احتضنت دار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة يوم الثلاثاء 19 اوت 2008 اجتماعا مهما للجان التفاوض في القطاع الخاص افتتح اشغاله الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وسيّره وأدار مناقشاته اعضاء اللجنة المركزية للتفاوض الاخوة بلقاسم العياري وحسين العباسي ومحمد السحيمي اعضاء المكتب التنفيذي الوطني، كما حضره الاخ رضا بوزريبة مسؤول التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية. الاجتماع شهد حضورا مكثفا لاعضاء لجان التفاوض في القطاع الخاص وقدم خلاله اعضاء اللجنة المركزية توضيحات شافية حول العملية التفاوضية ومختلف المراحل التي مرت بها الى الان وتأكد من خلال هذه المداخلات والتوضيحات وكذلك النقاش العام ان المفاوضات في القطاع الخاص متعثرة وتمر بمرحلة حرجة بسبب تصلب الاعراف وتمسكهم بمواقفهم رغم اللين الذي ابداه الطرف النقابي الذي قبل مضمون محضر جلسة وزارة الشؤون الاجتماعية ورفضه الطرف المقابل وشهد نكسة بعد ان اصبحت الوزارة نفسها غير متحمسة له؟ وهذا موقف غريب سجله المتدخلون في النقاش (14 جويلية 2008). المفاوضات في القطاع الخاص شبه متوقفة الآن ومرت بمحطات كثيرة تعلقت بحضور مفاوضين عن الاعراف لا يملكون صلاحيات اخذ القرار بل يتحملون مسؤوليات ادارية فقط، هذا الى جانب غياب بعض ممثلي الاعراف عن جلسات التفاوض رغم احترام لجان التفاوض التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل مواعيد جلسات التفاوض وابداء جدية كبيرة في عملية التفاوض مع التحلي بالمسؤولية والتمسك بالحوار المثمر الذي يأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الاطراف. وما تشهده المفاوضات الان في القطاع الخاص من بطء وعدم امضاء اتفاقات وغيرها يتحمله الاعراف. وامام هذه الوضعية تجلى من خلال النقاش العام الذي شهده اجتماع لجان التفاوض في القطاع الخاص التزام من طرف مناضلي الاتحاد بالدفاع عن مطالب الشغالين بكل الطرق القانونية والشرعية من اجل تحقيق مطالب العمال في هذا القطاع المهم الذي ساهم في دفعه وتطويره ونموّه سواعد وافكار وابداعات عمالية لا يمكن لاي كان ان يشكك فيها ذلك انه لا وجود لمؤسسة دون عمال ودون موارد بشرية تخطط وترسم وتضبط وتنفذ لذا على اصحاب المؤسسات ان يعوا ان مصير المؤسسة والعامل مصير مشترك وواحد فلا مؤسسة دون عمال ولا عمال دون مؤسسة. مناقشات اعضاء اللجان أتت على عدة اشكال نضالية سيتم تنفيذها اذا تواصلت الحال على ما هي عليه بتصلب الاعراف وغياب الجدية والتحلي بالمسؤولية والاعتراف بحق العمال في العيش الكريم عبر تمكينهم من حقوقهم كاملة وتلبية مطالبهم المشروعة وجعلهم يشعرون بالاطمئنان في عملهم لا مهددين في كل لحظة بالتسريح وغلق المؤسسات بالاضافة الى اعتماد انماط التشغيل الهش واتباع المناولة هذا الداء اصبح ينخر كل المؤسسات سواء في القطاع العام او القطاع الخاص وحتى الوظيفة العمومية... الاخ عبد السلام جراد حيا في مستهل كلمته عمل اللجنة المركزية للتفاوض كما حيا عمل قسم القطاع الخاص وكذلك لجان التفاوض التي اعتمدت دراسات وارقاما وآليات تفاوض عصرية بعيدا عن رفع الشعارات الرنانة التي ولى عهدها... الاخ الامين العام شرح من جانبه استعدادات الاتحاد لخوض غمار هذه المفاوضات وكيف اعد العدة لها عبر ندوات التكوين التي شملت كل المفاوضين في القطاعات التلاثة الخاص والعام والوظيفة العمومية. الاخ عبد السلام جراد اكد ان الاتحاد حريص على نجاح المفاوضات بما يجعل نتائجها في مستوى انتظارات الشغالين بالفكر والساعد وبما يعوض لهم عن تدهور مقدرتهم الشرائية كما اكد ا ن الاتحاد يتمسك بالحوار الجدي والمسؤول والبناء ويرفض ان تكون المفاوضات دون نتائج ومضيعة للوقت. كما اكد ان الاتحاد يتمسك بحق العمال في الاستقرار في العمل واطمئنانه على مستقبلهم وسيعمل على وضع حد للعمل بالمناولة هذه الافة الخطيرة التي تفشت في عدد من المؤسسات وخلقت اجواء من شأنها ان توتر العلاقات الاجتماعية. وبين الاخ الامين العام للاتحاد ان الحوار الاجتماعي الدائم كفيل بوضع حد للتوترات وايجاد الحلول الملائمة للمسائل العالقة كما اكد حق العمال في الانتماء والانتساب للاتحاد العام التونسي للشغل هذه المنظمة الوطنية التي تحرص على ارساء اسس عدالة اجتماعية وتقاسم التضحيات والاعباء واحترام مصالح كل الاطراف بعيدا عن تكريس الفئوية الضيقة. الاخ الامين العام دعا الى ضرورة تسريع نسق التفاوض في القطاع الخاص وتمكين العمال من حقوقهم وتلبية مطالبهم المشروعة باعتبارهم ثروة بشرية لا تقل قيمة عن الثروات الاخرى بل انها ثروة فعلية لانها تخطط وتنتج وتنفذ وتخلق الثروات. من جهة اخرى اكد الاخ الامين العام مزيد التنسيق بين لجان التفاوض وبين اللجنة المركزية للتفاوض خاصة ان استراتيجية الاتحاد تقوم على التشاور المستمر بين النقابيين وهياكلهم المعنية مؤكدا ان الاتحاد يمد يده لباقي الاطراف لدفع عملية التفاوض حتى تكون النتائج في مستوى الانتظارات.