في خطوة تقييمية لمختلف نتائج المفاوضات الاجتماعية في جولتها السابعة الماضية،ورغبة منه في دخول غمار الجولة الثامنة من هذه المفاوضات من باب الاستعداد الجدي والمنهجي المدروس القائم على الاجتماع بالقواعد وتشريكهم في وضع التصورات والآليات التي من شانها دفع العملية التفاوضية الاجتماعية وتخفيف العبء عن الاتحاد العام التونسي للشغل، بادر قسم الدواوين والمنشات العمومية ومؤسسات الاتحاد بعقد ندوته الإقليمية الثانية التي اهتمت بتقييم الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية وذلك بعد الندوة الأولى التي احتضنتها جهة توزر. هذه الندوة التي احتضن فعالياتها نزل تاج مرحبا بسوسة افتتحها الاخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وأدارها بكل اقتدار الاخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد بحضور الاخوة محمد شندول وحسين العباسي ورضا بوزريبة أعضاء المركزية النقابية ، والاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة يتقدمهم الاخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي إضافة إلى الوفود النقابية المشاركة في الندوة من ولايات سوسة والمهدية والمنستير ونابل وزغوان والقيروان والقصرين وبن عروس. الندوة انطلقت بكلمة قصيرة للأخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسوسة رحب من خلالها بحرارة بالأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد وزملائه في المكتب التنفيذي الوطني الذين حلوا ضيوفا على سوسة وكل المشاركين والمشاركات في الندوة مؤكدا استعداد المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة لدعم هذه الندوة من اجل تحقيق كل أهدافها المرجوة ، وثمن النتائج الحاصلة في الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية في مختلف القطاعات وذلك بفضل القراءة الجيدة للاتحاد العام وحسن تعاطيه مع مختلف مراحل المفاوضات بالشكل الذي يضمن تحقيق عديد المكاسب للعمال بالفكر والساعد رغم خصوصية الظرف الذي دارت فيه المفاوضات واتسامه بعديد الهزات الاقتصادية والمالية والاجتماعية. وبارك اختيار جهة سوسة المناضلة لاحتضان هذه الندوة حول قطاع وصفه بالحيوي وهو القطاع العام وحيا جهود قسم الدواوين والمنشات العمومية ومؤسسات الاتحاد على توجهاته القائمة على تقريب المعلومة من النقابيين والإنصات إليهم والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم وقال ان هذا هو المهم والمطلوب في أية مفاوضات ننشد النجاح فيها . من لا يقيم مفاوضاته لن تقوم له قائمة مباشرة بعد الكلمة الترحيبية للأخ احمد المزروعي استمعت الوفود النقابية المشاركة في الندوة إلى مداخلة تقييمية وتوضيحية قيمة للأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن الدواوين والمنشات العمومية ومؤسسات الاتحاد الذي تكلم إلى الحضور بصراحة وقدم لهم أدق تفاصيل المفاوضات الاجتماعية في جولتها السابعة بأسلوب منهجي مبوب، وقبل ذلك كان توجه بالشكر والتحية والثناء للأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد على تفضله بالقدوم وافتتاحه لهذه الندوة التقييمية في القطاع العام ، كما وجه تحية خالصة لجريدة الشعب المناضلة ولأعضاء النقابة الأساسية في نزل تاج مرحبا الذين بذلوا مجهودات جبارة حتى تدور فعاليات الندوة في أجواء مريحة ومشجعة، كما أصر قبل دخوله في صميم موضوع الندوة على إبداء تمنياته الصادقة بالشفاء العاجل للاخوة علي رمضان وبلقاسم العياري والمنصف الزاهي وذلك بعد تعرضهم إلى أزمة صحية طارئة تجاوزوها والحمد لله بسلام. الاخ المولدي