أقام الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة مثلما هي عادته دوما قبل مفتتح كل سنة دراسية وجامعية أمسية تكريمية على شرف أبناء النقابيين في الجهة الذين حققوا في السنة الدراسية والجامعية المنقضية نتائج جد مشرفة وممتازة أدخلت البهجة على عائلاتهم وخففت العبء عن أوليائهم النقابيين الذين جنوا ثمرة تعبهم ومتابعتهم اليومية لفلذات أكبادهم فكان نجاحهم وتفوقهم خير هدية تقدم لهم. وقد اشرف على هذه المناسبة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي وحضرها عدد من أبناء النقابيين من الطلبة والتلاميذ وجمع من الإطارات النقابية والشغالين بالجهة. ونظرا لاقتران هذا التكريم من قبل الاتحاد الجهوي بالاحتفال بيوم العلم فقد حرص المكتب التنفيذي الجهوي على ايلاء هذه المناسبة كل الاهتمام والتحضير لها جيدا وعدم الاكتفاء بتوزيع المساعدات المالية على أبناء النقابيين وإنما الجلوس إليهم والإنصات الى مشاغلهم وتحفيزهم على مزيد بذل الجهود من اجل الارتقاء إلى أعلى درجات العلم والمعرفة وهذا يؤكد من جديد توجهات الاتحاد العام التونسي للشغل في العناية الموصولة والمتزايدة بأبناء الاخوة النقابيين والدعوة للتشبع بروح العلم باعتباره السبيل الأوحد والأنجع للتقدم والرقي. ومن الطبيعي ان تترك هذه المبادرة ارتياحا كبيرا في نفوس التلاميذ والطلبة الذين شملهم التكريم والذين أصروا جميعا في دردشة جمعتنا بهم على توجيه تحية إكبار للاتحاد الجهوي بسوسة على تحويله لمناسبة يوم العلم إلى عادة وسنة حميدة للاحتفاء بهم سنويا واعتزازهم بانتساب أوليائهم إلى اتحادنا العظيم الذي تحول إلى مرجع في الوفاء والإخلاص لمناضليه ونقابييه في زمن قل فيه الإخلاص والوفاء. في كلمته التي افتتح بها الأمسية التكريمية رحب الأخ نورالدين الغماري الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن النشر والإعلام بالاخوة النقابيين والاخوة النقابيات في رحاب دار الاتحاد الجهوي وأبدى سعادته الكبيرة صحبة زملائه أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي باستقبال أبناء النقابيين المتألقين والناجحين في امتحانات النوفيام والباكالوريا والإجازة لتكريمهم في يوم استثنائي نحتفل فيه أيضا بيوم العلم وقال لم يكن من السهل ان يحقق أبناء المسؤولين النقابيين في الجهة هذه النتائج المشرفة لو لم تكن هناك تضحيات كبيرة من الآباء النقابيين الذين لم يؤثر فيهم تحملهم لمسؤوليات نقابية مختلفة عن دفع فلذات أكبادهم نحو التألق. التضحية التزام الأولياء النقابيين بالهم النقابي وتخصيص معظم أوقاتهم لمتابعة أوضاع الشغالين بالفكر والساعد لايسعنا حينها إلا ان نبارك نجاح المسؤولين النقابيين في الجهة في إهدائنا التفوق الدراسي لأبنائهم إطارات ستفيد المجتمع والساحة النقابية مستقبلا. وانهى بالتأكيد على ان مبادرة الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة في احتضان أبناء النقابيين الناجحين ومساعدتهم على تحمل مصاريف العودة المدرسية لا يجب فهمه بمثابته هبة أو مساعدة عرضية وإنما هو نابع من روح التضامن والتآزر التي يدعو إليها اتحادنا العظيم واعترافه بجميل النقابيين وتوفيقهم في مهمتهم النقابية كمسؤولين من جهة وكآباء عظام أحسنوا التربية وقطفوا أطيب الثمار. من جهته كان للأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي تدخلا لافتا تحمس له كل الحضور نظرا لشموليته وإتيانه على كل المسائل التي مثلت محور اهتمام النقابيين والشغالين في الفترة الأخيرة وقد أصر في مفتتح حديثه على توجيه تحية نقابية خالصة للإطارات النقابية المحلية والجهوية وأبناء الاخوة النقابيين من التلاميذ والطلبة الذين جاؤوا مصحوبين بأوليائهم للمشاركة في احياء فعاليات يوم العلم والحصول على شهادات تكريمهم ومساعدات مالية من شانها ان تخفف عنهم عبء العودة المدرسية والجامعية وقال في تعليقه على تكريم هذا العدد الكبير من أبناء النقابيين في الجهة انني أثمن كثيرا هذه المناسبة التي أصبحت عادة محببة في الاتحاد الجهوي نلتقي من خلالها سنويا للاحتفاء بابنائنا التلاميذ والطلبة ولنشد على أياديهم وندفعهم والى مزيد التألق في مجال طلب العلم وأكد بعد ذلك على أهمية النتائج الممتازة والمشرفة لأبناء النقابيين ودورها في تعزيز أشعاع منظمتنا العتيدة انطلاقا من مقولة: «أبنائنا اليوم هم إطارات الغد» وأضاف بالقول ان مرحلة التفوق الدراسي والمدرسي والجامعي لأبناء النقابيين أصبحت حقيقة ماثلة وراسخة على الدوام وما يجب ان نبحثه اليوم هو كيفية استثمار نجاحهم من خلال حقهم في العيش الكريم والعمل الشريف ومضى في القول ان هذه المناسبة فرصة متجددة بالنسبة لنا كمكتب تنفيذي جهوي للتنويه بالأسرة النقابية الموسعة التي لم يمنعها تفرغها للعمل النقابي واعتناقها لهمومه عن غرس بذرات تلمذية وطالبية متفوقة حصدت أفضل النتائج في الامتحانات الوطنية وشرفت بذلك اتحادنا العظيم. كما عرج على الأسرة التربوية والتعليمية فبارك جهودها من اجل تكوين ناشئة متعلمة ومثقفة ومنضبطة. من جانب آخر كانت للأخ محمد الجدي وقفة عند بعض المسائل النقابية الملحة فتحدث عن الوضع النقابي الجهوي وما شهدته دار الاتحاد هذه الصائفة من أنشطة متنوعة ومكثفة . وتوقف بإمعان عند المفاوضات الاجتماعية فوصفها بالمتعثرة وأكد على دعم النقابيين والشغالين في جهة سوسة لمنظمتهم في مفاوضاتها واستعدادهم لتحريك المفاوضات بالنضال وكل الوسائل الشرعية التي من شانها ان توقف نزيف تعثر سيف المفاوضات نتيجة لامبالاة وتهميش الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة لمعظم مطالب الطرف النقابي وإصراره على إبقاء المفاوضات عند نقطة التعثر وعدم التقدم بها منعا لتوقيع أي اتفاق يضمن عيشا كريما للشغالين ويحفظ لهم كرامتهم ووصف هذا الأمر بالخطير وطالب بالتصدي له والبحث عن حلول عاجلة لمنع تواصله. شهادة الطموح والتحدي الأخت امال ملوكة عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي من النقابيات اللاتي يحدوهن إصرار لامحدود على تخطي العقبات وتجاوز الصعوبات وقد ترك الخبر المفرح الذي زفه الأخ محمد الجدي للحضور والمتعلق بحصولها أخيرا على الإجازة أثرا طيبا يعكس قيمة انجازها بعد تجربة طويلة وثرية في قطاع التعليم الأساسي التي قالت أنها تعتز به تماما مثل اعتزازها بالاتحاد الجهوي.