مهرجان ربيع قفصة الثالث الذي ولد من المهرجان الدولي «البرج» بقفصة عاش الاسبوع قبل الاخير من مارس 2009 في ثوب جديد ومتجدد. مزدان بالبهرجة والتنوع والاضافة والتجديد في البداية وبعد الاستعداد، انتظمت يوم 14 مارس تظاهرة متفرعة عن البرنامج وخاصة بأبناء قفصة المقيمين بالعاصمة واحبائهم واصدقائهم بنهج مرسيليا وشارع بورقيبة ودار الثقافة ابن خلدون. وكان البرنامج متنوعا بالطرب والفولكلور والإنشاد الصوفي واحتوى معرضا لصور قفصة القديمة ورسوما زيتية وصناعات حرفية وتقليدية وجناحا خاصا بالكتب التي صدرت أخيرا عن تاريخ قفصة وماضيها. وفي قفصة احتضنت فضاءات دار الثقافة ودار لونو والبرج وشارع بورقيبة وبياش وجوغرطة مختلف فقرات البرنامج : مسرح (خمسون) سينما (ثلاثون) ندوة لتكريم الاديب كرو القطار السياحي أمسية طربية لساسية زيتوني التي قدمت من المهجر خصيصا للمهرجان تطوّعا حفلة الفرق الصوفية والفولكلورية والقادرية القفصية (بوبو). والجديد... والاضافة الموفقة هو ولأول مرة فقرات الطائرات الشراعية والقفز بالدراجات. واختتم المهرجان بعد اسبوع موفق بحفل ساهر لانتخاب ملكة جمال ربيع قفصة تخللته باقات فنية طربية قفصية لمطربين من الشبان الهواة صحبة فرقتهم الموسيقية. ولعل ما يسجل في هذه الدورة هو: روح العطاء التطوعي والمسؤول لأعضاء الهيئة المديرة الذين لازموا المهرجان ليلا نهارا مع العمل والجد والسهر. الدور المهم الذي قام به المندوب الجهوي للثقافة بقفصة الذي كان رسول سلام في ازالة الجفوة التي دامت اكثر من ثلاثين سنة بين عبد القادر مقداد من جهة والفاضلين الجزيري والجعايبي وجليلة بكارمن جهة اخرى، والتي انتهت امام الملأ وجمهور قاعة دار الثقافة بكلمة سمحة جميلة اخوية رصينة من «حمّة الجريدي» موجهة لزملائه الباعثين الأوائل لفرقة قفصة سنة 1972 ولم ينس البقية مثل: محمد فرحات ورؤوف بن عمر وفرحات يامون ولطيفة القفصي والمنصف البلدي وسمير العيادي ومحمد ادريس وغيرهم... وبالمناسبة لابد ان أشير الى ان قفصة اصبحت في حاجة الى مزيد التوسع في الفضاءات والإضافات وخاصة اعادة تهيئة وتوظيف قاعات دار الشباب والمضائف لمزيد الاحتضان والتحفيز على النشاط. كما ان هياكل المجتمع المدني وخاصة منها الشبابية في حاجة الى المراجعة والإثارة والتنشيط لمزيد الاستفاقة والتحفيز والعطاء.