الجندوبي وهو يضع المناسبة في إطارها ذكر الحاضرين بأهمية المفاوضات الاجتماعية في كل القطاعات وليس فقط في القطاع العام، وتوقف عند الجلسات التفاوضية التي رافقت الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية فوصفها بالصعبة والمعقدة نتيجة خيارات خارجة عن نطاق الطرف النقابي وتستهدف إضعاف المؤسسات العمومية تحت شعار خوصصة هذه المؤسسات وأكد في هذا الباب عراقة القطاع العام بمؤسساته المختلفة التي قال أنها ستظل على الدوام ركيزة أساسية ومحورية لدعم الاقتصاد وتحقيق مكاسب اجتماعية لمنخرطي منظمتنا العتيدة يجعلنا جميعا نناضل في اتحادنا العتيد لإفشال كل مخططات التفويت فيها أو خصخصتها . الاخ المولدي الجندوبي ابرز في كلمته أيضا ان الغاية من انعقاد هذه الندوة ليس الهدف منه تضخيم ما تحقق من مكاسب في القطاع العام رغم أهميته، وانما من اجل التقييم الموضوعي لهذا المنجز والمتحقق مبديا ثقته الكبيرة في المشاركين والمشاركات في الندوة لإثراء التقييم بملاحظاتهم واقتراحاتهم وتوصياتهم التي قال ان قسم الدواوين والمنشات العمومية يظل يحتاجها على الدوام لرسم الأهداف وحصر التحديات . وفي المقابل أكد أيضا ان هذا القسم لن يتأخر في الاجتماع بأبناء الاتحاد واطلاعهم على كل صغيرة وكبيرة حول سير المفاوضات ونتائجها مبديا بهذا الخصوص ارتياحه لعمل الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية والنقابات الأساسية والفروع الجامعية وانضباطها لتوجهات الاتحاد العام طيلة مرحلة التفاوض. الاخ المولدي الجندوبي توقف عند عديد المسائل المهمة التي أفرزتها الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية وأهمها خوض الطرف النقابي المفاوض لمعركة تشريع واضحة المعالم أملتها طبيعة المرحلة التي عرفها التفاوض والتي كانت تستدعي من وجهة نظر نقابية صرفة تغيير عديد الأشياء لمنع الالتفاف على المكاسب الاجتماعية للعمال بالفكر والساعد والبحث عن حلول جدية توقف نزيف انهزام الأجور بالضربة القاضية أمام الارتفاع الصاروخي للأسعار. وفي المقابل قدم الاخ المولدي لمحة موجزة عن جملة من المكاسب المهمة التي صفق لها الحضور بحرارة وخصوصا تلك المتعلقة بترسيم 4764 عونا من جملة 8363 كانوا يعملون بصفة التعاقد الغامض وهذه الأرقام دعم تأكيدها الاخ المولدي الجندوبي بإحصائية تثبت ذلك لم يمضي على صدورها 10 أيام وأكد عزم الاتحاد العام التونسي للشغل على مواصلة مسيرته النضالية في هذا الباب من اجل واقع مستقبل أفضل للعمال بالفكر والساعد لا مناولة ولا سمسرة فيه. الاخ المولدي الجندوبي جدد تأكيده في خاتمة كلمته على أهمية مثل هذه الندوات التقييمية معتبرا ان من يتعمد تجاهل مسالة التقييم هذه لن تقوم له قائمة في المستقبل كما أكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل سيظل وفيا للإنصات إلى منخرطيه والأخذ بملاحظاتهم واعتمادها خارطة طريق لاستشراف المستقبل في مفاوضات جديدة لا بد من الاستعداد المنهجي والجدي المدروس لها منذ الآن. المفاوضات الاجتماعية كل لا يتجزأ وفق الاخ نبيل الهواشي المؤطر في الاتحاد العام التونسي للشغل في تقديم مداخلة تاطيرية وتنظيرية على غاية من الأهمية للمفاوضات الاجتماعية كما يجب ان يتم الاستعداد لها ، وبعد تفكيكه اللغوي والاصطلاحي لمفهوم المفاوضات ماذا تعني ومن أين تنطلق والى ماذا تهدف؟ توقف المؤطر عند مفاتيح مهمة في المسالة التفاوضية فأكد على دور المفاوضات الاجتماعية بما تحققه من مكاسب في دعم وتعزيز الانتساب لمنظمتنا الشغيلة ، وابرز للمشاركين ان المكاسب المحققة ليست متأتية من فراغ أو بواسطة الصدفة وانما يقف وراءها تخطيط نظري وعملي واستعدادا لرفع التحديات جاهزية كبرى لخوض النضال في مختلف الاتجاهات ، وأضاف بالتأكيد على مسالة مهمة في شكل معادلة وهي انه كلما ألمت الهياكل النقابية المفاوضة بتقنيات واليات التفاوض كانت النتائج في مستوى التطلعات . الاخ نبيل الهواشي يستحق كلمة شكر لأنه لم يقع أسير التعابير السردية والإنشائية بل بذل جهدا كبيرا لتبسيط عديد النقاط المهمة باعتماده على تقنيات الصورة الإعلامية وتمكين الحضور من استيعاب كل ما جاء على لسانه بالصوت والصورة. مشاغل مشتركة بعد المداخلتين التقييمية والتأطيرية تم فتح باب النقاش و فسح المجال للوفود المشاركة في الندوة لإبداء ملاحظاتها حيث كان الإقبال على النقاش مكثفا وترجم نجاح الندوة في تحقيق كل أهدافها خصوصا منها التقييمية باعتبار ان المشاركين والمشاركات هم المرآة التي تنعكس عليها قيمة المكاسب التي جاءت بها المفاوضات. ونتيجة لذلك ومثلما أكد الاخ المولدي الجندوبي في مفتتح الندوة فقد خلصت هذه الأخيرة إلى جملة من التوصيات المهمة تتعلق بعديد الزوايا المهمة والحساسة في القطاع العام فسجلنا تأكيد غالبية الحضور في مداخلاتهم النقاشية على مسائل مهمة وملحة مثل العمل على إيجاد استراتيجية تفرض على الطرف المقابل في المفاوضات الالتزام بتطبيق كل الاتفاقيات الموقع عليها مع الطرف النقابي، والانتباه أكثر ما يمكن لمخططات جر القطاع العام نحو الخوصصة خصوصا في قطاعات حيوية مثل الكهرباء والصحة والتعليم النقل ومنع حدوث ذلك ، ورفع الجاهزية النضالية لقطع دابر السمسرة والمناولة باليد العاملة والعمل الحثيث على حلحلة الوضعيات الشائكة للعملة المتعاقدين وفتح ملفات الجباية غير العادلة وتوزيع الثروة بأكثر جرأة ومزيد التنسيق مع المنظمات الشغلية الدولية وضرورة انسجام التشريع التونسي مع نظيره العالمي والبحث عن حلول جذرية للتفاوت اللا منطقي بين الزيادات في الأجور والزيادات في الاسعار ومراجعة احتساب الأداء على الدخل في ظل المتغيرات الجديدة ، وايلاء أهمية كبيرة إلى ديمقراطية التشغيل وانتشال أصحاب الشهائد العليا من البطالة المفروضة عليهم والتصدي لمعضلة التجارة الموازية التي تضر باقتصاد البلاد وتكثيف الجهود لدعم الانتساب لمنظمتنا العتيدة انطلاقا من المكاسب الاجتماعية المحققة أثناء المفاوضات والبحث عن سبل فرض الاتفاقية الدولية 135 المتعلقة بحماية المسؤول النقابي وجعلها أكثر جدوى وفاعلية، والاستفادة من المفاوضات الاجتماعية السابقة بما تضمنته من ايجابيات وسلبيات لخوض مفاوضات جديدة يجب الاستعداد الجيد لها منذ الآن ورسم خطوطها العريضة لضمان نجاحها وتحقيق أكثر ما يمكن المكاسب للعمال بالفكر والساعد. معا نصنع مفاوضات ناجحة وهو يختتم فعاليات هذه الندوة الناجحة على كل المستويات جدد الاخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد حرص الاتحاد العام التونسي للشغل على الإنصات لقواعده وأكد ان كل التوصيات الصادرة عن الندوة سيتم أخذها بعين الاعتبار في المفاوضات المقبلة واعتمادها طريقا للولوج إلى المطالب الرئيسية للشغالين والنضال من اجل تحقيقها مبديا ارتياحه لقيمة هذه التوصيات الصادرة ومعولا على تعاون الجميع من اجل مفاوضات قادمة ناجحة . جديد أولاد المناجم نهاية أشغال الندوة على مستوى المداخلات والنقاش اقترن بمواكبة الوفود المشاركة لسهرة فنية ملتزمة أمنتها فرقة أولاد المناجم التي عادت إلى سوسة هذه المرة محملة بجديدها الموسيقي الذي تفاعل معه الجميع في قاعة العرض وأكد تشوق النقابيين إلى أغاني هذه الفرقة المناضلة والمبدعة.