بإنتداب يوسف الزواوي للسهر على الشؤون الفنية للترجي الرياضي يكون هذا الاخير ثالث مدرب بعد الفرنسي ديقيبيرو والبرازيلي كابرال منذ انطلاق الموسم الحالي. وإذا اردنا القيام بتحليل فني لطريقة لعب فريق باب سويقة، نلاحظ بما لا يدع مجالا للشك انّ أحسن العروض الكروية التي قُدّمت من طرف لاعبيه هي في فترة البرازيلي كابرال، رغم صغر سن اغلب اللاعبين ورغم الفترة الحساسة التي أخذ فيها المدرب البرازيلي زمام الأمور بما أن هذا الاخير لم يكن لديه متّسع من الوقت (لم تكن هناك راحة) ورغم عدم تمكّن مسؤولي الترجي من القيام بانتدابات قيّمة بما ان السيد كابرال أخذ القطار وهو يسير فان بصمته كانت واضحة، بل بدت ملامحها منذ أولى مباريات الترجي الذي كان يعوّل على مجموعة محلية بنسبة 99 لان المغربي هشام أبو شروان كان في اغلب المباريات مصاب. الترجي انتصر على النادي الصفاقسي في صفاقس بالذات وقد اعتمد يومها على ما لا يقل عن أربعة لاعبين شبّان، يعود لهم الفضل في رفع نسق المباريات بفضل صغر سنهم وحيويتهم وروح البذل والعطاء التي ميّزت مردودهم، مع قدوم يوسف الزواوي استبشر كل الترجيين خاصة بعد الانتدابات التي قام بها رئيس الترجي حمدي المدب ليذهب في اعتقاد الجميع بان عجلة الفريق ستعود لدورانها العادي ولن تأخذ في ذلك كثيرا من الوقت نظرا لاطلاعه على كل خفايا الفريق. ولكن بمرور الوقت ورغم الراحة التي فرضتها كأس افريقيا بغانا على بطولتنا (قرابة الشهرين) لم نلاحظ اي تحسن لا على الاداء الفردي ولا الجماعي، بل يمكن القول ان المردود العام للفريق تراجع بصفة ملحوظة الشيء الذي حيّر جماهير الترجي التي لن يدوم سكاتها اكثر من اللزوم اذا ما تواصل مثل مردود مباريات ترجي جرجيس وجندوبة الرياضية والملعب القابسي بقرنبالية (مباراة ودية) والنادي البنزرتي بملعب المنزه وقبل هاته المجموعة من المباريات مباريات تربص الامارات العربية والذي افرز 3 هزائم متتالية حتى وان كان الخصوم من افضل الفرق الاوروبية! الا ان الحقيقة غير ذلك لان الترجي لم يلعب لا ضد ريال مدريد ولا برشلونة ولا ميلان ولا المناشستر ولا حتى ليون الفرنسي. . اخطاء ونقائص كثيرة من هنا يتضّح ان خللا ما لم يقع اصلاحه أو لنقل لم تقع مراجعته وهو المتمثل في تجاهل بعض اللاعبين الشبان الذين وجدهم الترجي في ايام شدّته وعندما كتبت منذ أكثر من شهر وتساءلت عن مصير اللاعبين الشبان مع يوسف الزواوي ظن البعض ان في كلامي «نحيب» وتشاؤم مفرط فيه الا ان الايام اثبتت صحة توقعاتي بما ان تشريك هؤلاء الشبان في مباريات الفريق، كان بمثابة «ذرّ الرماد على الاعين» لانّ تشريك لاعب شاب واعد في اخر دقيقة من مباراة ترجي جرجيس ليس له اي تفسير كما ان عدم اقحام لاعب في قيمة سامح الدربالي او عدم الاعتماد عليه حتى كاحتياطي من الاشياء التي لا يقبلها العقل! من الناحية الفنية يظهر ان تشريك زعيّم والدّراجي معا ليس في مصلحة الترجي، لا لشيء إلاّ لانّ كليهما لا يحسن اللعب على الرّواق لأن لا احد منهما له خاصيات لاعب الرواق وهي المتمثلة أساسا في السرعة والقوّة والحيوية في المقابل شكل تواجد اللاعب اليوسفي في هذا المركز خسارة كبرى للفريق لما لديه من إمكانيات فنيّة تجعله يفيد الفريق صحبة «مايكل» أي في وسط دفاع المنافس ثم وهذا هو الاهمّ لماذا تركيز كل خيارات الترجي على لاعب وحيد وهو مايكل وذلك بالاعتماد على التوزيعات العرضية التي تجعل كل دفاعات منافسيه في راحة تامة خاصة في غياب المساندة اللازمة للمهاجم «مايكل» الذي غالبا ما يجد نفسه في وضعيات معقدة (بين مدافعين او ثلاثة) نحن على يقين من ان يوسف الزواوي الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال التدريب وكذلك بثقة كل الترجيين سيجد الحلول اللازمة لاداء لاعبي الفريق، ولكن عامل الوقت هو الذي لا يرحم بما أنّ الترجي الرياضي سيدخل غمار المواجهات الافريقية وهنا وجب الاعداد لها من الان حتى لا يكون عرضة لبعض المفاجآت، هنا علينا ان نسوق بعض المقترحات حتى يشرع يوسف الزواوي في اعداد العدة لهذه التظاهرة الافريقية التي تعلق عليها جماهير الترجي كل آمالها ولن يكون ذلك الا بالتعويل على اللاعبين المؤهلين قانونيا والذين توجد اسماءهم ضمن القائمة الإفريقية والتي لا تضم اسماء «بدرة» و»مزالي» و»بيان فيني» و»مايْكل»(؟) ولأننا نؤمن بأن «الفورمة» لن تأتي الا بالمباريات، وجب التفكير من الان في تشريك المرسمين بالقائمة الافريقية في ما تبقى من المباريات التي تسبق هذه الانطلاقة مع الكأس الافريقية، حتى يكتسبوا نسق المباريات الذي بدونها لا يمكن ان ننتظر الكثير منهم. هيكلة ولكنّ؟ وعلى عكس ما يتصوره البعض من ان يوسف الزواوي غير قادر على النجاح مع فريق في طور الهيكلة مضيفين بان كل ما تحصل عليه مع الترجي في فترات سابقة من نجاحات وتتويجات يعود فيه الفضل لقيمة اللاعبين الفنية (ما يقارب العشرة لاعبين في منتخبنا الوطني اضافة الى ثلاثة لاعبين أجانب من الطراز الرفيع) فاني على اقتناع تام انّ يوسف الزواوي قادر على النجاح مع الترجي وتغيير اموره شريطة التعويل على خليط من اللاعبين بين اصحاب الخبرة وبين شبان الفريق الذين يتقدون حيوية واندفاعا وطموحا وهذا ليس بصعب على مدرب يعتبر من أحسن ما أنجبت الكرة التونسية ولان الترجي اظهر مع كابرال أنه قادر على الانتصار والإقناع بلاعبين شبان، أرى أن كلام يوسف الزواوي في المدة الاخيرة عن الانتصارات وغياب الاقناع في غير محلّه بما انه أكد أنّ لتواضع المستوى العام لبطولتنا هو الذي جعل الترجي يعجز على الاقناع امام ملعب قابس والبنزرتي وترجي جرجيس وجندوبة الرياضية فهل سينجح بذلك التخطيط والاختيار امام الافريقي والنجم؟؟! ولو انه نجح في هزم الملعب التونسي برباعية بعد ان احدث بعض التغييرات التكتيكية والتي كان لا بدّ منها خاصة على مستوى اختيار مايكل وبيان فوني للعب معا.