لا زال الفلسطينيون يبتدعون أجد أشكال المقاومة فبعد عمليتي البلدوزر الأولى والثانية وبعد أن أحكمت إسرائيل غلق الحدود من خلال الجدار الفاصل الأمر الذي تطلب منا وقفة لمعرفة من الذي استخدم هذا السلاح الفتاك وما الذي دفع الشباب إلى مثل هذه العمليات رغم كونهم يعيشون ضمن إطار الدولة الاسرائلية فبعد اخذ ورد وبعد جدل طويل قررت الحكومة الاسرائلية في شهر جوان 2002 إقامة الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية وذلك بهدف منع الفلسطينيين من الدخول إلى إسرائيل والحيلولة دونهم والقيام بعمليات استشهادية . لقد أخطأ القادة الاسرائليون عندما اتخذوا قرار بناء الجدار الذي تصوّروا أنّه سيمنحهم الأمن والأمان .وذلك لكون الدولة الاسرائلية التي تدعي الديمقراطية لم تكن في يوم من الأيام عادلة او مساوية في إعطاء السكان العرب الفلسطينيين الأصل الذين يقطنون في أراضي الثمانية وأربعين وبالقدس .فهم يلقون أسوأ المعاملة والمضايقات بالدرجة الأولى والضغط عليهم بالضرائب بالدرجة الثانية والانهيال عليهم بالمخالفات المختلفة بالدرجة الثالثة كل ذلك بهدف دفعهم إلى مغادرة البلاد والرحيل عنها . فكونهم يحملون الهويات الاسرائلية هذا لا يعني أنهم اسرائيليون بل هم فلسطينيون حكم عليهم حمل بطاقات التعريف الاسرائيلية حتى لا يخسروا ما بقي لهم من أملاك بالقدس وفي المقابل لم تتوان الحكومات الاسرائلية المتتالية عن دفعهم للرحيل سواء بالترغيب من خلال اغرائهم بالأموال او بالترهيب وسوء المعاملة واهم وسائل الضغط هي الضرائب التي تفرض عليهم خاصة ضريبة المساكن وتسمى الارنونة التي تكون دائما عالية جدا والاهم من ذلك عدم الاحترام خاصة لكبار السن والنساء العربيات . اما بالنسبة للسلاح الجديد القديم الذي بدأ يلاقي انتقادات واسعة من جيش الدفاع الإسرائيلي فهو ليس بجديد على الإطلاق . فإسرائيل و منذ احتلالها لأراضي فلسطين الجغرافية متفوقة ومتميزة في استخدام هذا السلاح الفتاك في وجه الفلسطينيين ومن أبرز المعارك كان تدمير 416 قرية تم مسحها كليا في عام 1948 حيث دخلت الجرّافات الاسرائيلية مدمرة دون أي تردد وبدأت تجتاح القرية تلو القرية . حتى ان شركة (كاتربلير) الصانعة للجرافات أصبحت مصدرا مهما من مصادر السلاح في إسرائيل فهي تصنع لها حاليا الجرافة العملاقة (دي 9) البنية اللون .ووصل الأمر الى مطالبة نشطاء سلام بمقاطعة هذه الشركة . وفي العام 2004وجد 1074فلسطينيا أنفسهم بلا مأوى بعد ان دمرت آليات الجيش الإسرائيلي 404 منازل اغلبها بغزة ولكي لا نذهب بعيدا فمازالت أحداث مخيم جنين عالقة بالأذهان والذي كانت به البلد وزر السلاح الأقوى والأكثر دمارا وفتكا، حيث تم تدمير 560 منزلا بلا هوادة او مبالاة وهي مسكونة وخير دليل على ذلك شهادة سائق البلدوزر الإسرائيلي كردي الذي روى كيف انه يشرب الخمر خلال قيامه بهدم المنازل في جنين وتحويلها الى ملعب . وعملية قوس السحاب التي هدم خلالها الجيش الإسرائيلي 120 منزلا في يوم واحد في رفح وخان يونس . سيدعون ان جرفاتهم بلدوزراتهم تهدم ولا تقتل، وفي ردنا نسأل من الذي قتل ناشطة السلام ريتشل كوري ومن الذي سحق أبناء عائلة الشوبي في نابلس (جد وعمتان وام وولدان) لقد تم سحقهم تحت جنازير الجارفات الاسرائيلية .وجمال فايد المعاق حركيا من مخيم جنين مقعد على كرسي متحرك وبعد الحادث لم يجدوا منه سوى بقايا المقعد. وغيرها من الانتهاكات التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني الأعزل . نؤكد هنا ان هذا السلاح ليس بجديد وان إسرائيل وعلى مر السنوات تفننت في استخدامه ولا ننسى المنازل التي هدّمت في القدس ولا زالت تهدم الى يومنا هذا فلا يكاد يمر يوم إلا وتهدم منازل جديدة لفلسطنين بالبلدوزر الإسرائيلي.