في غزة وكل مدن القطاع من رفح الى خان يونس... وختم الأخ سعيد مداخلته بتوجيه التحية الى الضيف الكبير الشاعر السوري عمر الفرّاو الشاعر المتألق جمال الصليعي وكذلك الأخ أحمد الكحلاوي رئيس اللجنة الوطنية لدعم المقاومة وكذلك بفرع تونس لإتحاد طلبة فلسطين. ملاحم... الاشجان! بفواصل موسيقية أنيقة لفرقة الكرامة ألقى الشاعر عمر الفرا مجموعة من القصائد التي تنضح تقدمية وقومية وإبداعا اذكى روح الاعتزاز في الحضور والايمان لديهم بأنه مازال في الشرايين نبض وفي الكلمات دفئ وفي القوافي ملاحم رغم الألم، ورغم الشجن، ورغم انكسارات هذا الزمن... تلك هي الصورة التي رسمها الشاعر... صورة تراوحت بين القتامة والضياء بين الخوف اليائس والالم المتفجر... فهو الذي خاطب روحه: لا تتركي الارض... حتى ترجعي فالله للمظلوم... خير مؤيد ثم ينادي على لسان مقاتلة «يا رايحين للقدس.. حبّي معاكم راحْ» ويبرر الشاعر ذلك في مقطع آخر بقوله «إنّ الفؤاد بلا حبيب / كالغريب بلا وطن» وكلّ ذلك تنزّل في سيلان قصائد الشاعر التونسي جمال الصليعي وخاصة تلك المعنونة ب «من أبناء القرى» والتي هي بدورها عنوان ديوانه الذي تكفي قصيدته الاخيرة الناس مؤونة التعليق عن حال الامة التي من حال رجالها، من حال حكامها من حال عسكرها ومن حال كتابها... من حال جمال الصليعي القائل : «... أنا اليوم أعزل إلاّ... من الشعر ها... فتشوني فليس بحوزتي الآن