عاد يومي الثلاثاء والاربعاء من هذا الأسبوع أعوان اتصالات تونس إلى ساحة محمد علي في اضراب ثان سجّل نسبة نجاح كبيرة، فماهي دوافع هذا الاضراب؟ وهل كان بالإمكان تفاديه ومن يتحمّل المسؤولية؟ في عدد سابق كنّا نشرنا تفاصيل المطالب المرفوعة من طرف الأعوان ممثلين في جامعتهم النقابية وكنا قدمنا المقترحات التي تراها الجامعة العامة للإتصالات والبريد كفيلة بتنقية الأجواء وتطويق التوتر الذي ساد بين الأعوان والادارة ونحاول في هذه المساحة اليوم أن نستقرئ الواقع عبر التصريح الذي وافانا به الأخ محمود الشطي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للاتصالات والبريد. أوضح المتحدث أنّ القطاع يتمسّك بحجم الزيادة في جولة المفاوضات السابقة مع اعتبار جميع عناصرها المتمثلة بالزيادة الثلاثية ومنحة الانتاج بعناصرها كافة والترفيع في المقادير بالنسبة لهذه الجولة بنسبة لا تقلّ على ما يحصل ضمن السياق للمفاوضات في بقيّة مؤسسات القطاع العام. أضاف الأخ محمود الشطي قوله أنّ هذا أقل ما يمكن أن نتمسّك به ونطالب به في جولة تفاوضية هي بالأساس محط آمال وطموحات كل الشغالين وقد حاولنا وعملنا على إعطاء الادارة مساحات من الوقت والفرص لمراجعة مواقفها وتقديم مقاربات مسايرة لواقع المؤسسة غير أنّ هذه الادارة أبدت تمسكا لتوزيع المقادير المالية حسب رؤية أحادية الجانب وإرادة خاصة ودون اعتبار لرأي الطرف النقابي. وبيّن الأخ محمود الشطي أنّ الوضع وماهو عليه بتبايناته وتناقضه التي غذتها الارادة الانفرادية دفع بالقطاع الى الاضراب مرّة ثانية وإلى إعلانه التمسك بمقترحات الجامعة وأساسا منها اضافة نسبة 50 من كتلة الزيادات السابقة وأجرة شهر بعنوان منحة الانتاج مع صرف منحة التغطية والمنح الخصوصية. أمّا بالنسبة للجانب الاجتماعي فقد أكّد المتحدّث باسم القطاع التمسّك بالترفيع في منحة الأكلة والترفيع في الاعتمادات المرصودة للصندوق الاجتماعي وتحسين قيمة الخدمات المسداة بالاضافة إلى مراجعة الجوانب الترتيبية. وحول سؤال يتعلّق بآفاق ما بعد الاضراب أوضح الأخ محمود الشطي أنّ القطاع سيبقى على درجة النضال التي بلغها في هذه الأيام مع فسح المجال من جديد للمكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل لإعادة تنشيط الحوار والوصول إلى حلول مرضية فيما تسعى الجامعة إلى طلب عقد هيئة ادارية قطاعية استثنائية لتقييم الوضع بكل درجاته النضالية والمطلبية واتخاذ القرارات المناسبة. فقط أشير في نهاية هذا التصريح أنّ التجمع العمّالي الذي تمّ صبيحة يوم الثلاثاء بساحة محمد علي شهد مداخلة للأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول على قسم الشركات والدواوين أوضح خلالها المساعي والمقترحات التي قام بها الاتحاد من أجل الوصول إلى حلول من شأنها تنقية الأجواء وجاء فيها على مختلف مراحل المفاوضات والتباينات التي اكتنفتها.