احتضنت مدينة الحمامات أيام 25 و26 و27 مارس الجاري أشغال المؤتمر الاقليمي الحادي عشر لمنطقة افريقيا والبلدان العربية التابع للاتحاد الدولي للخدمات العامة بحضور الأمين العام لهذه المنظمة العريقة التي تنشط منذ سنة 1907، والأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وممثلين من 45 دولة الى جانب السيد كمال عمران المدير العام لتفقدية الشغل وممثل وزير الشؤون الاجتماعية في هذا المؤتمر الدولي، كما حضر السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية فعاليات التحضير لهذا المؤتمر. شعار المؤتمر كان «» وهو شعار في عمق السياق العام لمنطقتنا التي تتنازعها الحروب والصراعات الدموية ومشاريع التفتيت كما تتنازع شطرها الجنوبي آفات الفقر والبطالة وأزمة المياه ومختلف الآثار السلبية للعولمة والخيارات الليبرالية. ضمن افتتاح هذا المحفل النقابي الدولي كانت الكلمة الأولى للأخ قاسم عفية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للخدمات العامة الذي أكد أن شعار المؤتمر 11 يحوصل الأهداف الأساسية للاتحاد في الألفية الجديدة خاصة فيما يحيل على التداعيات الخطيرة للأزمة الاقتصادية العالمية، مذكرا بانخراط الاتحاد العام التونسي للشغل في الحراك العالمي المناهض لليبرالية المتوحشة ولتداعيات سياسات الرأسمالية التي تهاوت بسبب اجحافها كل امكانات الرفاه والرخاء والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والحقوق العامة والفردية. الصديق بيتر ولدرف الأمين العام للاتحاد الدولي للخدمات العامة وبعد ترحيبه بالأخ عبد السلام جراد وضيوف المؤتمر وممثلي الدول المشاركة وهم 45 دولة باستثناء نيجيريا الدولة رقم 46 المنضوية ضمن الاتحاد، شكر حسن ضيافة الاتحاد وتطرق الى أهمية برنامج العمل الاقليمي لفترة 2008 / 2012 من حيث الخطط والبرامج المقترحة خاصة فيما يتعلق بالخدمات العامة النوعية والعمل اللائق وأيضا من حيث التنمية النقابية وبناء القدرات والتضامن الدولي في وضع عالمي لم يعد يبشر بالخير في ظل تراجع الحكومات عن دورها الأساسي في اسناد الأولويات المطلقة كالعلاج والصرف الصحي والشغل والنقل والمياه وأيضا لسياسة التعنت والتصلب التي باتت تبديها مع الأطراف الاجتماعية المتفاوضة معها حول المكتسبات المتحققة والمطالب المشروعة. الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أكد ضمن كلمته الافتتاحية سعادته بالثقة التي منحها الاتحاد الدولي للخدمات العامة للمنظمة الشغيلة للاشراف على فعاليات المؤتمر 11 مؤكدا أهمية التضامن النقابي الدولي في مواجهة تحديات التنمية مشيرا الى الوعي النقابي المتيقظ من أجل تطوير الخدمات العامة ذات النوعية للجميع أمام سياسات اضعاف وانهاك القطاع العام وتقلص دور الدولة في مجال الاستثمار العمومي وارتفاع أسعار الخدمات العامة وبسبب التحرير المفرط للتجارة والمضاربات المشطة وأشار الى أن العالم اليوم يعيش استنفارا بسبب الأزمة الاقتصادية وانهيار البنوك والمصارف والشركات العملاقة ولئن ضربت الأزمة بحدة في بؤر الرأسمالية إلا أن انعكاساتها السلبية على نسب النمو والمكاسب الاجتماعية في البلدان الصاعدة باتت واضحة وجلية وخاصة في بلدان الجنوب ومنها البلدان الافريقية والعربية مؤكدا أهمية التكافل النقابي الدولي وضرورة وضع استراتيجيات مشتركة والتنسيق بين النقابات ومع قطاعات المجتمع المدني من أجل انشاء مجموعات ضغط وطنية واقليمية ودولية لوضع حد للاشكاليات الهيكيلية والمالية والموارد البشرية وأيضا لإرساء منظومة تقوم على الحوار الاجتماعي وقيم الديمقراطية والحرية. أما الأخت سامية اللطيف فقد أكدت ضمن كلمتها الافتتاحية ضرورة تعزيز دور المرأة في الحراك الاجتماعي باعتبارها شريكا فاعلا في المسار التنموي. السيد كمال عمران ممثل وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن أبرز في كلمته مكانة الاتحاد العام التونسي للشغل واشعاعه في البلاد ماضيا وحاضرا باعتباره شريكا حقيقيا ساهم في استقلال البلاد وفي بناء أسس الدولة الحديثة. * ندوة صحفية على هامش افتتاح المؤتمر 11 للاتحاد الدولي للخدمات العامة انتظمت ندوة صحفية لكل من الصديق بيتر ولدرف الأمين العام للاتحاد الدولي للخدمات العامة والأخ قاسم عفية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي مع عدد من الاعلاميين وقد أعربا عن أسفهما لتغيب الوفد النيجيري عن المؤتمر. وفي سؤال «للشعب» عن البرامج المستقبلية للاتحاد أشارا الى أن أهم الخطوط العريضة للسنوات الخمس القادمة سيتم التركيز فيها على اطلاق حملات التوعية والاعلام والدفاع عن الخدمات العامة النوعية وتعزيزها وبناء ائتلافات تضم نقابات ومنظمات غير حكومية ودعوة الحكومات لصياغة سياسات واضحة في مجال الخدمات ودعوتها لضمان العمل اللائق وضمان شروطه وأيضا سيعمل الاتحاد على تعزيز استقلالية النقابات وتكريس المساواة على مستوى هيكليته وتنمية كفاءات القيادات في التفاوض والتفكير في انشاء شبكة نقابات أقوى والعمل على مزيد استقطاب الشباب والمرأة.