احيى الشغالون يوم الثلاثاء الماضي 21 نوفمبر 2006 الذكرى 56 لحوادث النفيضة وقد تحول الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد صحبة عدد من اعضاء المكتب التنفيذي الى النفيضة حيث اشرف على احياء هذه الذكرى الخالدة التي انطلقت بمسيرة سلمية توجهت نحو مقبرة المكان أين وضع الاخ الامين العام للاتحاد باقة زهور على اضرحة شهداء هذه الحوادث من رجال ونساء ثم تلا صحبة الحاضرين فاتحة الكتاب ترحما على ارواحهم الطاهرة. ومن المقبرة ووسط حشد كبير من النقابيين المحليين والجهويين والوطنيين وعدد من الاطارات الادارية المحلية تقدمها معتمد النفيضة توجه الاخ الامين العام الى دار الاتحاد المحلي بالنفيضة حي دشن المكتبة النقابية ثم اشرف على تجمع عمالي حضره عدد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية وجموع غفيرة من العمال والنقابيين في الجهة. التجمع افتتحه الكاتب العام للاتحاد المحلي بكلمة ترحيبية بالحاضرين وبالاخ الامين العام للاتحاد مؤكدا التزام عمال النفيضة بالمبادئ النبيلة للاتحاد العام التونسي للشغل واهدافه التي ترمي الى خدمة العمال والبلاد على حد السواء. اما الاخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة فقد استخلص العبرة من احياء مثل هذه الذكرى الخالدة التي سقط فيها رجال ونساء دافعوا عن الإتحاد وتونس ووقفوا ضد المستعمر وآلته العسكرية من أجل الكرامة والحرية. الاخ محمد الجدي اكد في كلمته عن اعتزاز عمال الجهة ونقابييها بانتمائهم لاعرق منظمة نقابية عتيدة والتزامهم بالدفاع عنها حتى تقوم برسالتها النبيلة في زخم المتغيرات الدولية والليبرالية المتوحشة مؤكدا ان الاتحاد قام على رفع التحديات وكسب الرهانات في ظل الشراكة مع الاتحاد الاوروبي وما سينجر عن ذلك من تحريركامل للسوق وقسم المجال امام المنافسة الحرة التي لها مكان فيها للاقوى والاقدر. الاخ محمد الجدي ابدى تخوفا في كلمته من الليبرالية المتوحشة والتي لا تعطي مكانا للامور الاجتماعية ولا يهمها الا تكديس الارباح دون الاخذ بعين الاعتبار قوة العمل المتمثلة في السواعد العمالية. كلمة الاخ الجدي تطرقت ايضا الى المكانة التي يوليها الاتحاد للقضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين العادلة ودعمه للمقاومة في العراق! الاخ عبد السلام جراد حيى في مستهل كلمته اهالي النفيضة وعمالها واطاراتها النقابية والادارية واكد بالمناسبة ان الاتحاد وفيّ لشهدائه وشهداء الوطن متطرقا الى مساهمة الاتحاد في معركة التحرير وفي بناء الدولة التونسية الحديثة مشدّدا على البعد الوطني في عمل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ولد من وجدان الشعب التونسي الذي احبه بدوره وقدّر فيه تضحيات ابنائه بالفكر والساعد وفخرهم بعزة تونس ومناعتها وتقدمها وطموح ابنائها نحو الافضل. واكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد يحمي الضعيف وهي منظمة وطنية في كل ابعادها ومناضلة من اجل تحقيق مطالب منظوريها مبرزا انه لا مجال للمساومة على مطالب العمال ولا مساومة على حفظ كرامتهم والرفع من مستواهم المادي والمعنوي مؤكدا ان النقابي في خدمة العمال وان الامر اصبح شورى بين النقابيين وان عهد الانفراد بالرأي قد ولى وانتهى وان الاتحاد اصبح اتحاد النقابة والديمقراطية واحترام الرأي المخالف والتشريك الواسع للنقابيين والقواعد العمالية في اتخاذ القرار الذي يبقى بايدي النقابيين دون سواهم. كما اكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد طرف اجتماعي فاعل وكفء له المام بامهات القضايا الاجتماعية والاقتصادية وغيرها مضيفا اننا مع مؤسسات تشغل وتحترم القوانين ومع ديمومة الشغل ولا تستخدم المناولة ولا تعمد الى الطرد التعسفي والغلق الذي يضع المئات على قارعة البطالة والتهميش كما شدد الاخ عبد السلام جراد على ضرورة ارساء اسس حوار اجتماعي وتكريس شراكة حقيقية وتحمل التضحيات مؤكدا ان الاتحاد يرفض تسريح العمال ومحاولات طرد المسؤول النقابي وهي عناصر من شأنها ان توتر المناخ الاجتماعي وتكون لها تأثيرات على المناخ الاجتماعي العام الذي نريده سليما تُحترم فيه مصالح كل الاطراف. الاخ الامين العام تطرق للملفات كملف التأمين على المرض والمناولة وصندوق حماية المسرحين وصندوق التضامن النقابي. كما تطرق إلى مواقف الاتحاد الثابتة من القضايا العربية وبخاصة في فلسطين المناضلة والعراق وما تتعرض له بعد الدول العربية الاخرى من ضغوطات ومحاولات التدخل في شؤونها مذكرا بالثوابت التي سار عليها الرواد كالزعيم فرحات حشاد والمناضل الفذ احمد التليلي والمناضل الكبير الحبيب عاشور وقبل ذلك باعث الحركة النقابية التونسية محمد علي الحامي. وفي اشارة الى المؤتمر القادم للاتحاد قال الاخ عبد السلام جراد: «انني اتكلم على المضامين وعلى اللوائح اما ما عدى ذلك فالكل ابناء الاتحاد وانا مع من يختاره النقابيون فكيف لي ان اتكلم على ابناء المنظمة الذين يبقون اخوة تجمع بينهم الوحدة وتمسكهم بمنظمتهم واحدة موحدة».