في ساعة للغضب الساطع سطرت الثلاثاء الماضي النقابة الاساسية لمستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة بمساندة ودعم وتأطير من الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة لأعوان الصحة العمومية ملحمة نضالية تاريخية التحم فيها اعوان المستشفى بالمرضى ومرافقيهم ولم يبق الا من عجز أو هو على السرير... سطرت هذه الملحمة تحت العديد من الشعارات التي تحولت الى غضب ساطع من أجل غزة ومن اجل اطفال وشيوخ ونساء غزة ومن أجل مقاومي غزة ومن اجل نصرة القضية الفلسطينية ومن اجل التبرع لأهل غزة بالدم والمال والعتاد الطبي... هذه ملامح التظاهرة النقابية التي نظمتها على امتداد ساعة كاملة النقابة الاساسية لمستشفى شارل نيكول حيث تجمع المتظاهرون امام مبنى ادارة المستشفى وتعالت الحناجر بالدعوة الى انهاء الحرب على اطفال غزة فورا وطرد الاحتلال الصهيوني الغاشم ومراجعة العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني المعتدي وطرد ممثليه من فوق الاراضي العربية ومراجعة العلاقات مع بعض المؤسسات الدولية ومنها مجلس الامن وتم هذا تحت وطأة غضب عارم من مواقف النظام العربي الرسمي وخاصة بعض أنظمة الحوار. وعلى وقع هذا الاستياء والغضب الممزوج بزغاريد النساء لشهداء غزة أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا ومقاومين على هذا الوقع تم احراق العلم الاسرائيلي ورفع أكفان رمزية للشهداء، ثم جابت المظاهرة كل أرجاء المستشفى ليقف المتظاهرون بعد ذلك امام باب المستشفى المشبك بالحديد في عملية دفع وجذب تعبيرا عن ضرورة كسر الحصار المفروض على غزة وفتح المعابر. هذا وانتهت المظاهرة بتجمع ثان امام مبنى الادارة أعرب فيه الاخ كمال الزنايدي الكاتب العام للنقابة الاساسية لأعوان مستشفى شارل نيكول عن ارتياحه لاستجابة الاعوان الى هذه التظاهرة المساندة والتضامنية مع غزة مبينا ان الحرية والكرامة وحب الاوطان هي القواسم المشتركة التي تجمع الشعوب وان حق التظاهر والتضامن ليس أغلى من نرى دماء الاطفال والنساء تسكب كما تسكب براميل النفط ولذلك ندعو الى فك الحصار على كل المظاهرات في اي شارع عربي وليس أحرص على ممتلكات الوطن من ابناء الوطن وقال هذا ما أكدته كل المسيرات والتظاهرات التي حرص الاتحاد العام التونسي للشغل على تأطيرها ودعمها ومساندتها من ذلك ان كل الاقسام في المستشفى تعمل الان بصورة عادية. وأعلن الاخ كمال الزنايدي ان باب النقابة مفتوح للتبرع وتتجه النية الى شراء سيارة اسعاف لأطفال غزة من تبرعات اعوان الصحة واعلن عن بحث مشروع يرعاه الاتحاد العام التونسي للشغل لتوجيه بعثة طبية وشبه طبية في الايام القليلة القادمة الى غزة. واضاف الاخ كمال البوزيدي عضو الجامعة العامة للصحة من ناحيته نقاطا تحليلية لترسيخ ثقافة المقاومة مشيرا الى تآمر بعض الانظمة العربية والغربية على طمس معالم هذه الثقافة. وعلى هذا النسق تفرق المتظاهرون وسط ترديدات للنشيد الوطني التونسي ووسط موجة عارمة من الزغاريد والهتافات بنصرة الشعب العربي في غزة وفلسطين.