تعيش مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا في نهاية كل سنة دراسية على وقع امتحانات ومناظرات يتوج بها مجهود التلميذ والطالب وتسخّر للغرض كل السبل لتوفير المناخ الملائم للممتحنين حتى تُجرى هذه الامتحانات في جوّ مريح. ولكن ما حصل هذه السنة في المناظرة المشار اليها جعل منظومتنا التربوية في مفترق الطرق وفي درجة تثير أسئلة قد لا نجد لها أجوبة والا بماذا نفسر تسرب خطأ فادح وقلب حقيقة علمية في مناظرة وطنية لتلامذة متميزين استعد لها التلميذ والولي والمعلم ووزارة الاشراف والكل على عجل من أمره لتحقيق نتائج تكون في حجم التضحيات التي قدّمها الجميع طيلة سنة كاملة وقد ادخل هذا الخطأ بلبلة وارتباكا في نفوس اطفال صغار؟ فبكى العديد منهم واحتار البعض امام مسألة تقدم معطيات خاطئة تمثلت في ان صار عرض المستطيل أطول من طوله والاغرب ان الامتحان تواصل في صمت وكأن الجميع في بهتة من أمرهم. وقد صرّح رئيس مركز الإمتحان الكتابي بأن لجنة مراقبة تسرّب الاخطاء في كل إدارة جهوية على استعداد تام لإبلاغ كل المراكز الكتابية بالاخطاء ان حصلت لا سمح اللّه وامتنع عن تسليم معلمي الاحتياط الذين كانوا سيتفطنون للخطأ الذي ورد بمادة الرياضيات نسخة من الامتحانات ولكنه تسرب في مادة علمية لا تقبل الاجتهاد والتأويل ولم يتفطن لذلك من قدّم الامتحان ولا من طبعه ولا من كلف بمراجعته وهي المرحلة الاهم في مثل هذه الوضعية. ان مثل هذا الخطإ ومهما قللنا من خطورته يعتبر سابقة خطيرة واساءة لمنظومتنا التربوية التي يحق لنا ان نفتخر بها بين الامم حيث بلغت شهائدنا العليا ومستوى الاطارات في كل المجالات مرتبة متميزة ولكن مثل هذه الاخطاء اساءت للمادة العلمية للتلميذ، للإطار التربوي وللمنظومة التربوية التي نسعى جميعا لتطويرها والوصول بها الى مستوى البلدان المتقدمة فالجميع يتساءل عن الطريقة التي تمكننا من تجاوز هذا الخطإ بسلام فهل نترك اطفالنا يجتازون مناظرة وطنية تضمنت خطأ فادحا؟ هل نتدارك الامر ونعيد لهذه المناظرة إعتبارها بإلغاء امتحان الرياضيات وإعادته حتى نرفع الالتباس ويصبح بذلك الخطأ بشريا ونعيد بذلك الثقة لأطفالنا الذين بكوا بسبب تطاول القصير على الطويل؟ ونؤكد لهم ان ما تلقوه صحيح وان عرض المستطيل دائما أقل من طوله والا ستصبح هذه المناظرة بحجم هذا الخطإ وصمة عار في وجه حقلنا التربوي الذي نحرص جميعا على تنقيته من كل الشوائب التي تشكك في ما يقدمه الاطار التربوي من مجهودات وما توفره وزارة التربية والتكوين من سبل للنهوض بمستوى تعليمنا الذي يبقى المجال الاهم والضامن الوحيد لكسر شوكة التخلف وبلوغ درجة متقدمة من الوعي والتطور.