أقيمت خلال الاسبوع الماضي أربعينية الاستاذ محمد الشرفي في قاعة التياترو بالعاصمة بحضور عدد غفير من اقاربه واصدقائه وقد اقيم بالمناسبة معرض صور خلّد ابرز محطات حياة الفقيد كما تم عرض شريط لنفس الغرض كما تداول على المصدح عدد من اصدقاء الفقيد تحدثوا عن خصاله ومناقبه. بالمناسبة ننشر فيما يلي كلمة وافانا بها صديقنا علي الجوادي وقد جاء فيها: تعرفت على الفقيد محمد الشرفي إثر عودتي من فرنسا في اواخر عام 1984 حين كنت اتابع وضع الحريات في البلاد مع ثلة من المناضلين ومنهم السادة خميس الشماري وهشام قريبع في مرحلة أولى، ثم المرحوم الميداني بن صالح والدكتور منصف المرزوقي والسيدة سهام بن سدرين والدكتور مصطفى بن جعفر والمرحوم يوسف علوان... لاحقا. وأيام مهاجمة الاتحاد العام التونسي للشغل في منتصف الثمانينيات ومحاكمة بعض رموز هياكله الشرعية وعلى رأسهم الزعيم الحبيب عاشور كنا نتجمهر مع النقابيين امام مححكمة باب بنات من أجل الاتحاد واستقلالية المنظمات الوطنية بشكل عام زيادة عن اجتماعاتنا الليلية بعيدا عن انظار جماعة اليقظة، ولكن كنت ايضا اتابع بقلق أوضاع النقابيين مع العديد من الرابطيين ومنهم المرحوم محمد الشرفي الذي وجدته مهتما بمشاغل العمال وحرية الرأي والتعبير. ومع اوائل مارس 1989 وفي ليلة بعث فرع العمران للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لم اكن راضيا عن تركيبته وفورا اتصلت هاتفيا حوالي العاشرة ليلا بالمرحوم محمد الشرفي وتحدثت معه قرابة الربع ساعة حول هذا الموضوع، فوجدته يستمع لملاحظاتي بجدية واهتمام، لم يبخل الفقيد محمدالشرفي بتقديم نصائحه للرابطيين. بكل توجهاتهم الفكرية والثقافية، لقد كان المرحوم محمد الشرفي رجل المبادئ والاعتدال ومثلا للاستقامة في تعامله مع الرابطيين. قرأت في الصحف أكثر من مرة عما تعرض اليه الفقيد من تعذيب مع عدد من مناضلي حركة آفاق اليسارية في أواخر الستينيات (وقبلهم القوميون)، وامدني المرحوم يوسف علوان بصورة حية عن كيفية تعذيب رموز هذه الحركة حين كنت عائدا الى منزلي في سيارته في ساعات متأخرة من الليل من مؤتمر الرابطة المنعقد بنزل املكار في اواخر الثمانينيات ولم تنقطع صلتي بالفقيد حتى في مرحلة توليه وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، فاحترمت مشروعه التربوي الاصلاحي في فترة كانت صعبة بالنسبة له. رحم اللّه الفقيد محمد الشرفي ورزق جميع افراد عائلته جميل الصبر والسلوان.