تضامنا مع المقاومة اللبنانية الباسلة التي حققت الانتصار الكبير بصد العدوان الصهيوني الامريكي المدمر والفاشل على لبنان ورغبة في رفع المعاناة على شعب الجنوب الصامد والمقاوم... بادرت لجنة دعم المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان التابعة للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بتشكيل وفد طبي توجه الى لبنان يوم 7 نوفمبر لقضاء 10 ايام يقدم خلالها خدمات طبية تطوعية وتكوّن الوفد من اطباء جراحين وفنيين صحيين وممرضين يرافقهم عضوان من اللجنة المذكورة، اما نشاط الوفد فقد تمثل في ما يلي: * لقاءات في بيروت مع مسؤولين في لجنة الروابط الاجتماعية بلبنان ورئيسها الدكتور معن بشور والهيئة الصحية الاسلامية وكذلك مع السيد وزير العمل اللبناني حيث عبر الوفد عن فخر شعب تونس واعتزازه بالنصر العظيم الذي حققته المقاومة لكل العرب والمسلمين وعن دعمهم لمقاومة شعب لبنان الموحد ورفضهم لكل تدخل اجنبي في شؤونه. * زيارة للضاحية الجنوبية والاطلاع على حجم الدمار الذي احدثه العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان وكذلك زيارة خيمة المقاومة في الضاحية والتواصل مع المسؤولين فيها وهم من مناضلي الهيئة الصحية الاسلامية وحزب الله. * الاستقرار والاقامة طيلة 5 ايام بمستشفى الشهيد صلاح غندور ببنت جبيل وهي مدينة في اقصى الجنوب قريبة من الحدود مع فلسطينالمحتلة وقد شهدت بمعية القرى المجاورة لها اعنف المعارك مع الجيش الصهيوني. وقد اختلط افراد الوفد مع العاملين بالمستشفى من اطباء وممرضين ومع المواطنين واستمعوا الى رواياتهم عن بطولات المجاهدين. *زيارة القرى الحدودية التي شهدت معارك ضارية مع الصهاينة مثل مارون الراس وعيتا الشعب وعيترون حيث كل زاوية تحكي بطولات وكل حجر يحكي ملاحم سطرها المجاهدون ضد الغزاة الصهاينة. * مرور الوفد وهو في طريقه من بيروت الى بنت جبيل عبر الطريق الحدودية حيث سارت به الحافلة 20 كلم على خط التمارس مع فلسطينالمحتلة مما مكنهم من مشاهدة الارض المحتلة والمستوطنات والمزارع. * تقديم نماذج من انشطة الاتحاد الجهوي في اطار دعم المقاومة لا سيما خيمة المقاومة التي نظمتها اللجنة طيلة ايام الحرب وقد نال هذا النشاط اعجاب الاشقاء اللبنانيين وكان له الاثر الطيب في نفوسهم. * المشاركة في فعاليات يوم الشهيد ببنت جبيل ومنها تجمع بساحة الشهيد صلاح غندور امام المستشفى ومهرجان بالمركب الثقافي شارك فيه الشاعر غسان مطر والفنان العراقي نصير شما. * وقفة في دمشق الفيحاء قلعة الصمود العربي وحاضنة المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية حيث حل الوفد ضيفا على القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وكان له لقاء ودي مع الدكتور محمد صالح الهرماسي (أبو سليم). لقد وقف افراد الوفد خلال إقامتهم في جنوب لبنان على امور اساسية لعل اهمها: * حجم الدمار الذي سببته القنابل «الذكية» الامريكية المستخدمة من طرف الجيش الصهيوني لتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين على مرأى ومسمع من العالم. * مدى صمود وشموخ شعب الجنوب وايمانه الراسخ بحتمية النصر على الغزاة وتوفر المعنويات المرتفعة والارادة الصلبة لتحقيق المزيد من الانتصارات على عدو لبنان و عدو الامة العربية وعدو الاسلام: امريكا والكيان الصهيوني. * الاعتقاد الراسخ لدى كل الذين تحدث معهم الوفد من اللبنانيين بأن الانتصار الذي احرزته المقاومة الاسلامية بقيادة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله كان نصرا إلاهيا ما كان ليتحق لو لا ان الله نصر المجاهدين بجنود لم يروهم وهنالك الكثير من القصص المتداولة بين الناس حول معجزات حدثت خلال القتال. فهذه فئة من المؤمنين نصرت الله فنصرها وما النصر الا من عند الله. * «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» صدق الله العظيم. وقد وجه الوفد فور مغادرته أرض الوطن رسالة الى الاخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي ومن خلاله الى النقابين والعمال بالجهة، كما تسلم الوفد في نهاية اقامته ببنت جبيل رسالة شكر وتقدير من ادارة المستشفى.