كانت المرأة النقابية ومازالت رصيدا مهما للاتحاد العام التونسي للشغل، شريكة فعالة في النضال من اجل قيم العدالة والمساواة والنهوض بظروف العمل والعمال فالمرأة العاملة جزء من الحركات الاجتماعية الساعية الى الحرية والخلاص من نير الاستغلال وسطوة رأس المال. وفي اطار سعينا الى تأمين اطلالة اسبوعية على النقابيات في مختلف المواقع لرصد الصعوبات التي تواجه أداءهن النقابي التقينا ثلاث نقابيات شابات جادات اثنتين من قطاع النسيج وواحدة من قطاع المعادن. مضايقات مهنية الاخت «عزيزة بن تواتي» تشتغل في مصنع للالترونيات منذ 14 سنة وهي اليوم عضوة في النقابة الاساسية الوليدة لمصنعهم، تقول ان ظروف العمل القاسية وتسلط صاحب العمل هي التي دفعت العاملات والعمال للسعي من اجل تكوين نقابة فقد حاول العرف منذ سنوات ان يطرد عددا من العاملات والعمال المترسمين بحجة غلق الشركة وهو ما لم يكن صحيحا وقد تحركنا في الابان من اجل الحيلولة دون هذا ودافعنا عن حق زملائنا وزميلاتنا في العمل ومن ثمة تأكدت الحاجة الى تأسيس نقابة تدافع عن مصالحنا وهو ما تم فعلا بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس وجامعة المعادن وقد تمكنا منذ ذلك الوقت من تحقيق مكاسب للعمال منها ترسيم نسبة من العاملات والعمال، بناء أدواش للعمال، فرض لباس العمل بشكل غير منقوص، اقرار التصنيف المهني والحصول على الترقيات ولكن هذا الامر لم يكن قد تحقق بسهولة فعضوات واعضاء النقابة عرضة لأنواع عديدة من التحرشات المهنية لان علاقتنا بصاحب العمل متوترة لانه لم يتفهم اهمية ان تكون هناك نقابة تدافع عن حقوق العمال... فأنا مثلا متأكدة ان رئيسي المباشر في العمل يتربص بي من اجل اصطياد أبسط هفواتي واستغلالها ليسلط عليّ عقوبات عشوائية منها مثلا الحسم من الاجر بدعوى عدم تحقيق الانتاج رغم انه ليس هناك مقاييس انتاجية مضبوطة واذا أتيت قبل الوقت يخضعني لاستجواب وكذلك اذا أتيت بعد الوقت... وبرغم المكاسب والزيادات في الاجور التي تحصل عليها بعض العمال فأنا لم أتحصل على شيء... ولكني اعرف ان هذه الممارسات التي تسلط علينا هي ضريبة ندفعها خدمة للعمل النقابي الذي نحن مقتنعون به. فكاتب عام النقابة الاساسية مثلا قد غيروه من مكان عمله وغيروا توقيت عمله بشكل فيه الكثير من التشفي ولكن ذلك لن يثنينا عن خيار النقابة. كرامة العاملات النقابية الثانية التي حدثتنا عن صعوبات الاداء النقابي في حال عدم تفهم رب العمل لأداء النقابة هي «الاخت زهرة بوغانمي» من قطاع النسيج وهي الكاتبة العامة لنقابتها الاساسية التي ذكرت ان تكوين نقابتهم جاء رد فعل طبيعي على سوء المعاملة والعبث بكرامة العاملات من قبل المشرفات والمشرفين على العمل والاهانات المتكررة التي تواصلت حتى مع تكوين النقابة، بل انه قد حدث وتم تعنيفي وطلب مني التوقف عن العمل واستدعيت لي الشرطة وذلك لترهيبي وتخويفي وثنيي عن المضي في خيار النقابة، فقد حاول أرباب العمل ان يجعلوني عبرة لمن يعتبر من اجل افشال النقابة ولكن سعيهم باء بالخسران. النقابية الثالثة التي التقيناها في الاتحاد الجهوي ببن عروس في مكتب الاخت وسيلة عياشي هي «الاخت حبيبة البوغانمي» التي كانت عضوة نقابة اساسية في قطاع النسيج قبل ان يغلق المصنع الذي تشتغل فيه وقد عانت هي الاخرى من تعنت مديرة الشركة وعدم تقبلها لفكرة النقابة او اي فكرة تكون نتائجها في صالح العاملات لان امثال هذه المديرة تقول محدثتنا يتصورون انهم بالمال يشترون كل شيء حتى ذمم الموظفين في التفقدية ونحن لسنا اكثر من «دازات» في نظرها يجب ان لا تكون لنا اية حقوق. فهذه المديرة كانت تشغل العاملات ليلا دون توفير وسيلة نقل وترفض دفع اجرة الساعات الاضافية وترفض قبول الشهادات الطبية وتفعل كل ما يخطر ببالها وقد ناضلنا في النقابة من اجل التصدي لها ولكن الشركة أغلقت وحلنا على رصيف البطالة مع عذاب قلة المال واكتشاف خسران أقساط عديدة لم تدفع لحسابنا في صندوق التأمين عن المرض رغم اقتطاعها من مرتباتنا.