انعقد في بحر الأسبوع الماضي لقاء علامي بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير أشرف عليه الأخ المولدي الجندوبي وافتتحه الأخ سعيد يوسف بكلمة في الحاضرين من الاطارات النقابية في الجهة ومن كل القطاعات الذين ساهموا بجدية فائقة في تناول موضوع اللقاء / الندوة والمتعلّق بالمفاوضات الاجتماعية وما أدركته من محطّات ومراحل. دعم مطلق... الأخ سعيد يوسف تناول في افتتاحه للندوة جملة من القضايا وطرح عديد الملاحظات لتكون مدخلا مهمّا للموضوع فلمح إلى أنّ الجهة بكل مناضليها قواعد واطارات ملتزمة بمبدإ المساندة المطلقة للجان التفاوض على المستوى المركزي شاكرا فيهم صبرهم وصمودهم وثباتهم على مبادئ المنظمة ومشاغل وهموم الشغالين. الأخ سعيد تكلّم بضمير الجميع عندما قال «تمنّيْنا أن تكون المفاوضات انتهت» لأنّه عندها سيريح كل طرف الطرف الآخر ويرتاح خاصة وأنّ الأمر لا يتعلّق بالأجر كمادة بل بمشاغل وأمور أخرى متداخلة على غرار مسألة الفصل 46 والترسيم والعمل اللاّئق في القطاع الخاص ونفس الشيء بالنسبة للقطاع العام (العمل القار والترسيم إلخ). 100 ساعة!! الأخ المولدي أشار في بداية مداخلته إلى أنّها أول نشاط رسمي له بجهة المنستير منذ المؤتمر الأخير وقد يكون من حسن الصّدف أن تعلقت بأهم موضوع يشغل بال الوطن على الاطلاق ألا وهو موضوع المفاوضات الاجتماعية التي ينتظر الجميع خراجها على أحرّ من الجمر... للتذكير.. للتاريخ... الأخ الجندوبي انطلق في مداخلته بمقدمة بروتوكولية فسرد مراحل الماراطون الذي انطلق يوم 15 جانفي 2007 عندما اجتمع مجمع القطاع العام تحت عنوان (المفاوضات الاجتماعية في تقييمها للجولة السادسة) وكتمهيد للجولة السابعة التي خصّصت لها ندوة بعد ثلاثة أشهر أي في مارس 2007 لدراسة الجانبين المادي والترتيبي «طالب فيها الاتحاد بجملة من المعطيات بدأت الاجابة عليها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان (10 ديسمبر) عندما أعلن سيادة رئيس الجمهورية عن فتح جولة جديدة من المفاوضات ليصدر اثر ذلك البلاغ المشترك الأول مع الحكومة بالتنسيق مع قسم الوظيفة العمومية بعد 10 جلسات استغرقت كل منها 10 ساعات بمرافقة الأخ المنصف الزاهي الذي أمضى في 8 أفريل من طرف الأخ عبد السلام جراد والسيد رئيس الحكومة. وقد كان بلاغا متميّزا من خلال ما توفّر فيه من نقاط بناءة أحاطت بمشاغل الناس في ظلّ ما آلت إليه المقدرة الشرائية من تدهور لطبقة الشغالين في القطاعين العمومي والخاص والنّاتجة عن عوامل عديدة لعلّ أبرزها هذا التضخم الذي فاقت نسبته 6... ومن عوامل تميّز هذا البلاغ دعوته لضرورة الحوار الاجتماعي وتعزيز أسس الحل اللاّئق وتحسين الأوضاع المادية والأدبية للمواطن طالما وصلت نسبة النمو إلى 6 وتراجع التداين إلى 12 وهي أرقام رئاسية يفخر بها كل تونسي، كذلك لم يغفل الجانب الترتيبي مسألة الحق النقابي والاتفاقية 135 ... وبعد البلاغ الأخ الجندوبي لمح إلى مصيرية هذه الجولة التي يدخلها الاتحاد «مدجّجا» بغصن الزيتون وهياكله ومنخرطيه... ويضيف يأتي من مميزات هذه الجولة أنّها تأتي في ظلّ متغيّرات كونية لافتة وتحولاّت اجتماعية خطيرة ممّا جعلنا ننادي فيما تبقى منها (أي الجولة) بل نتمسّك بضرورة احترام التعهدات حرفيا من الجانبين وبالتنصيص على تحديد مواعيد سنوية لدراسة التطورات والمستجدات على أن تكون كل الاتفاقيات ملزمة. تدخلات قيمة لئن طغى قطاع النقل على أغلب التدخلات فإنّها كانت معبّرة عن واقع معيش تشوبه صعوبات حياتية جمة اقتصاديا واجتماعيا ونقابيا وهي محاور طرحها الاخوة البشير القربي وفرج ريسة وغسان هنية وعماد الفقيه وعادل بالرجب والصادق الكيلاني والمولدي العماري ومختار عزيز وعبد الوهاب الرصاص وبلقاسم النصيري الذي حمل بشدّة على جريدة «الشعب» وحمّلها المسؤولية التاريخية!! في دعم مسار المفاوضات.