تحدث مراسل «الشعب» من قفصة عبد الملك يوم 26 جويلية الفارط على صحفات جريدتنا «الشعب» عن الاندية الرياضية بقفصة. وهي مبادرة جد هامة لكنها وللاسف جاءت بتراء... نقول بتراء لانها ناقصة ومتجاهلة لأعرق الجمعيات واقدمها بقفصة مثل جمعية: القفاصة» «La gafsienne» وسبورتينغ قفصة والخطاف الرياضي بقفصة. والحقيقة ان الحديث عن تاريخ الرياضة والرياضيين بقفصة في السنوات الاخيرة كان دائما منقوصا عن فترة زمنية في عالم الرياضة بقفصة متجاهلا لماضي الرياضة ومناضليها ورجالاتها. واليوم وبمناسبة صعود «السهم الرياضي بقصر قفصة» الى رابطة الهواة بعد عناء مرير وكفاح طويل سوف نتحدث عن هذه الجمعية العريقة وماضيها الرياضي وتاريخها النقابي وكفاحها ضد المستعمر.. مع التعرض لبعض رجالاتها. النشأة واسبابها: في بداية الاربعينات واثر انتهاء الحرب العالمية الثانية انطلق الحزب الحر الدستوري التونسي في تكوين وبعث خلايا وجمعيات ونواد ثقافية وشبابية ورياضية للاحاطة وتأطير الشباب والاستعداد للكفاح الوطني وفي قرية قصر قفصة المناضلة تحرك ثلة من الشباب الواعي والمثقف مستجيبا لنداء الواجب وقرروا بعث جمعية رياضية الى جانب «la gafsienne» بمحطة القصر التي كانت تحت اشراف شركة السكك الحديدية (صفاقسقفصة آنذاك) على غرار جمعيتي السكك الحديدية بتونس (الشيمينو) والرالوي بصفاقس وكانت «la gafsienne» كلها أجانب (ادارة ولاعبين) باستثناء عدد قليل لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة ومنهم المرحومين صلاح الدين عبد الله ومحمد بيه غريب ومحمد دولة (شهر عجاج) الذين انتقلوا في الحين الى الجمعية الوطنية الجديدة (السهم الرياضي). وتكونت الجمعية سنة 1947 بإدارة مجموعة من الشبان المسيرين واللاعبين تحت ادارة اول رئيس لها المرحوم محمد بن يوسف كيلاني وعضوية السادة عمر لطرش صالح عمارة مليتي يوسف بن عمر علي بن عثمان عمار كحواش محمد علي القصري عبد المجيد العبيدي محمد فولي عمر بن عبد الله ويوسف خدومة. وكان من ابرز اللاعبين الجدد: عمر لطرش الازهر الهمامي قطوس فؤاد يوسف جبر عثمان الشرائطي ساسي لسود عثمان فولي صلاح الدين عبد الله محمد دولة (عجاج). وكان لهذه المجموعة وتحت ستار العمل الجمعياتي دور هام وهام في تاريخ الحركة الوطنية وخير مساهم ومشاهد على تحركات شباب قصر قفصة اثناء الثورة الوطنية. وفي سنة 1950 1953 تحمل مسؤولية الرئاسة المناضل الوطني عبد المجيد العبيدي ثم تسلم عنه المشعل الوطني المعروف عمر لطرش (1954 1956). وفي ظرف صعب جمع بين الخلط والبلط والجهل بواقع شباب المنطقة تفلسف مسؤول اول عن الجهة (57 / 1958). وعمل على توحيد الجمعيات الرياضية الاربعة بالمدينة (السهم الرياضي بالقصر و «la gafsienne» وسبورتينع قفصة والخطاف الرياضي متعللا بفكرة (الخلق من الضعف قوة)!؟ والحال انه لا يوجد في صفوف تلك الجمعيات الا الاستعداد والمثابرة والقوة وحتى «la gafsienne» تعربت وتقفصت بالاضافة الى ان الحاجة في تلك الفترة كانت الى اكثر عدد من الجمعيات حتى تستقطب اكثر عدد ممكن من الشباب. وهكذا تكوّن الاتحاد الرياضي بقفصة والقصر واسندت رئاسته الى القاضي (انذاك) الهاشمي زمال. وكان الخلط مرة اخرى قد ادى الى ضعف الجمعية وهو انها واتلاف مكاسبها البشرية والمادية. وفي سنة 1967 تواجد على رأس الشركة الجهوية للنقل «القوافل» المرحوم محمد رواشد الذي عرف بنزعته النضالية في صفوف الكشافة والشباب الدستوري والمسرحي فعمل على احتضان الجمعية الاتحاد لتصبح جمعية القوافل الرياضية ويتحمل مسؤولية رئاستها. وفي بداية السبعينيات وفي جو مفعم بالانتشار والتوسع الجمعياتي فكر نخبة من شباب قفصة ومناضليها في ارجاع الخطاف الرياضي باسم جديد وهو «الملعب الرياضي القفصي» باشراف الرياضي الشهير يوسف ريشي والطيب بلعيد وبشير مكي كما فكر جملة من شباب القصر في ارجاع المدرسة الرياضية والوطنية السهم الرياضي لسالف نضالها وحماسها ولونها الاصفر والاحمر، واصبحت بحق كما ذكر السيد عبد الملك تشع بأشبالها على اكبر الجهات واهمها في تونس وانطلقت هذا الموسم في محطتها الجديدة بعد صعودها الى رابطة الهواة. وبالمناسبة نشير الى ان هذه الجمعية العريقة لاقت في السنوات الاخيرة معاناة وصعوبات وتعرضت الى قلة الاعتناء والتمويل مما جعلها تتعثر وتتعرقل اكثر. واليوم والسهم قد انطلق وحتى يواصل سيره نحو الهدف المنشود فان الواجب يدعو المعتمدية والبلدية والسكك الحديدية والفنادق المجاورة والمصانع المجاورة وكذلك رجال البلاد الغيورين وهواة الرياضة والاحباء وعشاق الوطن الى الوقفة الحازمة بالدعم والمساندة... وفي ذلك خدمة للبلاد والشباب والرياضة والرياضيين في قصر قفصة القرية المناضلة والعريقة.