«نلعب، وإلاّ نْهِزْ كورتٍي» مثل شعبي، ألفتهُ آذاننا، ونحن صغار، وقد ذاع صيته في «البطاحي» وخاصة في الحوم العربي، مصدره فئة خاصة من ميسوري الحال بما أنّهم في غياب الامكانيات الفنيّة فهم يمتلكون «الكرة» التي سيقع اعتمادها لتلك المباراة. إلّي تتوفر عندو الفلوس (بالطبيعة فلوس بوه) لأجل ذلك يقع اقناع هذا المُفلس كُرويّا بأن يكون مدربا للفريق وهو كذلك «الشاهد اللّي ماشافش حاجة». يعني المدرب الذي ليست له أي كلمة وليس له أي رأي. لذلك عادة ما نسمع جملة وحيدة «نلعب وإلاّ نْهزْ كرتي»! نفس الشيء تقريبا وهذا هو بيت القصيد يحدث مع بعض رؤساء فرقنا الذين في غياب القدرة على التسيير بما للكلمة من معنى، تلقاهم يردّدون «نْسيرْ كيما نحب وإلاّ ما عادِشْ نعْطي فْلُوسي» وكأنّهم «شادّين علينا السّماء لتطيح»، بعد أن يذهب في اعتقادهم بأنّهم بفْلُوسهُمْ يمكنهم الحصول على أيّ شيء!!! فكم من رئيس ناد أخفق مع فريقه رغم وفرة ماله، وكم من حكيم نجح في الحصول على معجزات رغم تواضع امكانياته المادية. هنا تجدر الاشارة إلى أن فْلُوس بْلاشْ مُخْ، لا تُساوي شيئا مقارنة بمن توفّرت لهم الحكمة والدّراية وقوّة الشخصية. فما الجدوى من وفرة المال والتعويل على أصحاب المصالح الذاتية؟! عاد يزّينا من هاك الحكاية اللّي صدّعت وِذْنِينَا «عْييتْ وخْسرتْ صحّتي وخْسرتْ فلُوسي وضيّعت عائلتي وضيعت مصالحي! وهذا موش صحيح لأنّ المصالح لا تأتي إلاّ بالمعارف والمعارف ما تلقاها كان في جوّ الكرة، خاصة اذا كان الواحد رئيس جمعية كبيرة كي الترجي وإلاّ النجم وإلاّ الافريقي! هذه الاسطوانة أنا نعرف فيها رئيس جمعيّة، ولكنّه موش من أنصارها! صحيح لعب معاها في أصناف الشبّان. ولكنّه كان بعد المباريات الصباحيّة مع الفريق الذي يحمل ألوانه، يتحوّل مباشرة لمشاهدة مباراة فريقه المحبّب إلى قلبه في ملعب زويتن في حين يتحوّل بقيّة زملائه إلى ملعب المنزه أين تدور مباراة فريقهم الذين ينتمون إليه. علاش ها الرئيس هذا لعب في فريق (ولو أنّه مع الشبّان فقط) وهو يحب فريق آخر؟ وعلاش سعى وبَاسْ اليدين باش يولّي رئيس لهذا الفريق الكبير وما سعاش باش يولّي رئيس الجمعيّة اللّي يحبّها؟ زعمة علاش؟ ريتُو علاش الناس تجري وراء الجمعيات الكبيرة؟ لأنّها تفتح أمامهم أبواب السّعادة والثراء والشهرة. وهذا لا يمكن تحقيقه مع فرق تُعدّ جماهيرها على أصابع اليد الواحدة ولا تتعدّى ميزانيّاتها ثمن شقّة بحي النّصر!! ريتو علاش الناس تتْكالبْ على الجمعيات الكبيرة؟ هنا لا يفوتني التنويه بما فعله أحد رؤساء هذه الفرق وهو ليس برجل أعمال وليست لديه أموالا طائلة، ومع هذا نجح مع فريقه في الحصول على بطولة الموسم الماضي، رغم أنّ ميزانية فريقه تعتبر أقل من ميزانيات بعض الفرق الأخرى والتي يسمّونها كبرى! ولا أدري لأي سبب من الأسباب تتواصل تسميتها بالكبرى والحال أنّها تُسيّر بطرق لا يحق لنا أن نسمّيها حتّى بالمتوسطة؟ ماذا بقي من صفة الكبر؟ أموال طائلة يقع التصرّف فيها بصفة بدائية تبعث على التساؤل: علاش الأمور موش ماشية؟ لأنّه يمكن أن يكون «مزهارا» أو أي شيء من هذا النوع في الترجي الحالي جاءت النتائج الأخيرة مؤكدة أنّ هناك شيئا من التحسّن في انتظار تحسين المردود الفردي والجماعي للفريق (؟) المهم أنّ الترجي يتصدّر اليوم الترتيب العام لبطولة الرابطة الأولى لكرة القدم وهذا يعتبر في حدّ ذاته انجازا إذا ما أخذنا في الاعتبار بعض المشاكل التي مرّ بها منذ انطلاق الموسم وإذا كان الترجي بمشاكله العديدة في المرتبة الأولى أمام غريميه التقليديين الافريقي والنجم اللذين أمورهما الفنية في تراجع ملحوظ خاصة من ناحية الأداء وحتى النتائج بعد أن عجزا على هزم فرق متواضعة المستوى. قلت إذا كان الترجي في المرتبة الأولى رغم مشاكله الداخلية فكيف ستكون أموره لو تخلّص مسؤولوه من بعض العادات السيئة خاصة منها تلك التي تتعلّق بتوجيه أصابع الاتهام لبعض أبنائه هنا نحن نتمنّى أن يكون وضع الترجي الحالي خير حافز لمسؤوليه ولاعبيه وإطاره الفني ليواصلوا حصد النتائج الايجابية في انتظار المواجهات الصعبة بداية من دربي العاصمة أمام الافريقي يوم 9 نوفمبر والذي سيكون بمثابة الامتحان الحقيقي لأبناء فريق باب سويقة. على كل تبدو أمور الترجي الحالية، أفضل بكثير من منافسه الذي قد يتحدّد مصير مدرّبه في تلك المباراة وفي صورة انتصار الترجي الرياضي اعتمادا على وفرة زاده البشري. فإنّ الأكيد أنّهم تركوا كابرال يعمل بعيدا عن التدخلات الجانبية. وإلاّ ماذا يعني الاعتماد على ليلو مبيلي في مباراة الأولمبي الباجي أليس هذا واحدا من الحلول رغم أنّه لم يقنع لكنّها أولى البدايات مع العلم أنّه على المدرب كابرال عدم التعويل الكلّي على الجهة اليمنى أين يتواجد جونفاي ووليد التايب مع مساهمة انرامو في العمليات الهجومية. لأنّ طريقة اللعب أصبحت واضحة جدّا جدّا؟ لن أذيع سرّا إذا قلت أن استراتيجيات لعب الترجي الرياضي واضحة تمام الوضوح لذلك فإنّه يصبح من الضروري تغيير الأسلوب بتغير المنافس خاصة وأنّ الرصيد البشري يساعد على ذلك. بقيت كلمة لابدّ منها وهي التي تهمّ وضع خط الدفاع بما أنّ الاعتماد على بدرة وجابر في محور الدفاع قد لا يساعد الترجي في عمليات اخراج الكرة صحيحة. ومن أنذر فقد أعذر وهذه مساهمة بلوشي في كيفية اعداد الترجي لقادم رهاناته؟! ملاحظة: اعتمدنا في بعض السطور على اللغة الدارجة حتى يتمكّن بعض العاملين في الترجي الرياضي الحالي من فهمها دون استعانة ببعض المترجمين واللّه ولي التوفيق