الاعتداء الأمريكي على قرية البوكمال السورية لا يمكن وصفه إلا بالجبان والسافر، ورغم انه خطير وجائر لم يحرك له ساكنا حكامنا العرب الأكابر، كما تجاهلته الأممالمتحدة ومنعت التوقف عنده في اجتماع طارئ، بقيت الجامعة العربية فقد كشرت عن أنيابها مشكورة وسارعت بصياغة بيان يتيم قرأه عمر موسى وتحاشى فيه المطالبة بعقد اجتماع عاجل أو وصف بوش على سبيل المثال بالسفاح القاتل !! وحدها جمعية الرفق بالحيوان أمريكية أعجبني موقفها وسخطها على بوش، فإضافة الى وصفه بأم المهالك والمصائب فقد تبرأت منه وقالت أن جمعياتنا لا يشرفها هذا الكلب السائب!! قمامة !! تسيبي ليفني الأفعى العبرية، واخطبوط الدبلوماسية الاسرائيلية، الشقراء الماكرة التي قلبت رأسا على عقب وزارة الخارجية وحولتها الى مقبرة للحرية ولكل المبادئ الإنسانية. عجزت رغم ذلك في أن تحوز أسوة بمارغريت تاتشر الانقليزية على لقب المرأة الحديدية. وإذا سألتموني لماذا؟ أجبتكم: لأنها لذيذة «سكر زيادة» وناعمة بما فيه الكفاية ورقيقة جدا وجذابة، طبعا كل هذا أمام الكاميرا، اما وراء الكواليس فهي متصهينة ومتشددة ومحتالة، تصافح الفلسطيني بيد، وباليد الأخرى ترمي بملف المفاوضات في القمامة!! «شبر مية» في اليمن والمغرب والجزائر فعلت الأمطار فعلها ولم تستأذن الوزارات والدوائر الرسمية! فجاءت الحصيلة مؤلمة وتمثلت في عديد الضحايا والخسائر المادية. كل هذا حصل لأن الأشقاء في تلك الدول استبعدوا فرضية الفيضانات والعواصف الرعدية والثلجية. شخصيا تمنيت في تونس لو أن السلط المعنية بما فيها البلديات والمستشفيات والحماية المدنية قد اشتركت في وضع تصور واقعي استباقي لما يمكن ان يحدث لو فاجأتنا لا قدر الله أمطار طوفانية لم نستعد لها بطرق وقائية علمية. فعندها كل الإجراءات لن تجدي نفعا بعد أن تكون مياه الأمطار قد تسللت الى غرف نومنا وأغرقتنا جميعا في «شبر مية»!!