اختتمت الدورة 21 لمهرجان فرحات يامون للمسرح والتي انطلقت يوم الجمعة 16 مارس, وهي الدورة الأولى بعد الثورة التونسية. وقد أشرف على تنظيم هذه التظاهرة دار الثقافة فريد غازي بحومة السوق جربة الدورة الجديدة تميزت ببرنامجها المتنوع والثري والقيم من حيث اختيار الأعمال المسرحية وبقية الفقرات. ولقد تضمن هذا البرنامج العديد من المحطات التي جمعت بين الترفيه والمتعة والاستفادة فجمع بين تنشيط الشوارع والساحات وتنظيم الورشات التكوينية الخاصة بالأطفال والكهول وذوي الاحتياجات الخاصة. اضافة إلى العديد من التربصات التكوينية تحت اشراف أساتذة مختصون مثل الندوة الدولية حول المسرح والارتجال وفنون التعلم والتي أشرف عليها الأستاذ شكري الرحيبي مدير المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بمدنين والأستاذ محمود الماجري مدير المعهد العالي للفن المسرحي وروبارتو قانديني من ايطاليا والذي شد انتباه واهتمام كل الحاضرين من طلبة المسرح والمعجبين بالفن الرابع. وانتظمت على امتداد أيام المهرجان مجموعة من الأعمال المسرحية مثل مسرحية «رسالة إلى أمي» من اخراج صالح الفالح وعرض «قانون الجاذبية» من اخراج ماهر عواشري وعماد المي ومسرحية سيبني نحلم «اخراج انتصار العيساوي والعمل المسرحي «زعموا أن» للمخرج أنور الشعافي.
ومن أبرز الأعمال المسرحية التي حققت النجاح من حيث الاقبال الجماهيري المكثف ومن حيث قيمة العمل, مسرحية «موزاييك» لفرقة مدينة تونس للمسرح من اخراج زهير الرايس وتمثيل منى نورالدين وكوثر الباردي ومنال عبد القوي واكرام عزوز. وقد تم بعد نهاية المسرحية تكريم الممثلة منال عبد القوي من قبل جمعية النهوض المسرحي بجربة وهي الجمعية التي نشطت فيها الممثلة المذكورة في مرحلة دراستها الابتدائية والثانوية. كما تضمن البرنامج عدة فقرات تنشيطية لعل من أبرزها تلك التي أشرف عليها الممثل خالد بوزيد والممثل عبد المنعم شويات والأستاذ البغدادي عون وكانت في شكل ورشات في التعبير المسرحي موجهة للأطفال وخاصة لفاقدي السمع وللحاملين لاعاقة ذهنية السيد بشير بن غازي رئيس المهرجان أكد على أن الهيئة المديرة حرصت على اختيار برمجة تتماشى مع مختلف الفئات العمرية مشيرا إلى أن فقرات المهرجان جمعت بين الترفيه والتثقيف والتكوين مشيرا إلى أن الورشات التكوينية والتربصات حققت النجاح المنتظر من حيث الاقبال وخاصة من حيث قيمة المادة المقدمة وقيمة المشرفين عليها.
وحول الأعمال المسرحية التي عرضت خلال المهرجان فانها حسب ما أكده المدير الفني للمهرجان الأستاذ صالح شوشان , تعتبر من بين أهم الأعمال الموجودة على الساحة المسرحية في الوقت الحاضر ومن جهته تحدث السيد كمال بن تعزايت عن مهرجان فرحات يامون في دورته الأولى بعد الثورة مؤكدا على أن هذه الدورة تعتبر دورة تم الاعداد اليها منذ أكثر من ثلاثة أشهر انعقدت خلالها العديد من الاجتماعات واللقاءات التي شاركت فيها مختلف الأطراف وتكونت على اثرها العديد من اللجان وهي كذلك دورة رد الاعتبار إلى العديد من المسرحيين من أبناء جزيرة جربة ومن بينهم فرحات يامون الذي ترك بصماته في المسرح التونسي وهو من أبناء جزيرة جربة من مواليد 19 أوت 1945 , بدأ التمثيل بالمسرح المدرسي إلى جانب محمد ادريس وعبد الرؤوف الباسطي ورؤوف بن عمر... التحق بالمسرح الصغير منذ سنة 1965 فعمل مع محمود الأرناؤوط وسمير العيادي وكانت له تجارب في فرقة المسرح التجريبي والى جانب المسرح اهتم فرحات يامون بالرسم والشعر والتنشيط... توفي يوم19 ماي 1990. الدورة 21 لمهرجان فرحات يامون للمسرح كانت دورة ناجحة على جميع المستويات من حيث الاقبال المكثف ومن حيث نوعية البرمجة وكذلك من الجانب التنظيمي.