قدم الأخ فاضل زيدان المستشار لدى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب محاضرة حول الشركات المتعددة الجنسيات في الوطن العربي جاء فيها بالخصوص أن هذه الشركات شهدت منذ الستينيات توسعا ونمو ا متزايدا حيث بلغت استثماراتها 149 بليون دولار سنة 1977 وجاء المحاضر على الانعكاسات السلبية لهذه الشركات على العمل النقابي وعلى اقتصاديات البلدان النامية محددا إياها في نهب خيرات البلدان التي تعمل بها مبرزا أساليب متنوعة كتعويم العملة وإغراق السوق بالسلع الاستهلاكية والدفع باتجاه دور الدولة خاصة في مجالات الخدمات الاجتماعية داعيا الى أن تلعب النقابات دورا متجددا. الأزمة المالية الحالية نتاج لتقلبات سوق النفط وفي المحاضرة المتعلقة بالأزمة المالية الحالية التي قدمها استاذ الاقتصاد بجامعة دمشق الاستاذ حسين الفحل وقع التأكيد على أن الأزمة قد تتحول بين الأونة والأخرى الى أزمة عالمية يمكن لبعض البلدان الكبرى تجاوزها وقد تغرق بلدان أخرى في متاهاتها وأعزى أسباب هذه الأزمة الى تقلبات سوق النفط والتحكم في أسعاره من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تسعى جاهدة الى إحكام قبضتها على إجمالي احتياطي النفط في العالم وقادت من أجله عدة حروب تحت عناوين مختلفة كالديمقراطية وحقوق الانسان مبينا أن ذلك أثر في اقتصاديات البلدان النامية حيث تضررت بشكل خاص المنطقة العربية التي أخضعت برامج التنمية فيها الى احتكارات الرأس مال الأجنبي والشركات المتعددة الجنسيات العاملة في خدمة مصالح الدول الكبرى وذهب المحاضر الى الاعتقاد بأن الأزمة قد تكون مفتعلة لإعادة السيطرة على اقتصاديات العالم من طرف أمريكا والدول الكبرى. جمود أسعار ما قبل سنة 1973 أزم واقع اليوم وفعل تأثيرات الاقتصادية والمالية وقدم أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية الأستاذ حسين الديماسي محاضرة بعنوان تقلبات سوق النفط وآثارها على اقتصاديات البلدان النامية ودور النقابات في تشخيص الأزمة واستشراف الحلول جاء فيها على مدخل تاريخي لتقلبات سعر النفط منذ سنة 1973 وهي السنة التي شهدت استخدام النفط كسلاح بيد العرب واستدل بعدة أرقام لهذه التقلبات مؤكدا أن إفرازاتها غير مسبوقة وغير مفهومة حتى أن سعر البرميل لم يعد يغطي سعر تكلفته عند الانتاج . وحلل الاستاذ حسين الديماسي خصائص المرحلة التي شهد بها السعر نسقا تصاعديا تواصل الى عدة أشهر ليعود بسرعة الى هبوط حاد واستنتج أن ذلك يعود الى الجمود الطويل للأسعار قبل سنة 1973 وخصوصيات العلاقة بين السعر والطلب في ضوء المضاربة في الاسواق ومفارقات العوامل الطبيعية والاقتصادية السياسية وغياب القوى التعديلية ومركزة التحكم في السعر. دعوة الى بعث لجنة نقابية وطنية لرصد تقلبات المرحلة وصدرت عن الدورة هذه التوصيات : دعا فيها المشاركون الى ضرورة ضبط استراتيجية فعالة من أجل وضع حد لهجرة الكفاءات المهنية في قطاع النفط الذين تم إغراؤهم برواتب عالية من طرف الشركات المتعددة الجنسيات مما اثر سلبيا في الشركات الوطنية. طالب المشاركون بمقاطعة انتاج الشركات المتعددة الجنسيات وإصدار قائمة بأسماء هذه الشركات التي لاحقت العديد من النقابيين بالاغتيال في العديد من مناطق العالم. التأكيد على تفعيل التضامن النقابي والوحدة النقابية من خلال دعم نشاط وتفعيل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. التأكيد على ضرورة تطوير مرحلة التبادل التجاري بين الأقطار العربية الى المستوى المطلوب المتضمن بالاتفاقيات المشتركة وذلك عبر أنشاء سوق عربيةمشتركة . العمل على توظيف عائدات النفط بما يخدم مصالح الشعب العربي. وضع رستراتيجية عربية موحدة مستقبلية خاصة في ظل تركيز الدول الكبرى على ايجاد الطاقة البديلة. أعرب المشاركون عن انشغالهم بأزمة الغذاء العالمية منددين باستعمال المواد الزراعية في استخراج الطاقة البديلة. أكد المشاركون على ضرورة بلورة برامج للطاقات البديلة تأخذ بالاعتبار حق الأجيال القادمة في الثروة والعيش في محيط سليم، كما أكدوا ضرورة دعم البحوث والدراسات في هذا المجال. وجهوا دعوة للاتحاد العام التونسي للشغل الى بعث لجنة نقابية وطنية ترصد الأزمة المالية العالمية الحالية وتأثيراتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والدعوة موجهة كذلك الى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب حتى يشتغل على بعث مرصد عربي للحريات النقابية والحقوق الاجتماعية بالوطن العربي. اعتبارا للنجاح الذي حققته هذه الدورة أوصى المشاركون بالاستمرار في هذا النهج دعما لمجالات التكوين والتثقيف على المستوى القطري وخارجه.