نظّم الاتحاد الدولي للخدمات العامة بالتعاون مع مؤسسة «فريدريش ايبرت» أيّام 12، 13 و14 أكتوبر الجاري بتونس ورشة عمل شبه اقليمية لمنطقة المغرب العربي حول تطوير خدمات عامة ذات نوعية في قطاع الصحة. افتتح الورشة الأخ محمد المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية الذي نوّه بالدور الذي يقوم به الاتحاد الدولي للخدمات في اتجاه دعم القطاع العمومي والمحافظة على المكاسب العمومية في ظلّ الهجمة الشرسة للخوصصة. ورحّب الأخ الزاهي بالتعاون المتواصل بين الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الدولي للخدمات، داعيا المشاركين المنتمين لقطاع الصحة بكل من المغرب والجزائر وتونس إلى صياغة توصيات مشتركة تؤسس لعمل جماعي للحفاظ على القطاع الصحي العمومي. وكان الأخ مسعود ناجي مستشار المنطقة العربية قد ذكر بالعمل الذي تمّ انجازه من أجل تعزيز دور الاتحاد الدولي للخدمات داخل المنطقة العربية ممّا مكّن من ادراج القضايا وهواجس العمّال العرب في لوائح الاتحاد الدولي وأعطى للنقابات العربية موقعا داخل هذه المنظمة الدولية. وكان الأخ قاسم عفية عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للخدمات والكاتب العام للجامعة العامة للصحة العمومية قذ ذكّر بالاستراتيجية التي ضبطها الاتحاد الدولي لمواجهة الهجمة الشرسة للعولمة التي تعمل على تخصيص الخدمات العمومية وعلى الضغط من أجل الحدّ من النفقات العمومية ومن حجم الأجور، بهدف تحويل الخدمة الصحية من حق اجتماعي إلى بضاعة. وقدّم الأخ الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي للخدمات للمنطقة العربية أهداف المنظمة الدولية من أجل تحسين الخدمات الصحية العمومية ومساعدة النقابات في الوصول إلى هذا الهدف خصوصا أنّ منطقة المغرب العربي تتوفّر على نقابات حقيقية ومناضلة ممّا يسهّل عملية النضال والدفع نحو خدمات صحية عمومية متطورة. ودعا الأخ قاسم عفية إلى بلورة خطّة عمل مشتركة بعيدة عن الشعارات ولكن قريبة إلى الميدان وواقع الخدمات الصحية العمومية بالمنطقة. من جهته تحدّث الأخ غسان صليبي سكرتير الاتحاد الدولي للخدمات عن الحملة التي أطلقتها المنظمة الدولية بهدف إرساء خدمات عامة ذات نوعية جيدة منذ مؤتمرها بأوتاوا سنة 2002 وجاءت هذه الخطّة في اطار مقاومة الحملات التي تدعو إلى الاعتماد على القطاع الخاص واهمال القطاع العمومي. وأضاف الأخ صليبي أنّ الاتحاد الدولي قام بحملة كبيرة للدفاع عن القطاع العمومي باعتبار أنّ الخصخصة ضرب للخدمات العامة وللفئات الاجتماعية المتوسطة والمحرومة. وأكد ممثّل الاتحاد الدولي أنّ شعار تطوير الخدمات العامة التي تكون ذات نوعية، أضحى حقيقة وهي العمود الفقري للخطّة الاستراتيجية للاتحاد الدولي الذي عوّل في هذه الخطّة على قطاعات الصحة والكهرباء والماء والبلديات والوظيفة العمومية. وأوضح الأخ صليبي أنّ الأزمة المالية الدولية الحالية أثبتت أهمية التمسّك بقطاع عمومي قوي ومتين. نشير إلى أنّ هذه الندوة حضرتها نقابات الصحة بكل من تونس والمغرب والجزائر اضافة الى نقابيين يمثّلون الخدمات العامة في تونس كما حرص الاتحاد الدولي على عادة محمودة وهي تشريك عادل ومتساو بين النساء والرجال لتدعيم وجود المرأة في العمل النقابي. كما سيعمل الاتحاد الدولي على تشريك طاقات نقابية شابة في الندوات القادمة كافة ويكون شرطا اضافيا في الندوات.