من يوم الى آخر .. وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب الصهيونية على لبنان الشقيق وما أحدثته من خراب ودمار وموت .. تبرز تداعيات هذه الجريمة النكراء وخاصة في حق أهلنا في الجنوب الصابر الذي أتلفت زراعاته وخربت حقوله واقتلعت أشجاره وفخخت بساتينه بالقنابل العنقودية ... وكأن كل ذلك لم يكن كافيا حيث ضرب في أكبر قطاع بعد الزراعة وأعني قطاع صيد الأسماك الذي تضرر بنسبة مائة بالمائة خلال الحرب ومازال الصيادون إلى اليوم يرزحون تحت وطأة المعاناة التي لم تنته بنهاية الحرب بل تواصلت مع القوات الدولية التي لا فرق بين ممارساتها وغطرسة الصهاينة وقد كانت الفرصة سانحة خلال تواجدنا بالجنوب اللبناني للاحاطة بهذا الموضوع من خلال لقاء مع الاخ علي بدران رئيس نقابة صيادي الاسماك بالجنوب الذي استضافنا في بيته ليأخذنا بعدها الى بيوت الصيادين للاطلاع على حقائق مريرة عن وضعهم الاجتماعي حيث عشش الفقر هناك وجاع الاطفال.. وتأوهت النسا.. وغضب الرجال بصمت امامنا وبالتظاهر والتنديد وقطع الطرقات من الغد بعد ان قطع رزقهم وهو من قطع الاعناق. الاخ علي بدران سئم على حدّ قوله وعود الحكومة بالالتفات الى هذا القطاع وهي وعود بلغت نسبة تنفيذها صفرا الى جانب عدم وصول اي من المساعدات الدولية الى الاهالي رغم ما يشاع عن مساعدات و»صدقات» الاخوة العرب والمجتمع الدولي... وعن سؤالنا حول السبب في هذه المعاناة المنفصلة أكد السيد بدران ان القوات الاسرائيلية دمرت القطاع من خلال تلغيم البحر وانتشار الزوارق الاسرائيلية الى بعد أقل من مائتي متر مما مزق كل انواع الشباك هذا على مستوى الصيد الشاطئي اما على مستوى الاعماق فإن الغواصات وما تحدثه من ذبذبات تحت الماء أجلت الاسماك بالكامل... ومن الاسباب التي جعلت الحالة تستمر الى اليوم رغم انتهاء الحرب اجابنا السيد بدران بأن الحرب لم تنته بعد بالنظر الى ما تقوم به قوات اليونفيل من تجاوزات وخروقات قانونية حيث واصلت هذه القوات عملها في البحر كما ان الحالة حالة حرب فالزوارق والسفن هي هي والغواصات تفعل ذات الفعل بدعوى المراقبة الامنية والتصدي لسلاح مزعوم قادم من طرطوس السورية !!! وعن الحلول التي يقترحها يقول السيد بدران «ان المنظمات الدولية ذات الصلة مدعوة الى إيلاء الحياة اللبنانية حقها في السلامة والنظافة من هذه الموبقات الصهيونية والدولية.. ويؤكد الاخ علي على نقطة مهمة ائتمنا عليها وهي ضرورة التعامل مع الجهات التونسية وخاصة من اهل القطاع لتحقيق تعاون ودعم ولما لا عمليات توأمة للاستفادة من التجربة التونسية ذات الصيت العالي في لبنان وما هذا بجديد على العلاقة التونسية اللبنانية التي يمكن اقتصارها بمعادلة صغيرة مفادها صور توأم قرطاج...