أفضت نتيجة دربي العاصمة بين الترجي الرياضي وغريمه التقليدي النادي الافريقي إلى تعادل عادل، إذا ما أخذنا في الاعتبار مردود الفريقين في شوطي المباراة التي كانت تبدو على الورق في صالح أبناء كابرال (؟) الاّ أنّ حقيقة الميدان أكدت مرّة أخرى أنّ مثل هذه المباريات لا تخضع للأحكام المسبقة. وعلى عكس ما كان ينتظره البعض فإنّ المبادرة بالتسجيل كانت لأبناء بن شويخة الذين سيطروا على منطقة وسط الميدان مستغلّين في ذلك ثقل وسط ميدان الترجي ودفاعه الذي أصبح يتغيّر من أسبوع لآخر، ممّا مكّن لاعب الافريقي «تشالا» من التلاعب بكلّ الخطّ الخلفي للترجي وتسجيل هدفين في ظرف وجيز جدّا. هنا نسأل: من تعمّد تشريك جابر وخاصّة بدرة ولماذا جابر وبدرة معًا ونحن الذين قلنا في عدد سابق أنّ التركيبة الدفاعية لن تستقيم معهما ونحن الذين نعلم أنّ المدرب «كابرال» لم يكن في حسابه تشريك اللاعب «بدرة» بما أنّنا نحن نعرف من أَذن بإقحام قائد الترجي في التشكيلة الأساسية، ولكن لأسباب مبدئية نفضل عدم كشف تفاصيلها. المهم أنّ كابرال كان على حقّ بعد أن لاح وسط دفاع الترجي متفكّكا، وقد كان بإمكان مهاجمي الافريقي تسجيل أكثر من هدفين ولكن ليس خط الدفاع لوحده الذي لم يكن في يومه لأنّ أكبر نقطة ضعف في الترجي كانت منطقة وسط ميدانه. أصعب اللحظات ولكنّ..!! رغم كلّ تلك النقائص، عجز الإفريقي على هزم الترجي الذي عاد في المباراة بفضل دهاء بعض لاعبيه رغم أنّ الافريقي كان الأقرب للخروج بنتيجتها النهائية. من هنا يمكن القول أنّ الترجي يملك من الذهنيّة ومن قوة الشخصية ما يجعله يتجاوز عديد الوضعيات الصعبة حتى عندما يكون في أتعس حالاته. وهذه صفة من صفات الفرق الكبرى، رغم تواضع مردود أغلب لاعبيه الذين لم يعد لديهم ما يضيفوه للفريق، على غرار بدرة والبكري والتايب وبيان فيني وحتى جابر الذي يفقد الكثير من امكانياته كلّما ارتفع مستوى المنافس. ومثلما قلنا في فترات سابقة فإنّها لا تجوز المقارنة بين اللّعب ضد فرق أسفل الترتيب واللّعب ضد النجم أو الافريقي والصفاقسي لأنّ الفرق المذكورة في المقام الأول لا يمكنها أن تكون مقياسا لتحديد «فُورمة» اللاعبين. الخلاصة خرج الترجي بتعادل في طعم الانتصار وهو ما سيجعله في وضع مستقر مؤقتا (!) اختيارات واختبارات نعم الترجي غير قادر على الظهور بمستوى رفيع رغم وفرة الزاد البشري هنا لابدّ من التّذكير بأنّ السّفينة لا يُمكنها أن تُسيّر بأكثر من ربّان بعد تشريك عديد الأطراف في اختيار تشكيلته الأساسيّة فسمّار اللّيالي لهم رأي، وبعض أعضاء الهيئة لهم رأي آخر ليقع الفصل في نهاية الأمر بين اختيارات كابرال واختيارات الكنزاري الذي يلقى دعما كبيرا من رئيس الترجي وبعض مستشاريه. نعم هذا ما يكبّل الفريق الذي لو يتخلّص من هذه الفوضى فحتما ستكون له كلمته، مثل هذا التداخل من شأنه أن يعيق الترجي على الظهور بحقيقة امكانياته.(!) هنا نسأل: إلى متى سيواصل مسؤولو الترجي التعويل على بيان فيني الذي يؤكد في كلّ مباراة بأنّه غير قادر على إفادة الفريق؟ أين ليلُو امبيلي الذي ينتهي عقده مع موفى شهر ديسمبر القادم وهو الذي كلّف خزينة الترجي 250 ألف دينار؟ لماذا انتدبوه؟ ونفس الشيء في خصوص المدافع صالح المزالي الذي تمّ انتدابه بما يقارب النصف مليار والذي لم يعد قادرا على افتكاك مكان بالتشكيلة حتّى في غياب جانفيي؟ والأمثلة عديدة في هذا المجال. العشوائية والاختيارات البدائية هنا يصبح من العيب أن يذكّرنا رئيس الترجي بأنّه تعب من كثرة المصاريف والحال أنّ هذه المصاريف ذهبت كلّها إلى سلّة المهملات 650 ألف دينارا لبيان فيني، 500 ألف دينار لمزالي، 250 ألف دينار ليلُو امبيلي، 300 ألف دينار لكونان وإدْارْ! وبعملية حسابية بسيطة يكون مبلغ المليار و700 ألف دينارا ذهب في مهب العشوائية.(؟) إنّه سوء التصرّف في الأموال بما للكلمة من معنى! لذا لا مجال لإعادة تلك الأسطوانة المجروحة «عَييتْ قاعد نصرف وحدي» على ذكر المصاريف يظهر أنّ الأحوال المادية ليست على أحسن حال، بعد أن وقع اعلام لاعبي فرع كرة اليد ومدربهم بإمكانية تأخير موعد خلاص الجرايات إلى موعد غير محدّد. مع العلم أنّ جراية اللاعب ليلُو امبيلي لوحده في حدود (17 ألف دينارا) ألا تعتبر كافية لخلاص جرايات لاعبي ومدربي فرع كرة اليد بأكملهم .(؟) بالتأكيد لا. لأنّه لو كان الأمر كذلك لما وقع انتداب ثلاثة لاعبين من الافريقي بما يقارب ال 250 ألف دينارا اضافة إلى لاعب من بني خيار بما قدره 100 ألف دينارا مع إعارة 3 لاعبين من الترجي لفريق بني خيار!! لتصل الصّفقة إلى قرابة ال 200 ألف دينارا! كذلك انتدب الترجي لاعبا من مكارم المهدية ب 30 ألف دينار. وأمام هذه الأوضاع المالية غير المنطقية يصبح من الضروري إعادة النظر في عقود وجرايات لاعبي الترجي من أبناءه كسليم الزهاني ومحمود الغربي وغيرهم من اللاعبين الذين تتطلب أوضاعهم مراجعة جذريّة لها وإذا ما علمنا بأنّ فرع كرة الطائرة هو أيضا انتدب لاعبا من الأولمبي القليبي بما يقارب ال 250 ألف دينارا . نسأل بكل إندهاش عن مدى جدوى هذا الانتداب خاصة أنّ هذين الفرعين يعيشان من مداخيل فرع كرة القدم بعبارة أوضح كرة القدم التي يجد مسؤولو الترجي صعوبات جمّة لتغطية مصاريفها وهي التي تنفق على فرعي كرة اليد والطائرة!! يحدث هذا في الترجي والكلّ يتساءل: أين ذهبت بقية الفلوس؟ متى الجلسة العامة؟ في مثل هذه الحالة يمكن التأكيد على كون الترجي كان قادرا على العيش بنصف الميزانية التي يتكلّمون عنها في الكواليس (11 مليارا)، ليكسب الفريق في نهاية الموسم كأسا. يعني كأس ب 11 مليارا!! مع الإشارة إلى أنّ فرقا كالملعب التونسي والنادي البنزرتي ونادي حمام الأنف وترجي جرجيس أمكن لها الفوز بهذه الكأس رغم أنّ ميزانياتها لم تتجاوز المليار الواحد!!! من هنا يصبح من الواضح أنّ الترجي يعاني تضخّما ماليا لا مبرّر له والأكيد أنّنا سنعود إلى تفاصيله في أعدادنا اللاحقة خاصة وأنّ لا أحد يعرف متى ستنعقد الجلسة العامة؟