في اطار احتفالاته باليوم الدولي لمكافحة العنف الموجه ضد المرأة نظم الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري صالونا شبابيا محوره «الفن وسيلة لتنمية التكافؤ بين الجنسين والوقاية من العنف الموجه ضد المرأة» وقد حضر هذا الصالون مجموعة من الطالبات والطلبة وبعض الباحثين والمشرفين النفسيين في فضاءات الشباب التي افتتحها الديوان فضلا عن الرسامة يمينة المثلوثي التي تعرض لوحاتها في الفضاء الذي يحتض الصالون وهو فضاء «أرليبريس» بضاحية الكرم، ويحتوي معرضها على 25 لوحة اطارها الجامع هو ألوان عنيفة لمقاومة العنف. الصالون افتتحته الأخت نجوى السافي مشيرة الى ان هذا اللقاء يندرج في اطار محاولة تأهيل العقليات لتجاوز معضلة مختلف اشكال العنف المسلط على المرأة، وانعقاد هذا الصالون في هذا الفضاد الثقافي وبين احضان لوحات فنية هو عبارة عن نافذة يفتحها ديوان الاسرة والعمران البشري على الفن وتوظيفه لمقاومة هذه الظاهرة خصوصا لما يحتويه الفن من جمالية تسهل هضم الخطابات التوعية وهو الامر الذي ذهبت اليه الاخت رابحة بوسلامة من الديوان اما الاخ محسن مسؤول الاتصال في الديوان اكد ايضا ان هذا اللقاء هدفه الانصات للشباب ومحاولة سبر نظرته للعنف ضد النساء. الفنانة يمينة المثلوثي التي أدخلت على هذه الجلسة حيوية جميلة بالتمرين الذي طالبت فيه الجميع بإسناد عناوين للوحات المعروضة في اطار المحور العام للقاء، أكدت ان ظاهرة العنف تحتاج علاجا بشكل كوني تسهم فيه مختلف الحساسيات المجتمعية والنظامية والاقليمية، والدولية لأن العنف آفة تستهدف الانسان عامة وتضرّ بالمرأة بما هي نصف المجتمع. الشباب يتحدث ويحدث المفاجأة مجموعة الشباب الحاضر تحدثت عن رؤاها وتصوراتها دون خجل ، فأكد البعض ان تعنيف النساء امتهان لكرامتهن وان الحوار وسيلة مهمة للتصدي للعنف كما اكدت بعض الطالبات المحجبات ان المرأة اذا عنفت فهي وحدها المسؤولة عن ذلك لأنها تتصرف بشكل غير لائق...! طالب اخر اكد بحزم ان جسد المرأة في الشارع هو عنف مسلط عليه واذا عنّفت الفتاة في الشارع فلأن سلوكها مشين، وأشارت طالبة اخرى الى ان العيش في العاصمة مخيف لأنها مدينة كبيرة والعائلة غير موجودة فيها لحمايتها واضافت ان العنف الذي يمارسه الاب او الاخ على الفتاة هو امر مقبول لانه يندرج في اطار الحرص على الانثى...! الشباب ... وهذه العيّنة من الشباب التي حضرت الصالون اتمنى ان يواصل ديوان الاسرة والعمران البشري في الاحاطة بها ومواصلة عقد جلسات النقاش معها، لتفسير ما معنى العنف، معنى العنف المبني على النوع اسبابه، انواعه، نتائجه على الفرد والاسرة والمجتمع، موقف الدين من العنف... لأن الكثير من الشباب يتصور ان الدين شرّع لضرب المرأة. اما الفتيات فهن يستبطن عقلية دونية واضحة في علاقتهن بأجسادهن ومحيطهن واسرهن الحالية والمأمولة... لذلك فهن سيعدن انتاج نفس الانماط السلوكية المغلوطة التي تربين عليها.