بتمويل من الاتحاد الأوروبي وفي اطار السياسة الأوروبية للجوار شرع مكتب استشارات بلجيكي بالشراكة مع مركز «كوثر» للمرأة العربية في تنفيذ برنامج متعدّد الجوانب يهدف إلى «تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة في المنطقة الأورومتوسطية». وسيعمل هذا البرنامج الذي يمتد إلى ثلاث سنوات (2008 2011) على دعم الديناميكيات القائمة من أجل المساهمة في تعزيز الحقوق الانسانية للمرأة في المنطقة اضافة إلى سعيه للرفع من مستوى المعرفة المتعلقة بالعنف على أساس النوع الاجتماعي مع دعم البرامج والأنشطة في هذا المجال والحرص على تفعيل نتائج وتوصيات مؤتمر اسطنبول المنعقد سنة 2006 حول تعزيز دور المرأة في المجتمع. وقد بادرت خبيرة الاعلام في هذا المشروع الأستاذة اعتدال المجبري في خطوة أولى لتسليط الضوء على هذا البرنامج الى عقد لقاء بالاعلاميين التونسيين انعقد في مركز «كوثر» وحضرته السيدة جويديت نيسّة رئيسة فريق عمل مكتب ترانستيك والسيدة فائزة بن حديد خبيرة النوع الاجتماعي وممثلة الوحدة الفنيّة لهذا البرنامج، فضلا عن مساعد البرنامج وبعض الموظفات من مكتب ترانستيك. اللقاء الاعلامي انطلق بتقديم البرنامج من قبل السيدة بن حديد التي تولّت ترجمته من اللغة العربية المعروضة على الشاشة إلى اللغة الفرنسية احترامًا لضيفتي اللقاء. ثمّ بعد التقديم، انطلقت استفسارات الصحفيات والصحفيين حول هذا البرنامج وعناصر جدّته في مستوى تعزيز المساواة بين الجنسين في المنطقة الأورومتوسطية (التي تضمّ في هذا البرنامج المنطقة العربية من المتوسط تحديدا اضافة الى الأردن والكيان الصهيوني ولا تضمّ أي دولة أوروبية) إلى جانب التساؤل عن مدى المساواة بين الجنسين ومقاومة العنف ضدّ المرأة في ظلّ ما تلقاه النساء في فلسطين والعراق من عناء أثناء الحرب اضافة الى التساؤل عن حجم ما يوفّره هذا البرنامج من حماية للمرأة أثناء النزاعات المسلحة في المنطقة العربية. لقاء ممثلي برنامج تعزيز المساواة بين الجنسين في المنطقة الأوروالمتوسطية مع الاعلاميين التونسيين كان تفاعليا عبّرت خلاله الصحافيات التونسيات من داخل منطق الايجابية (وتجاوز سياسة المقعد الشاغر) عن آرائهن وسجلن موقفا حاسما يُدين الكيان الصهيوني بإعتباره كيانًا محتلاّ وفاشيًا ووجوده يتعارض أصلا مع أبسط مبادئ الديمقراطية القائلة بحق الشعوب في تقرير مصيرها فضلا عن تصنيفه ككيان معادٍ لحرية الاعلام تبلغ به مبلغ اغتيال الصحافيين... رُصدت لهذا البرنامج مبالغ مهمة من قبل الاتحاد الأوروبي بلغت ما يفوق 3 مليون دينار ونصف سيخصّص منها جزء هام لدعم بعض المنظمات وجمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال مقاومة العنف ضدّ المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين كالاتحاد العام التونسي للشغل والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات...) ويأمل القائمون على برنامج تعزيز المساواة بين الجنسين إلى تحقيق جملة من الأهداف لعلّ أبرزها السعي إلى تحقيق اجماع حول تعريف مفهوم العنف ضد النساء وتوحيد واختبار منهجيات البحث وتقنياته.