شهدت بلدية رأس الجبل مؤخرا سابقة خطيرة تمثّلت في تعمّد الكاتب العام للبلدية عدم قبول والتعامل مع النيابة النقابية المنتخبة ببلدية المكان خلافا لما اقتضاه دستور البلاد وقوانينها. ويعتبر هذا التمشّي الخطير الذي أتاه هذا الأخير حدثا خطيرا يستهدف بالأساس ضرب العمل النقابي في الصميم، ولعلّ ما يؤلم أكثر أنّه يتزامن مع إذن سيادة رئيس الجمهورية في السنة الفارطة بالمصادقة على الاتفاقية الدولية 135 لحماية المسؤول النقابي التي ناضل الاتحاد من أجلها غير أنّ الكاتب العام للبلدية يصرّ أن يكون خارج السرب وأن يتعمّد ضرب الحق النقابي وعدم الاعتراف بممثلي العمال وحرصه الذاتي والشخصي على تعكير المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة البلدية وهو تمشّ لا يأتيه الاّ أشباه بعض المسؤولين الذين يجهلون أو يتجاهلون تاريخ البلاد ودور الاتحاد العام التونسي للشغل في النضال الوطني وبناء الدولة التونسية، وهي نظرة حصيفة بعيدة كل البعد عن ذهن ووعي الكاتب العام للبلدية ليصل متعمدا الى نقطة القطيعة في تطاوله على الاتحاد من خلال عدم اعترافه بالنيابة النقابية وقبوله الجلوس على طاولة التفاوض رغم تواجد عضو من الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت والكاتب العام للفرع الجامعي للبلديات اللذين قاطعاه واتصلا بالسيد رئيس البلدية الذي استقبل كل الأطراف مشكورا مؤكدا حرصه الدائم التعامل مع الأطراف النقابية كافة دون استثناء والتي يعتبرها دائما سندا ورافدا حقيقيا لدفع العمل التنموي بالمنطقة البلدية من خلال توعيتهم وتأطيرهم للعمال بهدف تنفيذ كل البرامج والمخططات التنموية قصد النهوض بالجهة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا. وبقدر ما يُعتبر سلوك السيد رئيس البلدية سلوك المسؤول الواعي الذي يعمل من أجل خلق مناخ اجتماعي سليم داخل المؤسسة بقدر ما برز الكاتب العام للبلدية بتصرّفاته اللامسؤولة والمشينة المخالفة لدستور البلاد وقوانينها. وحيث تؤكد الجامعة العامة للبلديين حرصها الدائم على انتهاج مبدأ الحوار نهجا وسلوكا فإنّها تندّد بممارسات الكاتب العام للبلدية غير الواعي بمسؤولياته وعدم احترامه لعضوية الدستور وسيادة القانون وبالتالي تحميله تبعات كل ما سيترتب عن هذه التجاوزات من انعكاسات سلبية سيتولّد عنها توتّرا شديدا في العلاقة الشغلية بالرغم من أنّ قناعة الاتحاد تبقى راسخة بأنّ الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه وبأنّ الرهانات التي تواجه البلاد تفرض توحيد كل الجهود وتجذير الحوار والاحترام والتنسيق بين كل الأطراف في كنف المسؤولية والجدية والاستقلالية.