نظّمت هيئة الودادية ندوة علمية بعنوان «» تحت اشراف وزير التربية والتكوين بالتعاون مع التفقدية العامة للتربية وذلك يومي الاثنين والثلاثاء 2 و3 مارس 2009 قُدمت خلالها مداخلات ونُظمت فيها ورشات عمل، وقد وافانا السيد محمد نجيب عبد المولى المتفقد العام في مادة الفلسفة ورئيس الودادية بالأهداف التي نظمت من أجلها الندوة مشيرا الى تزايد الاهتمام في عصرنا الحاضر بالقيم الإنسانية العليا وتناسل الخطب في شأنه في ظل واقع لا إنساني يتعاظم فيه شبح الحروب والفقر والمرض بين شعوب عديدة من العالم وتعرض فيه صور بشعة لجرائم يرتكبها الإنسان في حق الإنسان فيولّد ذلك تساؤلات عن مدى القيم الإنسانية والتشريعات الحقوقية في مواجهة العنف والتعصب والكراهية والظلم بكل تلويناتها اللاإنسانية. فيستوجب ذلك من الإنسانية أن تعيد ترتيب الشأن الإنساني وإلا تدحرجت الإنسانية نحو ضرب من اللاتكافؤ القاتل في توزيع الثروة والنفوذ ودحر كل طموح في تحقيق السلم. وفي سؤال حول علاقة الندوة بالوضع الراهن أجاب: «إنّ الإنساني اليوم له راهنية نظرا لوطأة اللاإنساني المتعاظم في لحظتنا التاريخية. والمدرسة هي المنبت الذي نزرع فيه قيما تنحت ملامح التلميذ المواطن والإنسان، فهل استطاعت إصلاحاتنا التربوية وبرامجنا أن تحقق ماهو مطلوب منها في جلب اهتمام الناشئة الى القضايا الإنسانية وإلى الانسان المأمور حتى يوجّه ذلك قناعاتهم وسلوكهم ومواقفهم؟ لقد عاشت لعقود عدّة على وقع التمركز حول التعلمات بمحتوياتها المعرفية واعتبار الجانب العلائقي والسلوك المؤثر في التربية أمرا هامشيا وثانويا، فإذا كان الانساني تتهدّده اليوم القوى الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية وتحوله أحيانا الى سلعة فهل تستطيع المدرسة أن تكسب رهان بناء مستقبل البشرية على ماهو انساني؟ وإذا كان الأمر كذلك ألا يكون من أولويات المدرسة أن تجعل الانساني في صدارة اهتماماتها لتركب عليه «تلك المعارف» و»تنمية المهارات» إذ لا قيمة لمهارة أو صناعة أو معرفة إن لم تكن غايتها القصوى إسعاد الإنسان وتحقيق السلم الدائمة؟ وقد أشار السيد نجيب عبد المولى إلى أن هيئة ودادية متفقدي التعليم الثانوي ستقيم حفلات على شرف الزملاء المحالين هذه السنة على التقاعد والمرتقين في المناظرات المعينين في خطط وظيفية.