هل هناك أمة منكوبة تتكالب عليها القوى كأمتنا العربية، أمّة ما ان خرجت من حكم الأجنبي وامتلكت قرارها حتى ابتليت بطامة لا توازيها طامة فواجه العرب مشروع الحركة الصهيونية أو الحلم الشيطاني المعبأ بحقد ألفي عام ومدعوم بأكبر امبراطورية في التاريخ. ومع ذلك ما استكانت ولا استسلمت ولا هانت، فما ان يعتقد الأعداء أنّها ماتت وخنعت حتى تنهض تشحذ أسيافها ولا تنكسر فهزمت في 48 وانتكست في 67 فحاربت بوحدة غير مسبوقة وانتصرت في 73 ثم طعنت في كامب دايفد في 79 وملحقاته وأُجتيحت في 82 فنهضت وكانت الانتفاضة المباركة في 87 وتحرير الأراضي العربية في القطر اللبناني في 2001 وانطلاق المقاومة العراقية في 2003 وانتصار تمّوز في 2006، فالمقاومة تذيق الغزاة ألوانا من الهوان وتلقنهم دروسا في الشجاعة والتضحية. أمّة عربية تستعصي على الهزيمة كلّما مرّت بمنعطف عادت إلى مخزونها الحضاري تستمد منه القوة، أمّا أعداؤها فلا يملكون الاّ مشروعا شيطانيا لا هدف له الاّ استعباد الشعوب ونهبها وإذلالها وأمّة العرب لا يمكن أن تسلم بذلك أبدا. لم يعد هناك طريق للخروج ممّا نحن فيه الاّ ان نشق طريقنا بقوة فوق بحر من دم تحت أفق مشتعلٍ من نار جمال عبد الناصر