في البداية اود أن اؤكد على أمر وان كان بديهيا ويعرفه القراء الافاضل، وهو ان الحديث او الاستجواب الصحفي ليس بحثا علميا أو دراسة تاريخية، وان اسسه وحدوده هي اسئلة الصحفي المستجوب الذي يدير الحوار فعلى قدر الاسئلة تأتي اجوبة الضيف. وإذا كان القراء الافاضل يدركون هذا الامر فمن نافلة القول ان اهل المهنة الصحفية يعتبرونه من المسلمات وبناء على هذا تكون اضافات السيد عثمان الكراي، سواء فيما تعلق بكلمة صفاقس في المجلس الوطني للاتحاد يوم 10 جانفي 1978 والتي أساء اختزال مضمونها في الدعوة الى الامتناع عن خلاص الاداء لفائدة الاذاعة والتلفزة في فاتورة الكهرباء والغاز، أو فيما تعلق بقصة براميل الماء فوق سطح الاتحاد الجهوي، قلت تكون تلك الاضافات متسلطة على سياق اللقاء الصحفي الذي اجراه معي الزميل صابر فريحة، وعلى الاسئلة التي وضعها لذلك اللقاء. بعد هذا امرّ الى مسألة من صاحب فكرة منبر صوت حشاد الذي عُرف بإذاعة صوت حشاد، فأعيد وأكرر، وبالتفصيل الان، أن الاقتراح جاء مني، وقد تحاورت بشأنه مع زملائي في هيئة نقابة إذاعة صفاقس، والذين بين قوسين، كان لنا الفضل في توعية وحث زملائنا اعوان المؤسسة في ان تكون مشاركتهم في اضراب يومي 25 و26 جانفي 1978 بنسبة تقارب المائة في المائة، ولم يأت الامر اعتباطيا او بالصدفة ثم عرضت الاقتراح على عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي وبالخصوص على الاخ محمد شعبان الكاتب العام المساعد آنذاك المعروف بجرأته وحسن تقديره للامور فوافقني عليه دون تردد وتولى شرحه للمرحوم عبد العزيز بوراوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام الذي وافق عليه. وقد يكون السيد عثمان الكراي، ساعتها حاضرا معهما فظن انه وليد تلك اللحظة ولا عيب في ذلك ولزيادة إنعاش ذاكرة السيد الكراي اقول له إن السيد رئيس محكمة الاستئناف لما كان يستنطقني بشأن تهمة تركيزي اذاعة صوت حشاد دون رخصة في جلسة يوم 18 افريل 1978 وكنت اشرح له انها ليست اذاعة اولا وان الهدف من ذلك المنبر كان صيانة الشغالين والنقابيين من مناورات مندسين ترمي لجرهم الى الشارع وتلبيسهم جرائم حرق وتخريب لماذا لم يتكلم السيد الكراي وكان من ضمن المعتقلين الماثلين في الجلسة يومها مع زملائي من اذاعة صفاقس وعدد من النقابيين الاخرين ويقول لرئيس المحكمة، مثلما فعل الى جريدة الشعب ان الفكرة فكرتي سيدي الرئيس وانا المسؤول عنها وليس مختار اللواتي؟؟.. ومع ذلك لم افكر يوما في ان اتباهى بما ساهمت به في دعم صرح المنظمة العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل والحفاظ على وحدته ووحدة صف الشغالين والنقابيين. ولولا ان الزميل الصحفي صابر فريحة سألني ما كنت اشرت الى الموضوع... بقي علي في الاخر واجب الاعتذار لاي زميل سهوت عن ذكر اسمه في ذلك الحديث وهذه كذلك من نقائص اللقاء الصحفي الذي لا يمكن ان يرتقي الى مرتبة الدراسة التاريخية او البحث فعذرا للزملاء زهير قويعة وعبد القادر السلامي والهادي العكروت وكثيرين غيرهم وحتى لمن هم من خارج اذاعة صفاقس، مثل المربية الفاضلة ابنة المرحوم الشيخ المربي عبد السلام التركي والتي طالها الاعتقال هي الاخرى معنا كما اعتذر طبعا للسيد عثمان الكراي الذي سهوت عن ذكر اسمه وهو الذي كان متعاونا معنا في تأمين سير ذلك المنبر حيث كنت استدعي فضلا عن الاخوين محمد شعبان وعبد العزيز بوراوي عددا من الكتاب العامين للنقابات واعضاء الهيئة الادارية للحديث عن سير الاضراب في قطاعاتهم، غير ان الاكتشاف الوحيد او الاضافة الوحيدة التي ذكرها السيد عثمان الكراي ولم اكن أعرفها من قبل، وهي انه كان رقيبا علي وعلى زملائي «كي لا يتسرب اي عمل يسيء للمنظمة»!!! ولعل السيد الكراي تأكد أن العمل الذي يسيء للمنظمة لم يأت مني ولا من احد من زملائي، لا يومها ولا بعده...